المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : ما حكم قول .. إن شاء الله .. بعد الدعاء ؟؟



حسن الزبيدي
05-11-2010, 10: AM
http://www.nor3alanor.com/vb/images/salamo3alikom.gif


تعليق الدعاء:


النهي عن تعليق الدعاء :


عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن : اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له " متفق عليه .


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له " متفق عليه .


وفي لفظ مسلم : " وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه " .


كتاب تصحيح الدعاء للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد




سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن قول الإنسان في دعائه : " إن شاء الله " ..


فأجاب قائلاً : لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول : " إن شاء الله " ‏في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له وقد قال ‏سبحانه وتعالى:
(ادعوني أستجب لكم ) فوعد بالاستجابة وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال : إن شاء الله ‏لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه ‏شراً، أو يدخرها له يوم القيامة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا ‏يقل أحدكم :اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة ، وليعظم ‏الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له" ، فإن قال قائل : ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم أنه كان يقول : للمريض : " لا بأس طهور إن شاء الله " ؟
فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء وإنما هو من باب الخبر والرجاء ‏وليس دعاء فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء. والله أعلم.‏


وسئل فضيلة الشيخ : عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يقل ‏أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة ‏فإن الله لا مكره له " وقوله : " ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" ‏؟


فأجاب بقوله: الحديث الأول صحيح، وفي لفظ : " إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه". ‏وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله : " اللهم اغفر لي إن شئت " تشعر بمعان ‏فاسدة:
منها أن أحداً يكره الله ، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك ، ‏ولذلك قال: " فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه". وأنت لو سألت رجلاً من الناس ‏فقلت : أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له : إن شئت. ‏وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسؤول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا ‏نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول : إن شئت " .
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول : " إن شاء الله " فهي أخف وقعاً من قول : إن ‏شئت ، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق.
فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت.


ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول : إن شاء الله منهي عنه لكن دون قول : إن ‏شئت. فكيف يكون منهياً عنه ثم يقول :ه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث ‏الثاني الذي ذكره السائل؟ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث ‏الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد مريضاً يقول ::" لا بأس طهور إن ‏شاء الله ( . وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي. والجواب أن هذه الجملة ‏مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهوراً من الذنب وهذا كما في حديث:" وثبت ‏الأجر إن شاء الله". فهو على الرجاء.‏


من: "مجموع فتاوي ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"، المجلد الاول - ‏العبادة.‏



قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-‏ ‏ في سلسلة لقاء الباب المفتوح-في الشريط رقم‎ ‎‏ 128 الوجه الثاني ، بعد الدقيقة 23:‏


‏ (( بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في كتابه "رياض ‏الصالحين" باب: [ كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن ‏شئت]: من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر، ‏وإذا كان الله تعالى هو المقصود، وهو الذي يريده العباد، ويلجؤون إليه، ويعتمدون ‏عليه؛ فإنه لا ينبغي أن يقول الإنسان: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ‏بل هذا حرام، لأن قول القائل: إن شئت؛ كأنه يقول: إن شئت اغفر لي وإلا ما ‏يهمني! كأنه يقول: أنا في غنىً عنك! كما تقول لصاحبك: إن شئت فزرني، وإن شئت ‏فلا تزرني؛ فأنا لست بحاجة إليك، ولهذا كان قول القائل: اللهم اغفر لي إن شئت، ‏حراما. فقول المؤلف: [باب كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت ] يعني ‏كراهة التحريم. وكذلك لا يقول: اللهم ارحمني إن شئت؛ بل يعزم؛ لأنه يسأل جوادا ‏كريما غنيا حميدا عز وجل، ولأنه مفتقر إلى الله؛ فليكن عازما في الدعاء، يقول: اللهم ‏اغفر لي، اللهم ارحمني، بدون: إن شئت. وكذلك لا يقول: اللهم اغفر لي إن شاء الله، ‏أو يقول للإنسان: غفر الله لك إن شاء الله، هداك الله إن شاء الله، كل هذا لا يُقال، ‏وإنما يجزم الإنسان ويعزم. وبيّن النبي عليه الصلاة والسلام ذلك بأن فيه محذورين:‏
الأول: قال: وليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له، يعني الله عز وجل إن غفر لك ‏فبمشيئته أو رحمك بمشيئته لا أحد يكرهه على ذلك، فهو يفعل ما يشاء ويختار عز ‏وجل لا مكره له حتى نقول إن شئت. كذلك أيضا يقول الإنسان إن شئت كأنه ‏يتعاظم الشيء ويقول إن شئت فأت به وإن شئت فلا تأت والله تعالى لا يتعاظمه شيء ‏أعطاه مهما عظم الشيء فإن الله تعالى غني كريم يعطي الجزيل عز وجل ويطلب ‏القليل. والحاصل أنه لا يحلّ لك أن تقول: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن ‏شئت، اللهمّ أدخلني الجنة إن شئت، اللهم ارزقني أولاداً إن شئت اللهم ارزقني زوجة ‏صالحةً إن شئت، كل هذا لا يجوز؛ اعزم المسألة ولا تدخل فيها المشيئة. ‏


