المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : وقفة تأمل



المتسامح
21-10-2010, 11: AM
(( وقفة تأمل ))

قال الله سبحانه وتعالى (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ))
س/ في الآية الكريمة : أمرين ــــ ونهيين ــــ وبشارتين ــ اذكرهما ؟
السؤال سهل ولكن الذي جعلني اطرح هذا السؤال هو عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون (( أفالا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأليكم بعض من قصة نبينا موسى عليه السلام
ولد سيدنا موسى ابن عمران عليه السلام في مصر في عصر
فرعون الاضطهاد لأنه كان جبارا في الأرض ظالما‏,‏ كافرا بأنعم ربه حتى ادعي الإلوهية حيث قال (( أنا ربكم الأعلى)) ‏(‏ النازعات‏:24)‏ وقال مخاطبا شعبه‏:‏ (( ما علمت لكم من إله غيري‏ )) (‏ القصص‏:38).‏ اضطهد فرعون مصر رمسيس الثاني كل مؤمن بالله في شعبه الذي قسمه شيعا‏,‏ وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى ((إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين))‏.(‏ القصص‏:4).‏
رأي في منامه رؤيا مفزعة فسرت له بأن غلاما يولد في بني إسرائيل يتحقق على يديه هلاك فرعون مصر وزوال حكمه لأرض مصر‏.‏ وقد أزعج تفسير الرؤيا هذا الفرعون إزعاجا شديدا وأفزعه على مستقبل حكمه وملك أبنائه وذريته من بعده‏.‏
وفي غمرة جنون الخوف والفزع من المستقبل المجهول أمر رمسيس الثاني ( فرعون ) بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل فور ولادته‏,‏ وان يترك الإناث من هؤلاء المواليد للقيام بالخدمة في بيوت المصريين‏.‏ وبتطبيق هذا القانون الجائر قلت الأيدي العاملة في المجالات التي لا يقوي عليها إلا الذكور من مثل استخراج الأحجار من مقالعها‏,‏ وأعمال البناء والزراعة والصناعة وغيرها من الأعمال الشاقة‏,‏ فاشتكي أهل مصر من ذلك النقص في اليد العاملة إلي الفرعون فتفتق ذهنه عن فكرة جهنمية مؤداها ذبح جميع من يولد من غلمان بني إسرائيل عاما وإعفاء مواليد الغلمان من الذبح في العام الذي يليه حتى يكون من المعافين من الذبح طبقة من أصحاب الأيدي العاملة في الأعمال الشاقة‏,‏ وظل العمل على هذا المنوال طيلة فترة حكمه التي استمرت حوالي سبعة وستين‏(67)‏ سنة‏(‏ من حوالي‏1301‏ ق‏.‏ م إلي‏1234‏ ق‏.‏ م‏)‏
ولد هارون بن عمران الأخ الأكبر لموسى عليه السلام في عام لم يكن يذبح فيه غلمان بني إسرائيل فنجاه الله ـ سبحانه وتعالي ـ من الذبح‏,‏ ثم ولد أخوه موسي بن عمران عليه السلام في سنة كان غلمان بني إسرائيل يذبحون‏,‏ ولاحظ كل من رأي هذا الوليد المبارك أن الله ـ تعالي ـ قد ألقي علىه محبة منه‏,‏ فكان كل من رآه من أهله أو من جواسيس الفرعون يقع حب هذا الوليد الجديد في قلبه‏,‏ فيساعد الأسرة المنكوبة على إخفائه‏,‏ ولذلك يمتن ربنا ـ تبارك وتعالي ـ على عبده موسى عليه السلام بعد أن كبر وآتاه الله النبوة فيقول له‏:((‏ وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني))‏.(‏ طه‏:39).‏ هذه المحبة التي ألقاها الله ـ تعالي ـ على عبده موسي استقرت في قلوب الناس وجعلتهم يعاونون أمه على إخفاء رضيعها من زبانية فرعون وجواسيسه الذين كانوا يجوبون حواري بني إسرائيل بحثا عن المواليد الجدد من الغلمان‏.‏
