المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : «الفشخرة» .. مرض المهوسين بلفت أنظار الآخرين



المحاارب
09-09-2011, 04: PM
أولها وهم وآخرها قروض
«الفشخرة» .. مرض المهوسين بلفت أنظار الآخرين

http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2010/09/26/320x240/2a-na-89463.jpg


هناء الحمادي -
يميل معظم الناس إلى حب الأناقة والمظهر المميز، ويعملون على لفت انتباه أصدقائهم، فأحدهم يلفت الانتباه من خلال السيارة الفارهة التي امتلكها أو ذات الرقم الثلاثي المميز ويصطحب بعض أصدقائه ليقوم بجولة على كورنيش أبوظبي. وثمة من يكون أكثر مباهاة فيستعرض أمام زملائه ساعته الفاخرة. وإحداهن تستعرض ما تملكه من مجوهرات.. وهكذا. كل ذلك من أجل لفت أنظار الآخرين وكنوع من ظاهرة باتت تنتشر كثيراً في مجتمعنا هي هوس «الفشخرة».

هناك الكثير من هذه الفئة المجتمعية التي تحب البروز من الشباب والفتيات وحتى الأطفال، يعشقون الظهور بمنظر متميز ومختلف، ويظهر ذلك في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم، وفي السيارة التي يقودونها، في الساعة التي يرتدونها، وفي العطر الذي يفوح منهم، وفي النظارة التي يلبسونها، وفي الرقم المميز لجوالهم. ويظهر أيضاً في أحاديثهم وقصصهم، وقد يبهروننا بأسلوب حديثهم. لكن في نهاية الأمر وفي لحظة ما نكتشف أن كل هذه فشخرة كذابة! تتراكم خلفها الديون ويواجهون متاعب مادية، فمنظرهم لم يعبر بأي حال من الأحوال عن قدراتهم وإمكاناتهم المادية.

خلل نفسي




يجد هشام حمود أن «هذه النوعية من الناس يتصرفون بهذه الطريقة تبعاً لخلل نفسي ما ربما يكون شعوراً بالنقص أو رغبة في لفت انتباه الناس، أو تقليداً أعمى لآخرين».
لكن على الرغم من كون تلك الفشخرة مرغوبة يؤكد حمود :»أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب ضده. فمعظم من يرتدي ملابس ذات ماركة عالمية ويركب سيارة فارهة ويتحدث وكأنه إنسان ذو أهمية مادية! قد يكون في الواقع شخصا عاديا يريد أن يلفت انتباه المقربين له، لكن كل ما يقوم به ناتج عن التفاخر والمباهاة والسعي نحو التقليد بغض النظر عن المستوى الاجتماعي والطبقة التي ينتمي إليها والظروف المحيطة له.

ويأسف ناجي أحمد ـ طالب جامعي، من الحال التي وصل إليها الكثير من الناس ممن يتبعون أسلوب المباهاة و»الفشخرة» فهذه الظاهرة باتت تظهر جلياً وبكثرة عند الفتيات والشباب، فالفتاة تتفاخر بلبسها وبسيارتها وبالساعة التي تضعها، أما الشاب فشراء سيارة وبيع سيارة وشراء سيارة آخر موديل بسعر كذا والسكن في شقة تطل من برج عال بسعر كذا مع ارتدائه حذاء وساعة من ماركة كذا بات شغله الشاغل، حتى أحاديثهم باتت تتعلق بهذه المواضيع».

ويرجع ناجي أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى «مجاراة بعض أصدقائه الذين يملكون سيارات فارهة أو الصديقات اللاتي يتفاخرن فيما بينهن دائما بارتداء أحسن وأفخم الماركات، ولو علم الناس أن فلانا وعلانا كل ما يملكه من أدوات ذات ماركات عالمية وغالية الثمن جاءت على حساب راتبه وبالدّين والاقتراض من البنوك».

الماركات واللغات

أما أم عبير التي اشترت سيارة فارهة بمواصفات رائعة وتحمل رقماً رباعياً مميزاً أحبت أن تلفت انتباه صديقتها بالعمل التي اشترت سيارة فاخرة قبلها.