ومن ذلك أيضا ما يقوله بعض الناس وأظنّه مأخوذ من الصوفية: اللهم لا أسألك رد ‏القضاء ولكن أسألك اللطف فيه؛ فإن هذا حرام، كيف لا تسأل رد القضاء؟، وهل ‏يرد القضاء إلا الدعاء؟! كما جاء في الحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء". وكأنك إذا ‏قلت: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه؛ كأنك تقول: يا ربي ‏عذبني ولكن ألطف بي، يا رب أهلك أحبابي ولكن ألطف بهم وما أشبه ذلك. كل هذه ‏الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ‏ذلك ...‏


وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن وجده مريضا: لا بأس طهور إن شاء الله ‏فهذا من باب الرجاء، وهو خبر، يعني: أرجو أن يكون هذا طهورا، وأيضا لم يكن ‏بلفظ المخاطبة؛ لم يقل: إن شئت، قال: إن شاء الله، واللفظ بغير المخاطب أهون وقعاً ‏من اللفظ الذي يأتي بالمخاطبة )). اهـ.‏



قال معالي الشيخ العلامة صالح آل الشيخ في[كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد] :


باب قول: اللهم اغفر لي إن شئتَ


في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله ( قال: «لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ. اللّهُمّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ المسألةَ, فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ». ولمسلم: «وَلْيُعَظِمِ الرّغْبَةَ. فَإِنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».
[الشرح]
قال (باب قول: اللهم اغفر لي إن شئتَ) حقيقة التوحيد أن يوحِّد العبد ربَّه جل وعلا بتمام الذل والخضوع والمحبة وأن يتضرع إلى الله جل وعلا ويتذلل إليه في إظهار فقره التام إليه وأنّ الله جل وعلا هو الغني عما سواه.
وقول القائل (اللهم اغفر لي إن شئت)، يفهم منه أنه مستغن عن أن يغفر له كما يأتي العزيز أو المتكبر من الناس فيقول للآخر لا يريد أن يتذلل له فيقول افعل هذا إن شئت يعني إن فعلت ذلك فحسن وإن لم تفعل فلست بملحٍّ عليك ولست بذي إكرام فهو مناف, هذا القول مناف لحاجة الذي قالها إلى آخر، ولهذا كان فيها عدم تحقيق للتوحيد، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا أن يظهر فاقته وحاجته لربه، وأنه لا غنى به عن مغفرة الله وعن غنى الله وعن عفوه وكرمه وإفضاله ونِعمه طرفة عين.
فقول القائل (اللهم اغفر لي إن شئت) كأنه يقول: لست محتاجا، إن شئت فاغفر، وإن لم تشأ فلست بمحتاج. وهذا فعل أهل التكبر وأهل الإعراض عن الله جل وعلا ولهذا حرم هذا اللفظ وهو أن يقول أحد: اللهم اغفر لي إن شئت.
ولهذا ساق الحديث قال (في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله ( قال: «لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ. اللّهُمّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ المسألةَ, فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ»، ولمسلم: «وَلْيُعَظِمِ الرّغْبَةَ. فَإِنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ») قوله (لِيَعْزِمْ المسألةَ) يعني ليسأل سؤال عازم، سؤال محتاج، سؤال متذلل، لا سؤال مستغنٍ مستكبر، فليعزم المسألة وليسأل سؤال جاد محتاج متذلل فقير يحتاج إلى أن يعطى ذلك، والذي سأل؛ سأل أعظم المسائل وهي المغفرة والرحمة من الله جل وعلا، فيجب عليه أن يعظم هذه المسألة ويعظم الرغبة وأن يعزم المسألة فإن الله لا مكره له، فالله جل وعلا لا أحد يكرهه لتمام عناه ونمام عزنه وقهره وجبروته وتمام كونه مقيتا سبحانه وتعالى، وهذا من آثار الأسماء والصفات.
