المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكتسب الثقة في نفسك؟



عبدالمحسن
22-06-2011, 09: AM
روي أن عيسى عليه السلام قال: 'ماذايكسب الإنسان إذا فاز بكل شيء وخسر نفسه'.


ولئن اختلف الأطباء في كيفية ثبوتموت الإنسان طبيًا، فقال بعضهم: إن موت الإنسان يثبت عند توقف القلب، وقال الآخرون: بل يثبت موت الإنسان عند توقف المخ؛ لأنه ثبت أن في بعض الحالات يتوقف القلب ويظل المخ يعمل، فبعيدًا عن قول الأطباء فإننا نقول لك: احذر أن تموت وأنت على قيدالحياة بأن تفقد مصدر الطاقة في رحلة حياتك وهو:




الثقة بالنفس:


إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا أن يفعلوا الكثير، والناس لا تحترم ولا تنقاد إلى من لا يثق بنفسه وبما عنده من مبادئ وقيم وحق، كما أن الهزيمة النفسية هي بدايةالفشل، بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردته قتيلاً.


يقول مونتغمري فيكتابه 'الحرب عبر التاريخ': 'أهم مميزات الجيوش الإسلامية لم تكن في المعدات أوالتسليح أو التنظيم, بل كانت في الروح المعنوية العالية'.



ما هي الثقة بالنفس؟
يقول جرودون بايرون: 'إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها'.


وأوضح من هذا تعريف الدكتور أكرم رضا: 'هي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته, أي الإيمان بذاته'.


والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو الغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الإنسان من أهداف.


فالمقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان، فهذه ثقة محمودة وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصية، أما عدم تعرفه على ما معهمن إمكانات, ومن ثم عدم ثقته في وجودها, فإن ذلك من شأنه أن ينشأ فردًا مهزوزالشخصية لا يقدر على اتخاذ قرار، فشخص حباه الله ذكاءً لكنه لا يثق في وجوده لديه, فلا شك أنه لن يحاول استخدامه، ولكن ينبغي مع ذلك أن يعتقد الواثق بنفسه أن هذه الإمكانات إنما هي من نعم الله تعالى عليهم, وإن فاعليتها إنما هي مرهونة بعون الله تعالى وتوفيقه للعبد، وبذلك ينجو الإنسان الواثق بنفسه من شرك الغطرسة والغرور، وهاهو سليمان عليه السلام ـ الذي أتاه الله تعالى ملكًا لم يؤته أحدًا من العالمين،لما مر بجيشه على واد النمل وسمع النملة, فماذا كان رده فيه عليه الصلاة والسلام: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَنِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19].


فمع ثقته بنفسه وبما حباه الله عز وجل من ملك وإمكانات وقدرةعلى فهم لغة الحيوانات إلا أنه عليه الصلاة والسلام لم ينس أن ينسب كل ذلك إلى محض فضل الله ومنته.




أنواع الثقة بالنفس:


أوفق نوعين من أنواع الثقة بالنفس هما هذان النوعان اللذان وصفهما د: بتكين، وهما:


1

ـ أولاًالثقة المطلقة بالنفس:


وهي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك من أمام أو خلف, فهذه ثقة تنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة فينفسه يواجه الحياة غير هياب ولا يهرب من شيء من غصاتها، يتقبلها لا صاغرًا، ولكن حازمًا قبضته, مصممًا على جولة أخرى، أو يقدم مرة أخرى دون أن يفقد شيئًا من ثقته بنفسه، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًا كفؤًافي بعض الأحيان.


2


ـ ثانيًا: الثقة المحددة بالنفس:


في مواقف معينة،وضآلة هذه الثقة أو تلاشيها في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، ومثل هذا الرجل أدنى إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره، وقد يفيده خداع النفس ولكنه لا يرتضيه, بل على العكس يحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا. ولا شك أن لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين من الواثقين بأنفسهم مما يعطيك الدليل الدافع على وجودهما فعلاً في واقع الحياة، ومع ذلك هل تعلم أن:




أكثر الناس لا يثقون بأنفسهم:


فعدد الخارجين على هذين النوعين المثاليين في الثقة بالنفس يفوق كل تقدير، وأكثرهم يطبعهم افتقاد الثقة بالنفس، فلماذا كان أكثر الناس ضعاف الثقة بأنفسهم؟ يقول عالم النفس الشهير ألفريدأدلر:


'


إن البشر جميعًا خرجوا إلى الحياة ضعافًا عراة عاجزين، وقد ترك هذاأثرًا باقيًا في التصرف الإنساني ويظل كل شيء حولنا أقوى منا زمنًا يطول أو يقصر, حتى إذا نضجنا ألفينا أنفسنا كذلك، تواجهنا قوى لا حول لنا أمامها ولا قوة، ويقفلعلينا شرك الحياة العصرية المتشعبة كما يقف الشَّرَك على الفأر، فهذه الظروفالقاهرة التي نخلق ونعيش فيها تترك في الإنسان إحساسًا بالنقص باقي الأثر، ومن ثمتنشأ أهداف القوة والسيطرة التي توجه تصرفات البشر'.


