المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الشماغ الاحمر



جريح الشوق
22-05-2011, 02: PM
الشماغ في الأصل كان غطاءً للرأس، يقي قيظ الشمس وقر البرد، ويسمونه في بعض أجزاء من بلاد الشام "حطَة" أي ما يحطه الرجل على رأسه، وكان يربط على الرأس برباط لتثبيته مما تطور بعد ذلك إلى العقال، أما الشماغ المصنع حديثاً فقد أدخله الإنكليز إلى المنطقة العربية من الهند عبر شركة الهند الشرقية التي كانت تسيطر على تجارة الهند، ومع أن الشماغ أو الغترة لم يكن في السابق يستخدم من قبل الجميع، وخاصة فئة الشباب، إلا أنه أصبح اليوم جزءاً مهماً من اللباس الرسمي الخليجي، ونادراً ما ترى خليجياً بدونه في مكان عام، وهو جزء مهم لأن طريقة وضعه تعبر عن شخصية واضعه، أو على الأقل الشخصية التي يريد أن يظهر بها أمام الناس، فللشماغ عدة طرق في ارتدائه، تبعاً لما يسمى بين الشباب السعودي بـ "التشخيصة" فمنهم من يرتدي الشماغ بطريقة "بنت البكار" أي يرفع الشماغ على رأسه بأكمله على العقال، ومنهم من يرتديه بطريقة "الكوبرا" رفع طرفي الشماغ فوق الرأس، وهناك تقليعات أخرى كالرسمي ونصف الرسمي والكوبرا المبرومة وقنديل البحر والعنكبوتي والخنفسائي، وطرق أخرى كثيرة، غير أنها لا تستخدم إلا إذا لم يستخدم صاحبها البشت أو المشلح، ففي هذه الحالة لا تستخدم إلا الطريقة الرسمية التي يتدلى فيها طرفا الشماغ على جانبي الصدر، ولكن حتى في هذه الحالة فإن طريقة لبس العقال تعبر أيضاً عن شخصية مرتديه.
وذهب البعض في تقليعات لبس الشماغ إلى ربط "تشخيصاتهم" بأسماء فنانين معروفين، ولعل أشهرها تشخيصة الفنان خالد عبد الرحمن التي يفضلها صغار الشباب، حيث يرمى طرفا الشماغ فوق العقال لتصبح مقدمته فوق الرأس على شكل مثلث بينما يسحب طرفه الأيسر فوق الكتف الأيمن ليتدلى منه إلى الأمام.

أما بالنسبة للألوان فالسائد في الخليج هما اللونان الأبيض، وهو الغترة، والأحمر، وهو الشماغ، وتبقى للغتر البيضاء مكانة متميزة، فهي أنيقة وبحاجة إلى عناية لا يحتاجها الشماغ، الذي يتميز عنها بكونه عملياً لا يحتاج إلى كي متواصل، وفي السعودية شاع الأبيض في منطقة جدة والأحمر في بقية المناطق، وفي الإمارات شاع الأحمر في أبوظبي والأبيض في بقية المناطق، وفي عمان يستخدم العمانيون شماغ الكشمير الصوف والملون أكثر من غيره، أما في بلاد الشام فيستخدم مع اللون الأحمر اللون الأسود أيضاً، غير أن هذه الألوان ليست تقليدية وقديمة كما يبدو، فاللون الأحمر بدأ مع ورود الأشمغة المصنعة من شركة الهند الشرقية، وقد استوحى مصنعوه لونه من شيوع استخدام الطربوش التركي الأحمر في البلاد العربية في ذلك الوقت، أما أول من جعل من الشماغ الأحمر زياً رسمياً فهو الجنرال البريطاني جلوب باشا، مؤسس الجيش الأردني، إذ عممه على الجيش الأردني كجزء من الزي الرسمي، غير أن تغير الأذواق والبحث عن الجديد ومهارات التسويق لدى الشركات المصنعة أدخلت تغييرات كثيرة على شكل الخطوط على أطراف الشماغ تغيرها بين فترة وأخرى وبين مصنع وآخر لإحداث ما يمكن تسميته بالموضة، وغالباً ما تطرح هذه الموديلات الجديدة في الأعياد التي يحرص فيها الخليجيون على شراء أشمغة جديدة، ولكن هذه الموديلات الجديدة لا تجذب إلا الشباب، إذ يحرص كبار السن على الالتزام بشماغهم القديم، بل يعتقدون أن الرسومات والخطوط الجديدة تفقد الشماغ تميزه وجاذبيته.

