المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : قمة قصائد الغزل



زين الجابر
02-11-2008, 11: PM
هذه قصيدة لعنترة بن شداد العبسي ,شدتني بروعة التصوير, حيث ان الشاعر جعل من عينيه كامرا تنقل لنا بامانة , حسن ورشاقة وخفة معشوقته.



إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعد يطَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ
وَذَكَّرَنِي قَومـاً حَفِظـتُ عُهوه هُـمفَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهـدي
وَلَـولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ
مُهَفهَفَـةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا إِذا كَلَّمَت مَيتـاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ
أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِندَ غُروبِهـا تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعـدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري فإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِـي السَّعـدِ
فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـنعَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِـي الغِمـدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَةُ الحَشـا مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ الـقَـدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسـكِ تَحـتَ لِثامِهـا فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ الـنَـدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ
وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّـمَـت مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ
شَكا نَحرُها مِـن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً فَواحَرَبا مِن ذَلِـكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ
فَهَل تَسمَحُ الأَيّامُ يـا ابنَـةَ مالِـكٍ بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَـمِ الصَّـدِّ
سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي
وَحَقِّـكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِـن بَعـدي
حَذِرتُ مِـنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا وَقَد كانَ ظَنِّـي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي
فَإِن عايَنَت عَينِي المَطايـا وَرَكبُهـا فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـد

الحاسر
03-11-2008, 02: PM
ياسلام على زينها وهي موال بصوت ابونوره بس بدون موسيقى

العالمي
03-11-2008, 07: PM
فعلا جميله

النبراس
04-11-2008, 12: AM
اختيار في قمة الروعة شكرا ياصاحب الذوق الرفيع