ولعل في هذا الكلامشيئًا من الصحة يتوافق مع قول الله تبارك وتعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28] وقوله عز وجل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاتَعْلَمُونَ شَيْئاً} [النحل:78].


وإذا سلك الإنسان طريقه في الحياة آخذًابأسباب القوة والنجاح فإنه يزداد قوة وثقة بنفسه مع الوقت، ومع ذلك فواحدة من أجدىالخطوات في اكتساب الثقة بالنفس أن يدرك الفرد مدى شيوع الإحساس بالنقص بين الناس, فإذا جعلت هذه الحقيقة ماثلة في ذهنك زايلك شعور انفرادك دون سائر الخلق بما تحسه من نقص، ولأن الإحساس بالنقص من الشيوع بمثل ما ذكرنا، لذلك يجاهد الناس لاكتساب الثقة بالنقص حتى يرتفعوا إلى مستوى عال مرموق.




ثمرات الثقة بالنفس:


إن معرفة قدر نفسك والإيمان بها تعطيك ثمرات كثيرة تعينك على الحياةالناجحة ومنها:


1


ـ تشعرك أن حياة كل شخص متميزة عن سواها: ذات خصائص فردية فذة، وتساعدك على اكتشاف خصائصك.


2


ـ تجعلك مدركًا تمامًا لإمكاناتك وقدراتك: وتبين لك نقاط الضعف والقوة فيك فتدفعك إلى الانطلاق.


3


ـ تعطيك الاستعداد أن تتخذ قدوة: وأن تختار النموذج المناسب لك في الحياة وتقتفي الآثار دون تقليد أعمى،وهي الخطوة الضرورية لتحقيق النجاح والتميز في الحياة.


4


ـ توضح لك هدفك: وتدفعك إلى الوصول إليه، فهي مصدر طاقتك.


5


ـ تنتشلك من براثن العجز والسلبية والهزيمة النفسية: والتي هي السبب الأساسي في الهزيمة، حتى




إنالتاريخ ليدلل على أن الهزيمة النفسية كانت السبب الأساسي في انهزام الجيوش العسكرية، ولما أرسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ربعي بن عامر ليفاوض قائد الفرس رستم دخل ربعي بثيابه الرثة ورمحه وبغلته على رسم في إيوانه وبين حراسه وجنده،ودارت مفاوضات قذفت الرعب في قلب رستم وكان بداية لهزيمة الفرس، إذ سأل رستم ربعيًا فقال له: ما الذي جاء بكم؟


فقال ربعي بكل ثقة: 'الله ابتعثنا لنخرج الناس منعبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة'.


وخاف رستم وأيقن أنه لن يستطيع أن يكسب الجولة مع هذا الصنف من البشر، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: 'ونُصرت بالرعب مسيرة شهر'.


ولما بعث المقوقس عظيم مصر رسله إلى جيش عمرو بنالعاص رضي الله عنه أبقاهم عمرو عنده يومين ليطلعوا على حياة جند رباهم الإسلاموهيأهم لفتح أرض الكنانة، فلما عادوا إلى المقوقس قالوا له: 'رأينا قومًا الموت أحبإليهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولانهمة، وإنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرفرفيعهم من وضيعهم ولا السيد من العبد وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد،يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم'.


فقال المقوقس: 'والذي يحلف به لوأن هؤلاء الرجال استقبلوا الجبال لأزالوها وما يقوى على قتال هؤلاء أحد'.

أبو زياد
22-06-2011, 09: AM
شكرا لك اخي عبد المحسن

الشاعر محمد الحربي
22-06-2011, 11: AM
يعطيك العافيه عزيزي..

عبدالمحسن
22-06-2011, 11: AM
شكرا لك اخي عبد المحسن

الشكر لك ولمرورك العطر

عبدالمحسن
22-06-2011, 11: AM
يعطيك العافيه عزيزي..

الله يعافيك والحمدلله على السلامة

بن شامان
22-06-2011, 04: PM
موفق دوم اخوي

السرمدي
22-06-2011, 05: PM
موفق اخوي الى الامام

النيرس
22-06-2011, 06: PM
شكرا لك وبارك الله فيك

أبو صقر
22-06-2011, 09: PM
موضوع قيم .. ألف شكر ....

الامل
22-06-2011, 11: PM
http://www.qaaaf.org/upload/post/0/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D9%81%D9%8A%D9%83.gi f

عبدالمحسن
25-07-2011, 01: PM
الشكر لكم ولمروركم العطر,,,