يقدر العاملون في السوق أن هناك أكثر من مئة نوع من الأشمغة في الأسواق الخليجية، ويتراوح سعرها بين سبعين ريالاً أو درهماً ومئتين وخمسين، غير أن هناك أنواعاً رخيصة تصنع من البوليستر في شرق آسيا وتباع بسعر أقل قد يصل إلى عشرة ريالات، غير أن هذه الأسعار التي تبدو زهيدة تخلق سوقاً يقدر بنحو 350 مليون دولار في الخليج، منها حوالي 250 مليوناً في السعودية وحدها، وهو ما يخلق تنافساً شديداً بين تجار ومصنعي الأشمغة للحصول على حصة أكبر من هذه السوق، وهو ما يبدو واضحاً في الحملات الإعلانية المكثفة، خاصة قبل الأعياد، والتي تكلف سنوياً حوالي عشرة ملايين دولار، تتوزع على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، وحتى لوحات الإعلانات في الشوارع، وقد تنوعت هذه الحملات في الرسالة الإعلانية التي توجهها للجمهور، ولعل الإعلان الذي يقول "إننا لا نصنع لهم قبعاتهم فلِمَ نسلمهم أشمغتنا" كان لافتاً للنظر لأنه لا يركز على المنتج بل يركز على تشجيع الصناعة المحلية، ومن ناحية أخرى وبطرف خفي يلمز إلى الشركات التي تستورد الأشمغة الأجنبية، وتعلن متفاخرة بأن أشمغتها صنعت في سويسرا أو في بريطانيا، فالشماغ رغم كونه جزءاً من اللباس الخليجي الوطني إلا أنه حتى وقت قريب لم يكن يصنع في أي من دول الخليج، وإنما يجري استيراد الفاخر منه من بريطانيا وسويسرا، وقد بدأت صناعة الأشمغة في بريطانيا تتراجع، ومن المتوقع أن تنتهي قريباً لصالح المصانع الجديدة التي أقيمت في السعودية، إذ يوجد في السعودية حالياً مصنعون جيدون يضاهون الإنتاج الأوروبي، ويقدر عدد الأشمغة الفاخرة التي ترد إلى السعودية مثلاً بحوالي عشرة ملايين في مقابل أقل من مليونين تصنع محلياً، أما البقية فتأتي من دول شرق آسيا، مما يعني أن هناك مجالاً كبيراً لتطوير هذه الصناعة ليس في مستوى الفاخر منها فقط بل في المستويات الأقل من ذلك، أما ما يقال عن أنها صناعة تحتاج إلى تقنيات عالية فهو قول مشكوك فيه، ولكن حتى في حالة كونه صحيحاً فمن المؤكد أن تقنية الصناعة يمكن تعلمها أو شراؤها أو حتى تطويرها، فقد نجحت دول الخليج في مجالات أصعب بكثير وأكثر تعقيدأ من مجرد صنع غترة أو شماغ.

السراب
22-05-2011, 06: PM
يعطيك العافية جهد طيب

جريح الشوق
22-05-2011, 09: PM
الاخ سراب
اشكرك على كلمة الطيبه وشكرا على مرورك الكريم

المستشار
22-05-2011, 09: PM
يعطيك العافيه يالغالي

كاتم الاحزان
22-05-2011, 11: PM
الف شكررررررررررر.,,,,,

ولدالديره
23-05-2011, 12: AM
شكرا على الموضوع

انهار
23-05-2011, 12: AM
مشكور ياالغالي علي طرحك نتمني منك المزيد

مرداس
23-05-2011, 12: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشاعر محمد الحربي
23-05-2011, 01: PM
لاشك أنه أصبح تراث متوارث تحياتي لك..

ابونايف
24-05-2011, 12: AM
يعطيك العافية اخي

الرحال
25-05-2011, 10: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الامل
29-05-2011, 05: PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

المهابي
02-06-2011, 03: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .