المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : رمضان بفلسطين نكهة مختلفة



القصاص
17-08-2010, 09: AM
مدخل
،،،،،
كتبت عن فلسطين من ذكريات الوالدين هنا
انا منها .. ولكن !
فـ في فلسطين ما قبل الـ 48 حدثنا الوالد رحمه الله
عن بعض ما عاشه وخبره بفلسطين
فلقد بقي فيها إلى أن بلغ من عمره سبعة عشر سنه فقط
وفي الشهور الأخيرة من سنته تلك كان أحد المناضلين
ضد بداية الإحتلال الإسرائيلي ونهاية الإحتلال الإنجليزي
وتحديدا بمدينة يافا الساحليه والتي تغنى بها الشعراء
وكانت قبلة فن لـأهل الفن قبل بيروت لبنان الأن
وفي سبعينات القرن الماضي
ويكمل والدي حديثه
أن المجتمع اليفاوي مجتمع حضاري وقبلة لفلسطين والجميع يقصدها
لما تميزت به عن غيرها من مدن عريقه بفلسطيننا الحبيبة

كان المجتمع هناك مختلط الأديان بها المسلم والمسيحي وأقلية من اليهود الفلسطينين
( ولا أقصد من منحتهم بريطانيا الارض في شمال يافا وبدأوا في بناء مدينتهم تل أبيب وتلك بداية الكيان الاسرائيلي )
يعيشون بتآخي بدون تعصب ولكل منهم طقوسه ويمارسونها بأريحية دون ضغوط
وككل مجتمع هناك العوائل الغنية الكبيرة والفقيرة المعدمة

وكما حدثنا والدي رحمه الله لرمضان طقوس خاصه تحييها العوائل الكبيرة ويتحضرون لها
حيث يحيون ليلة روحانية كلها أذكار وتواشيح دينيه
وذكر أفضال وتاريخ رسولنا الكريم حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام
وهذا فقط في الليلة الأولى والأخيرة من شهر رمضان
حيث يجتمع المحتفلون والذاكرون بالنهاية على مائدة عامرة بألذ أنواع وأطايب الحلويات
والتي لا يغيب عن بال تلك العوائل أرسال بعض منها الى بيوت العوائل المعدمة
وبالسر حفاظا على كرامتهم

وكانوا صغار السن يجلسون خلف المجتمعين للذكر والذي كان يحدث انه عند ذكر الرسول والصلاة عليه
لابد من وقوف الجميع والصلاة على الرسول بنغمة معينة بالصوت وجسد يتمايل بإنسجام
وكانت هنا تظهر شقاوة الاطفال وبراءتهم
فيستمرون بالوقوف والصلاة على الرسول الكريم
إلى أن يُطلب منهم الكف عن هذا والاستماع إلى باقي الذكر
ومن عادات الاطفال هناك وبعد الافطار يخرج اطفال الحي من بيوتهم
ويبدأون في المرور على البيوت بيتا بيتا مرددين هذه الاهزوجة
وحوي يا وحوي يا رمضان
وعندما يصلون الى باب البيت المقصود
يبدأون بالغناء
لولا ( ويذكرون أسم صديقهم والذي بالغالب موجود بينهم )ما جينا ولا تعبنا ولا شقينا
وإذا تأخروا أصحاب البيوت في الخروج إليهم
يطرقون الأبواب ويرددون بإصرار
هاتوا هاتوا
مع ضحكاتهم الطفولية النقية
ويأخذون ما جاد به أصحاب البيت وبعد إنتهاء مشوارهم اليومي يجلسون
ليتقاسموا ما قد جمعوه في ليلتهم تلك
من كعك وحلوى ونقود

وأكمل الوالد حديثه عن والدته الحجة نايفه
فقد كانت تحضر أطباق مختلفة للإفطار
ولازماً عليها وعادة تعودتها إرسال أحد أعمامي ببعض منها
إلى أحدى بيوت الفقراء البعيدة نوعا ما عن بيوت الأغنياء

كان المجتمع متسامحا متأخي لا فرق بينهم الا بجدهم وعملهم
فقد قال لنا الوالد رحمه الله ان المسيحين هناك
كانوا يراعون الطقوس الرمضانية للمسلمين حيث
لا مطاعم مفتوحه ولا كنائس تضرب الأجراس ولا حتى التدخين في الاماكن العامة والشوارع
وهذا من أجل الحفاظ على روح التأخي بينهم ومراعاة لمشاعر الصائمين

ومما ذكر لنا أن بعض الأحياء في يافا كانت تصر على فتح المطاعم خلال ساعات النهار برمضان
فكان يزورهم مرسول من جماعة الأخوان المسلمين اليافاويين ويُطلب منهم أقفال المطعم
فمن رضخ منهم وبدأ في إقفال مطعمه سلِم وسلم مطعمه
ومن لم يرضخ ، يتركه المرسول ويعود الى مركز الجماعة ويخبرهم بأمره
فيتحضر مجموعة من أقويائهم وقبضاياتهم وكل متسلح بخيزرانة قوية
ويذهبون إلى المكان المقصود وباللين يطلبون طلبهم للمرة الثانية فإن إرتدع أنصرفوا
وأن لم يرتدع يبدأون في تكسير كل ما تطاله يدهم وعصيهم .