ولكن مع اشتداد وطأة البحث‏,‏ وانتشار الجواسيس والقابلات‏,‏ زاد خوف أم موسي عليه‏,‏ وفزعت فزعا شديدا من إمكانية انتزاعه من بين أحضانها وذبحه‏.‏ وفي غمرة خوفها وقلقها وحيرتها وهي تفكر في كيفية حماية وليدها موسي ألهمها الله ـ تعالي ـ أن تضعه في مهده ثم في صندوق يحميه من البلل بالماء‏,‏ وأن تضع الصندوق في اليم‏(‏ نهر النيل‏)‏ الذي كان قريباً من بيتها‏,‏ بعد أن تربطه بحبل متين يشده إلي البيت‏..‏ وكانت تسترجع وليدها إلي البيت لإرضاعه ثم ترده إلي مكانه في نهر النيل مخبأ بين أعشابه ونباتاته‏,‏ خوفا من مفاجأة جواسيس فرعون لبيتها وانتزاع وليدها من بين أحضانها‏.‏
وفي يوم من الأيام تمكن تيار الماء في نهر النيل من قطع الحبل الذي يربط صندوق موسي إلي بيت أمه‏,‏ وتحرك تيار الماء بالصندوق وبداخله الرضيع موسي حتى أوصله إلي شاطئ قصر الفرعون الذي كان قائما على بحيرة متصلة بالنيل فالتقطه حراس القصر وخدمه‏,‏ وتم فتح الصندوق في حضرة زوجة الفرعون‏,‏ وكانت سيدة مؤمنة بالله‏,‏ وكان اسمها آسية‏(‏ أو إست نفرت‏),‏ وقد ضرب الله ـ تعالي ـ بها المثل للإيمان الصادق في محكم كتابه العزيز فقال‏:‏(( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين))‏(‏ التحريم‏:11)‏
وعند فتح الصندوق وقعت عينا السيدة المؤمنة آسية زوجة فرعون مصر على الطفل الرضيع موسي بن عمران فرأت في وجهه نورا أوقع محبته في قلبها فتعلقت به بسبب المحبة التي ألقاها الله ـ تعالي ـ عليه‏,‏ ووصل الخبر إلي الفرعون فجاء غاضبا وأدرك أن الرضيع هو أحد غلمان بني إسرائيل الذي حاول أهله إخفاءه عن أعين الذباحين من جنده وعملائه‏,‏ وأمر بقتل الغلام على الفور‏,‏ ولكن زوجته الصالحة ألحت عليه بالرجاء أن يستبقيه لهما فرحة ومسرة وقرة عين‏,‏ فاستجاب الفرعون لرجاء زوجته بعد إلحاح طويل منها‏,‏ وفي ذلك يقول الحق ـ تبارك وتعالي ـ‏:((‏ وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين‏*‏ فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين‏*‏ وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون‏*‏(( ‏(‏القصص‏:7‏ ـ‏9).‏
وعندما فوجئت أم موسي باختفاء الصندوق الذي كانت قد خبأت فيه رضيعها موسي فزعت فزعا شديدا‏,‏ وأمرت أخته بالإسراع في اقتفاء أثره‏,‏ وجرت أخته على طول ساحل النيل من بيتها إلى قصر الفرعون ففوجئت بأن الصندوق قد وصل إلى القصر‏,‏ فطار عقلها من الجزع والخوف على أخيها كما طار عقل أمها وأصبح خاليا من كل شيء في الدنيا إلا ذكر موسي وكيفية إنحائه من قبضة الفرعون‏.‏ وفي ذلك يقول الله في محكم كتابه (( وأصبح فؤاد أم موسي فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين‏*‏ وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون‏*)) (‏ القصص‏:11,10).‏