لهذا لا يجوز في الدعاء أن يواجه العبد ربه بهذا القول: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت.
وهذا واضح ظاهر في الدعاء الذي فيه المخاطبة كهذا الخطاب، اللهم اغفر لي إن شئت، هو يخاطب اله جل وعلا فيقول ذلك.
ولهذا قال بعض أهل العلم: إن هذا يتقيد بالدعاء الذي فيه خطاب، أما الدعاء الذي ليس فيه خطاب فيكون التعليق بالمشيئة ليس تعليقا لأجل عدم الحاجة أو منبئا لعدم الحاجة -كهذا الدعاء- بل هو للتبرك، كمن يقول: رحمه الله إن شاء الله، أو غفر الله له إن شاء الله، أو الله يعطيه من المال كذا وكذا إن شاء الله ونحو ذلك، فهذا قالوا: لا يدخل في هذا النوع؛ لأنه ليس على وجه الخطاب وليس على وجه الاستغناء.
ولكن الأدب يقتضي أن لا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقا؛ لأنها وإن كانت ليست بمواجهة فإنها داخلة في تعليق الدعاء والمشيئة، والله جل وعلا لا مكره له، فعموم المعنى المستفاد من قوله (فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ) عموم هذا التعليل يشمل هذه وهذه، فلا شك أن قول(اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ) أعظم، ولكن القول الآخر داخل أيضا في علة النهي ومعنى النهي، ولهذا لا يسوغ استعماله.
وقول النبي عليه الصلاة والسلام لمن عاده كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما قال لمن عاده وقد أصابته الحمى قال «طهورٌ إن شاء الله» قال: بل هي حمى تفور... إلى آخر كلامه، هذا قوله عليه الصلاة والسلام (طهور إن شاء الله) هذا ليس فيه دعاء وإنما هو من جهة الخبر، قال يكون طهورًا إن شاء الله، فهو ليس بدعاء وإنما هو خبر، فافترق عن أصل المسألة.
قال طائفة أيضا من أهل العلم من شراح البخاري وقد يكون قوله (طهور إن شاء الله) للبركة فيكون ذلك من جهة التبرك، كقوله جل وعلا مخبرا عن قول يوسف ?ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ?[يوسف:99]، وهم قد دخلوا مصر، وكقوله جل وعلا ?لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تخافون?[الفتح:27]. نعم



وقال حفظه الله في الدرس العشرين من شرحه للعقيدة الطحاوية عندما سئل هذا السؤال:


س2/ هل يجوز الدعاء بهذه الصيغة: أسأل الله أن يوفقك إن شاء الله؟


جـ/ الدعاء الأصل فيه أن يكون المرء إذا دعا عازما في المسألة غير متردد، ظانّا بالله جل وعلا الظن الحسن؛ وهو أنَّه يجيب الدعاء ولا يرد العبد، وكلّما قوي يقين العبد بإجابة الدعاء كلما كان هذا من أسباب إستجابة الدعاء.
وتعليق الدعاء أو تعليق السؤال بالمشيئة يخالف عزم المسألة، ولهذا لما قال: رجل اللهم اغفر لي إن شئت، قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت. وليعزم المسألة فإن الله لا مُكره له» فتعليق الدعاء بالمشيئة الأصل فيه أنه خلاف أدب الدعاء، والله سبحانه لا مكره له على إجابة الدعاء حتى يعلقه بالمشيئة.
لكن عن كان تعليقه المشيئة ليس المقصود به التعليق، إنما المقصود به التبرك فهذا لا بأس به.
وبعض أهل العلم يرى أن قوله إن شاء الله في مثل هذا لا بأس به؛ وذلك لقول النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لما زار رجلا وهو مصابا بالحمى فقال له «طهورٌ إن شاء الله»، فأجاب الرجل بجواب سيئ، المقصود أنه استدل «طهور إن شاء الله» لا بأس أن يعلق الدعاء بالمشيئة.
والأول هو الأوْلى، وللمسألة مزيد تفصيل لا يناسب هذه الأجوبة المختصرة.