تقول في ذلك: «بصراحة أينما ذهبنا أو جلسنا نحن معشر البنات فأحاديثنا غالباً ما تكون عن الماركات العالمية والمباهاة والتفاخر فيما بيننا، فهذه تقول زوجي اشترى لي طقم ألماس بمبلغ كذا، وأخرى تدعى إقامتها في برج خليفة لعدة أيام، وثالثة عند دخولها وخروجها تتلمس يديها لتلفت انتباهنا للساعة السويسرية التي تضعها بمعصمها، وهكذا يتكرر الحديث والكلام عن فلانة وعلانة حول ما ترتديه كل ذلك من أجل لفت انتباه الآخرين وحب الظهور» مشيرة إلى إن كل من يقوم بذلك فإنه يعاني من خلل نفسي بداخله. وتعترف بوجود خلل ما لديها!

على الجانب الآخر يلفت شاهين سالم ـ موظف، إلى صديقه الذي لا يتحدث إلا اللغة الإنجليزية أمام الجميع على الرغم من كونه عربيا ويتقن اللغة العربية باعتبارها لغتنا.. وهو ككثر مثله يستخدمونها في كل الأوقات وليس بسبب الحاجة إلى ذلك، يقول:

إن من يتحدث باللغة الإنجليزية معظمهم يحبون التفاخر والمباهاة، صحيح أنها مفيدة من حيث التحدث بها وهي ضرورة للتواصل مع الآخر، إلا أنني أجد في البعض الذين يعتمدونها لغة يومية لهم «جهلاً وليس رقياً». وباتوا يتعاملون في كل صغيرة وكبيرة بهذه اللغة حتى إن كان الشخص الذي يتعاملون معه عربياً يصرون على التحدث معه باللغة الإنجليزية.

ويضيف «باعتقادي إنهم يعتبرون التحدث باللغة الإنجليزية نوعاً من الامتياز والتفاخر وحب لفت الأنظار ولا يدركون أنهم يسيئون إلى اللغة العربية العريقة وإلى عاداتهم وتقاليدهم».

تقليد أعمى

من جهته يقول نبيل فاخر- موظف حكومي: «أعرف الكثير من زملائي يبخلون في توفير متطلبات الأسرة واحتياجاتها المختلفة ليوفروا من رواتبهم مبلغاً مناسباً يغطي تكاليف السفر المنفرد سنوياً إلى إحدى الدول الأجنبية أسوة بآخرين من قبيل التقليد والمباهاة. يسترسل مضيفاً: «كل واحد من هؤلاء ينظر إلى الآخر على أنه ليس بأفضل منه! ويعتبر سفره على حساب مصروف أسرته تقليداً أعمى خاطئاً لا يناسب وضعه المادي».

فيما تجد منى المزروعي- سكرتيرة، أن ظاهرة «الفشخرة» كانت في السابق تعد مكملة وليست ضرورية، أما الآن فأصبحت تعد من الأساسيات. إذ أن أول ما يلفت نظر الناس هو المظهر، فقد أصبح التعامل اليوم مع أي شخص يتم على أساس المظهر ولا يهم ما يكونه في دواخله وجوهره. فالمظهر هو المهم.

تقول: «عادة التقليد أصبحت رائجة بسبب الركض وراء المظاهر فمثلاً إن كان ابن الجيران يأخذ دروساً خصوصية في البيت فإن ابننا يجب أن يكون كذلك، بينما بنت الجيران كل أسبوع ترتدي أرقى الماركات العالمية من الملابس وباقي المستلزمات وابنتي ليس أقل منها». تضيف: «أحد الأقرباء غير أثاث المنزل. هم ليسوا بأفضل منا ونحن كذلك سنغير إلى تصاميم أجمل من التي اختاروها لتصاميمهم. وهكذا تستمر المقارنات والتفاخر فيما بين بعضنا البعض، كل ذلك على حساب هدر الوقت والمال والتفكير».