جاع الطفل موسي وأخذ في البكاء حتى ملأ قصر الفرعون ببكائه فأمرت السيدة آسية بجلب عدد من المرضعات للطفل الباكي‏,‏ ولكن كلما جاءت أحداهن لترضعه أبي أن يأخذ بثديها‏,‏ واشتد جوع الطفل وعلا صراخه‏,‏ والمرضعات يترددن على القصر دخولا وخروجا دون أن يقبل الرضاعة من أيهن‏,‏ فتسللت أخت موسي إلى داخل القصر مع المرضعات الداخلات وشاهدت أخاها يبكي ويرفض الرضاعة من أية مرضعة‏,‏ فتقدمت من السيدة آسية عارضة أن تدلها على من يمكن أن يقبل هذا الطفل الرضاعة منها فوافقوا فورا على ذلك‏,‏ فذهبت وعادت لهم بأمه فأقبل عليها ورضع منها‏,‏
فدفعوا بالطفل إلي أمه وأجروا لها راتبا أجر إرضاعها له‏,‏ وعرضت آسية على أم موسي إمكانية الإقامة في القصر حتى لا تحرم من رؤية موسي‏,‏ ولكنها اعتذرت بضرورة القيام على شئون أسرتها‏,‏ فوافقت آسية على اصطحاب أم موسي لرضيعها وأغدقت عليها بالعطايا على ألا تحرمها من رؤية الطفل من وقت إلي آخر‏.‏ وعادت أم موسي إلي بيتها فرحة برضيعها الذي نجاه الله ـ تعالي ـ من الذبح‏,‏ وحقق لها أولي البشريين اللتين رأتهما في منامها‏,‏ وفي ذلك يقول الله في محكم كتابه (( ‏‏ وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون‏*‏ فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون‏*)) (‏ القصص‏:13,12).‏
ويمن ربنا ـ تبارك وتعالي ـ على عبده ونبيه موسي بذلك قائلا له‏:((‏ ولقد مننا عليك مرة أخري‏*‏ إذ أوحينا إلي أمك ما يوحي‏*‏ أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني‏*‏ إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلي أمك كي تقر عينها ولا تحزن‏))(‏ طه‏:37‏ ـ‏40).‏
وبعد فطام موسي أعادته أمه إلي السيدة المؤمنة آسية زوجة فرعون مصر لينشأ هذا الصغير في قصره‏,‏ وليتربي تربية أبناء الملوك تحت عطف وحب ورعاية من فرعون وزوجه‏.‏
وقصة ولادة موسي في زمن ذبح غلمان بني إسرائيل عقب ولادتهم‏,‏ وإنجاء الله ـ تعالي ـ له من الذبح على أيدي جند فرعون وأعوانه‏,‏ وتربية هذا الطفل في بيت عدو الله وعدوه فرعون مصر حتى بلغ أشده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البرضاوي
21-10-2010, 11: AM
وفقك الله اخي وجزاك الله خير000

أبو زياد
21-10-2010, 11: AM
جزاك الله خيرا اخوي

الفرهود
21-10-2010, 08: PM
وفقك الله اخي وجزاك الله خير000

أبو صقر
22-10-2010, 12: AM
بارك الله فيك .......

النبراس
22-10-2010, 10: PM
وفقك الله وبارك في جهدك اخي المتسامح

الكناري
23-10-2010, 08: PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

المتسامح
24-10-2010, 05: PM
مُشاركتي بِكمُ تكَمُلُ :::::::وبإحرفُكم تَجمِلُ
1. الأمرين همـــا : الرضاعة ، وإلقائه في اليم
2. النهيين همــا : عدم الخوف ، والحزن
3. البشارتين هما: رادوه إليك ، ويكون رسولاً

ابوالبراء
03-11-2010, 12: PM
بارك الله فيك

الشاعر محمد الحربي
03-11-2010, 01: PM
وفقك الله اخي وجزاك الله خير000