وقال في الدرس الثاني والثلاثين من شرحه للعقيدة الطحاوية عندما سئل السؤال التالي:


س1:كيف نجمع بين حديث أبي هريرة قال رسول الله ( «لا يقول أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم مسألته إن الله يفعل ما يشاء لا مُكره له» وبين حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ( دخل على أعرابي يعوده فقال «له لا بأس عليك طهور إن شاء الله» قال قال الأعرابي: طهور؛ بل هي حمى تفور على شيخ كبير تُزِيرُهُ القبور، قال النبي ( «فنعم إذًا»؟


ج/ الحديثان المذكوران كلاهما في الصحيح، والعلماء جمعوا بينهما بأوجه من الجمع:
( من أحسنها أن قوله عليه الصلاة والسلام «طهور إن شاء الله» هذا من باب الخبر لا من باب الدعاء، فهو قال للأعرابي هذه الحمى طهور لك؛ طهور لك في دينك وطهور لك أيضا في بدنك فتصبح بعدها سالما، فأخبره النبي ( بذلك؛ لأن قوله (طهورٌ) مرفوع، والرافع له مبتدأ محذوف أو الابتداء المحذوف بقوله: هي طهور إن شاء الله، وليس المراد الدعاء لأنه لو كان دعاء لصارت منصوبة اللهم اجعلها طهورا، أو قال: طهورا إن شاء الله؛ يعني اجعلها اللهم طهورا فيكون دعاء، فالظاهر من السياق من اللغة ومن القصة أن المراد الخبر، فإذا كان المراد الخبر فلا يعارض الدعاء بقول القائل اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت؛ لأن النبي ( علق الخبر بالمشيئة فقال «طهور إن شاء الله»، كما قال جل وعلا ?لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ?[الفتح:27]، وكقوله جل وعلا ?ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ?[يوسف:99]، فقوله اغفر لي إن شئت، هذا تعليق للدعاء بالمشيئة، والله جل وعلا لا مستكره له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد في خلقه جل جلاله.
( الوجه الثاني وهو وجه حسن أيضا أن قول الداعي: اللهم اغفر لي إن شئت. هذا على جهة المخاطبة اغفر لي إن شئت، وأما إذا كان على جهة الغيبة فإنه لا بأس به، فلو قال غفر الله له إن شاء الله، هذا أخف من التعليق بالمواجهة، اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت؛ لأن المخاطبة تقتضي الذل والتقرب إلى الله جل جلاله بما يحبه من نعوت جلاله وصفاته ومدحه سبحانه والثناء عليه، والتعليق بالمشيئة فيه نوع استغناء، فلهذا قال في آخره «إن الله يفعل ما يشاء لا مكره له» وقال «إن الله لا مستكره له».
وهذا الوجه الثاني قال به بعض أهل العلم ولكنه ليس في القوة كالأول فالأول ظاهر، والثاني قيل به وليس هو المختار.
منقول ........................................

*ابوخالد*
05-11-2010, 11: AM
بارك الله فيك أخي حسن الزبيدي على هالطرح المميز
لك تحيتي

أبو زياد
05-11-2010, 12: PM
شكرا لك على الطرح الرائع والمفيد لك التحيه

ابونايف
05-11-2010, 01: PM
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/15xv0qw.gif (http://smiles.al-wed.com/smiles/60/15xv0qw.gif)

الامل
05-11-2010, 03: PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الكناني
05-11-2010, 06: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشاعر محمد الحربي
06-11-2010, 10: AM
جزاك الله خيراً أخي حسن طرح جميل ومفيد .

حسن الزبيدي
06-11-2010, 07: PM
*ابوخالد* (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#), الامل (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#), الراجحي راجح (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#), الكناني (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#), ابونايف (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#), نواف بارسا (http://www.har2i.com/vb//showthread.php?t=12962#)

بارك الله فيكم ......... وشكركم على مشاعركم الطيبة

أغـــــاريد
06-11-2010, 07: PM
جزاك الله خير اخوي

وجعله في موازين حسناتك