كانت جدتي تتفنن في عمل مائدة عامرة من الأكل والشراب
بدءاً من شراب عرق السوس والقمر الدين والتمر الهندي
ونهاية بطبق القطايف الذي ولا بد وأن يقدم في أول أيام رمضان
وطبق الفتوش لابد منه فمدينة يافا عامرة دائما وطوال أيام السنة
وتزخر دوما بأنواع اللحوم وخاصة الاسماك
وحرص جدتي وجدي دوما على تذكر الفقراء في كل يوم

أذكر أن الوالد حدثنا أنه في يوم خرج جدي ينوي صلاة الجمعة في الأقصى
والتي تبعد حوالي مئة كيلو متر عن يافا على أن يعود بالليل
وأشرقت الشمس وجدتي وكل أعمامي ينتظرون عودة جدي من القدس
وكانت جدتي ترسل أحد أعمامي كل فترة إلى أول الشارع
حتى يتقصى خبرا عن عودة الجار الذي ذهب مع جدي
فما عاد جدي ولا جاره إلى ظهر اليوم التالي
فأتفقت جدتي مع الجارة على أن ينذروا إفطار هذا اليوم للفقراء والمعدمين
وهذا ما عملن عليه حضرن مائدتان عامرتان بكل أنواع الأطايب
وأرسلوها تباعا وقبل الأفطار إلى بيوت الفقراء البعيدة
ولله الحمد ما أن بدأت الشمس في المغيب عاد جدي وجاره
بعد أن أُنهكت العائلتان خوفا وإشتياقا

والمضحك ولانه نذر على ربتا البيتان وعليهما تأديته
لم يتبقى في البيت الا الجبن والزيتون والبندوره والزعتر والزيت
والذي أكتفوا به كإفطار لهذا اليوم فرحا بعودة جدي
وعودة ضحكاتهم بعودته

ومما ذكره الوالد أن العوائل الغنية هي التي تشتري لأبنائها فوانيس رمضان
أما الأقل غنى فيكتفون بشراء فانوس واحد لكل العائلة
أما أشدهم فقرا وفي أحيائهم يكتفون بالإنارة التي تعم شوارع الاحياء الداخليه للمدينة
حيث كانت الدولة المستعمرة تعمل على إضاءة الشوارع بفوانيس الكيروسين طوال شهر رمضان


فلقد كان جدي يصر على أداء صلاة التراوايح في المسجد
ومن بداية الخامس عشر من رمضان
يبدوأن في رصد أكثر الناس إستحقاقا للزكاة
حيث يبدأ توارد الاموال على صندوق زكاة المسجد وتجميع انواع الحبوب المختلفة
ويجتمع كبار الحارة للعمل على تقسيم الزكاة
تبعا للإستحقاق والضرورة

وفي اللأسبوع الأخير من رمضان
تبدأ إستعدادات العوائل لصنع كعك ومعمول العيد
وتبدأ النساء في التفنن في إضافة النكهات والحشوات المختلفة
من جوز ولوز وعجوة تمر وحلقوم وكل عائلة تتبادل مع العوائل الأخرى
ما صنعته أيادي نسائهم من حلويات العيد
وتبدأ البلدية في إضافة بعض الزينات في الحواري الداخلية للمدينة
ولا تغفل العوائل الغنية هنا
أيضاً من تذكر العوائل المعدمة والفقيرة فترسل لها بعض من الحلويات والعيدية
مخرج
،،،،،،
فما أجملك يا فلسطين
بكل ما فيك
حتى ولو كان
حديثا سمعته من هنا أو هناك
من أب أو أم
من عم أو خال أو خاله
المهم أنتِ
يا فلسطين
كيف حالكِ الأن
ألازلت تنتظرين
وتأنين

تابعي أنينكِ
لعلهم بنهاية الامر يستيقظون
ويهبون لمساعدتك

أبو زياد
17-08-2010, 09: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

البرضاوي
17-08-2010, 05: PM
وفقك الله

الراقي
18-08-2010, 12: AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

تلمار
18-08-2010, 12: AM
موضوع جميل

يعطيك العافية

أبو صقر
18-08-2010, 08: AM
جميل جدا ... ألف شكر ...........

السماري
19-08-2010, 10: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وطني شموس
20-08-2010, 02: AM
http://desk.blueidea.com/QTZY/GIF/gif_icon/153.gif


بارك الله فيك ويَعْطٍيْكـْ اَلْفْ عَآآآفٍيَهْ عَ اْلطَرْحْ

مًآ نَنْحْرمْ مٍنْ جٍدِيْــــــدِكـْ

http://desk.blueidea.com/QTZY/GIF/gif_icon/153.gif

الشاعر محمد الحربي
24-08-2010, 08: PM
موضوع جميل وان كنت احس انه في غير المنتدى المناسب
عموماًتقبل تحياتي.