المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : مـوتٌ أخضــر ..!



الشاعر محمد الحربي
11-11-2010, 09: AM
حين انحدر نازلاً من الدرج ، صمتٌ أخرسٌ كان يملأ المكان . فتحة المكيف الصحراوي ، الذي يتوسط جدار الصالة .. أغلقت فمها ، وكان قد أعتاد أن يسمع حركة السائق ، ذاهباً وآيباً إلى غرفته ، تتسلل من خلالها . ما عادت الآن، تنسل منها.. نسمة . حتى ..ولا وشوشة الهواء ، يقلب وريقات الشجر اليابسة المتقصفة، التي امتلأ بها الممر، أو صفير .. من ذلك الذي غالباً ، ما تزفر به رياح نوفمبر ، وهي تشيّع الخريف إلى مثواه الأخير ، له حشرجة .. مثل نشيج ثكلى .
صوت وطء قدميه الحافيتين ، تدوسان بنعومة على الموكيت.. تناهى لسمعه . هذه أوّل مرّة .. يمشي فيها حافياً ، لمّا لاحظ أن ثمة بقع سوداء على الفرشة ، تركها القار الذي علق بحذائه ، أثناء عبوره الشارع .

كان مثيراً لاهتمامه ، كيف أن الصمت خنق كل شيء ، إلى الحد الذي جعل الوقع الخافت لقدميه العاريتين، على السجادة ، يصل إلى مسمعيه . عند آخر درجتين توقف. أخذ يحدق في النبتة ، في الإناء الزجاجي أسفل الدرج . كانت قد يبست تماماً ، وتحولت إلى اللون الأصفر ، إلا ورقتين في أطرافها ، ما زالتا تقاومان باخضرارهما ، من أجل البقاء .. شحوب الموت الأصفر .

لم ينتبه أن الماء في الإناء .. قد نضب ، رغم أنه يمــر من أمامه كل يوم . لبس نظارة القراءة ، ورفع الإناء إلى محاذاة عينيه .. ثم أماله : لا شيء يتحرك ، لا توجد قطرة ماء . انتبه أن اللاصق .. قريباً من عنق الإناء ، الذي يحمل كلمة الإهداء .. قد تقشر أيضاً ، ولم يبق منه إلا كلمة واحدة فقط . ما زال يتذكر تلك الظهيرة ، حين عاد ورأى النبتة .. فسألها عنها ، قالت : " من وفاء " . أعاد الإناء لمكانه ، وبقي يتأمل النبتة . أكثر ما شغل تفكيره ، كيف حافظت الوريقات على لونها الأخضر ، وقاومت الموت .. رغم العطش .

لون الجفاف الأصفر ، انتشر في كل مكان . نظر إلى الطاولة الزجاجية، في زاوية الصالة ، كانت قد تراكمت فوقها ، طبقة من الغبار .. الأصفر ، فتغير لونها ، واقترب من لون السجادة .. البيج . التفت إلى غرفة جانبية ، فيها خزانة ملابسها . دخل وفتح الخزانة ، وتحسس الملابس بيده . قميص أثير لديها ، كـــان يحب أن يراها ترتديه .. رآه معلقاً . تداعت إلى ذهنه المشاهد . آخر مرة رآها تلبسه ، قبل أشهر . كانت واقفة أمام مرآة التسريحة ، تستعد للذهاب إلى مناسبة . تأملها طــــويلاً ، تنقل خصلات شعــــرها ، يميناً ويساراً . أخيراً .. استقر رأيها ، أن تربط شعرها ذيلاً ، فجاء لونه الأسود ، المموه بالأشقر، متناسقاً مع رقبتها الرقيقة ، بلونها العاجي المائل للصفرة ، ولون القميص الأبيض السكري . خيّل إليه أنه لم يعش معها سنوات . أدهشه المشهد ، وأحس بحاجة شديدة .. لأن يقول ، أو يفعل شيئاً . تردد .. وقاوم رغبة تدفعه للنهوض إليها وضمها .. لكي لا يفسد مكياجها :

- " ما أجملك .. ذوقك روعة " .

التفتت إليه ، وخطّان يلمعان في وجهها .. عيناها وثغرها :

- " يــا حبي لك " .

مد يده وسحب القميص تجاه وجهه . تردد لحظة .. ثم أعاده إلى مكانه ، وأقفل الخزانة . خرج من الغرفة ، واستوقفه .. مرة أخرى، مشهد الغبار على الطاولة . توجه إليها .. وخط بأصبعه فوقها : " عندما رأيت الغبار يتراكم ، أدركت أنها لن تعود ، فتوقفت عن شم ملابسها " .

مشى خــــارجاً ، ولما صار بمحاذاة النبتة الجافة ، لمس الوريقات الخضراء ، فسقطت بيده .

- ميّتة .. كانت تتظاهر بالحياة..!

اللاصق سقط كذلك . إلتقطه .. وأمعن النظر فيه : الكلمة كانت .. ( وفــــــاء ) ..!

أبو زياد
11-11-2010, 10: AM
اللاصق سقط كذلك . إلتقطه .. وأمعن النظر فيه : الكلمة كانت .. ( وفــــــاء ) ..! .موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الشاعر محمد الحربي
11-11-2010, 11: AM
اللاصق سقط كذلك . إلتقطه .. وأمعن النظر فيه : الكلمة كانت .. ( وفــــــاء ) ..! .موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حياك الله نواف.

*ابوخالد*
11-11-2010, 01: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ابونايف
11-11-2010, 01: PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

المنار
11-11-2010, 05: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

البروجي
11-11-2010, 06: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشاعر محمد الحربي
13-11-2010, 10: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشكر لك حياك الله

الشاعر محمد الحربي
13-11-2010, 10: AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الشكر لك حياك الله

الشاعر محمد الحربي
13-11-2010, 10: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشكر لك حياك الله

الشاعر محمد الحربي
13-11-2010, 10: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشكر لك حياك الله