حب التفاخر

أقامت إليازية يوسف حفل زفافها في فندق 5 نجوم فخم، وبلغت تكاليف زواجها حوالى نصف مليون درهم، تقول عن ذلك: «أنا استاهل وزوجي مقتدر، فهو يحب أن يسعدني ويحب أن يتكلم كل الأهل والأصدقاء عن زفافي الذي كان بحق ليلة من ألف ليلة وليلة من حيث ديكور الكوشة إلى المأكولات الشرقية والغربية والحلويات من شتى أنواعها ومذاقها ناهيك عن بطاقات الدعوة الفاخرة والهدايا التي تحتويها للمدعوين».

تصمت اليازية وتضحك: «مازال الحديث عن ليلة زفافي تتناقله الكثير من الصديقات وهذا ما كنت أبحث عنه فأنا من النوع الذي يحب التفاخر والمظاهر وهذا ليس بجديد علي ولا أظنه ظاهرة خطيرة».

ضرورة التكيف

أصبحت ظاهرة «الفشخرة» في الوقت الحاضر ملفتة بشكل كبير هكذا بادرنا عمر محمد- اختصاصي علم نفس، يقول: «حب الظهور والتميز بمظهر لا يعكس الواقع الصحيح للفرد، قد يعترض الإنسان إلى بعض المعوقات التي تقف نحو إشباع رغباته لعوامل عديدة منها الشخصية أو المادية أو الاجتماعية. وهنا تأتي قدرة الإنسان الطبيعي على التكيف مع هذه الظروف وتحقيق التوافق المطلوب والعيش بحسب قدراته، لأن التكيف مع وضعه المادي يحمي حاضره ومستقبله.

إلا أن البعض قد يصاب بحالة نفسية لا يستطيع التكيف معها مع ما يراه حوله من مغريات ومظاهر ثراء وتفاخر و»فشخرة» فيصاب بالإحباط والكآبة. ونتيجة لقلة الوعي وثقافة المجتمع التي أصبحت تركز على المظاهر بشكل كبير، يتحول تفكيره نحو البحث عن حلول مؤقتة وتعتبر حيلاً دفاعية حتى يظهر بالشكل الذي يتمناه فيظهر مثلاً كرجل ذي شخصية مهمة من خلال لبسه وسيارته ورقم موبايله المميز، لنكتشف بعد ذلك أنه شخص مديون ودخله محدود.

ولن يحقق هذا الشخص الرضا المطلوب لأن سعادته مؤقتة وسيعيش حالة من التوتر والاضطراب لأنه لا يعيش واقعاً حقيقياً مشبعاً بل هو يعيش حالة من خداع النفس.



الموضوع منقول..

الفايدي
09-09-2011, 04: PM
من جهته يقول نبيل فاخر- موظف حكومي: «أعرف الكثير من زملائي يبخلون في توفير متطلبات الأسرة واحتياجاتها المختلفة ليوفروا من رواتبهم مبلغاً مناسباً يغطي تكاليف السفر المنفرد سنوياً إلى إحدى الدول الأجنبية أسوة بآخرين من قبيل التقليد والمباهاة.

هذي من اصعبها

العهود
09-09-2011, 04: PM
حلوه الساعه الي في الصوره

السراب
09-09-2011, 05: PM
ولن يحقق هذا الشخص الرضا المطلوب لأن سعادته مؤقتة وسيعيش حالة من التوتر والاضطراب لأنه لا يعيش واقعاً حقيقياً مشبعاً بل هو يعيش حالة من خداع النفس.
كلام واقعي وصريح شكرا اخي المحارب

الرحال
09-09-2011, 07: PM
كلام واقعي وصريح شكرا اخي المحارب

وحداوي
09-09-2011, 07: PM
الله يصلح الشان

عبدالمحسن
09-09-2011, 09: PM
شكرا أخي الغالي على النقل,,,

اسبكتي
10-09-2011, 12: AM
كلام واقعي وصريح

صقرقريش
10-09-2011, 01: AM
شكرا اخي المحارب

نسيم الرياض
11-09-2011, 09: PM
شكرًا على النقل

أغـــــاريد
11-09-2011, 11: PM
موضوع ممميز

وكلام واقعي

يعطيك العافيه

العامر
12-09-2011, 01: AM
اشكرك على النقل المميز0

الشاعر محمد الحربي
12-09-2011, 12: PM
مرض ومرض خطير والكثير لايأبه لشيء مقابل الفشخره الكذابه وآسف للفظ.