المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : فهناك تقول حقًّا: «أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي»



منبع الذوق
22-09-2011, 02: PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
موضوع قيِّم؛ نقلتُهُ من مُدوَّنة: تمامُ المنَّة
للأستاذة: سُكينة الألباني -حفظها الله، وجزاها خير الجزاء-
** ** **
فهناك تقول حقًّا: «أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي»



بسم الله الرحمٰن الرحيم




قال العلامة ابن قيم الجوزية رَحِمَهُ اللهُ تعالى:




"قال صاحبُ (المنازل):




(المحاسَبَةُ لَها ثلاثةُ أركانٍ:




أحدها: أن تُقَايِسَ بين نِعمتِه وجِنايتِكَ).




يعني تُقايِسُ بين ما مِنَ اللهِ وما مِنْكَ؛ فحينئذٍ يَظهَرُ لكَ التَّفاوُتُ، وتَعْلَمُ أنّه ليس إلا عَفوُه ورحمتُه، أو الهلاكُ والعَطَبُ.




وبهٰذه الْمُقَايَسة:




تَعْلَمُ أنَّ الرَّبَّ رَبٌّ، والعَبْدَ عَبْدٌ.




ويتبيَّن لكَ:




حقيقةُ النفسِ وصفاتُها.




وعظَمةُ جلالِ الرُّبوبيّة.




وتَفَرُّدُ الرَّبِّ بالكمالِ والإفضالِ.




وأنّ كلَّ نعمةٍ منه فَضْلٌ، وكلَّ نقمةٍ منه عَدْلٌ.




وأنت قَبْلَ هٰذه المقايَسة جاهِلٌ بحقيقةِ نفسِكَ، وبرُبوبيةِ فاطرِها وخالقِها، فإذا قايَسْتَ؛ ظَهَر لك:




أنها مَنْبَعُ كلِّ شَرٍّ.




وأساسُ كلِّ نَقْصٍ.




وأنَّ حَدَّها: الجاهلةُ الظالمةُ.




وأنه لولا فضلُ اللهِ ورحمتُه بتزكيتِه لها؛ ما زَكَتْ أبدًا.




ولولا هُداه؛ ما اهْتَدتْ.




ولولا إرشادُه وتوقيفُه؛ لَمَا كان لها وصولٌ إلى خيرٍ ألبتة.




وأنّ حُصولَ ذٰلك لها مِن بارئِها وفاطرِها، وتوقُّفَه عليه كتوقُّفِ وجودِها علىٰ إيجادِه، فكما أنها ليس لها مِن ذاتها وجود؛ فكذٰلك ليس لها مِن ذاتها كمالُ الوجود؛ فليس لها مِن ذاتها إلا العدم: عدمُ الذاتِ، وعدمُ الكمال؛ فهناك تَقُول حقًّا:




«أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي»*" اﻫ مِن "مدارج السالكين" (1/ 320) –دار طيبة، ط: 2، 1429- 2008-.






*مِن حديثِ سيد الاستغفار؛ رواه الإمام البخاري وغيرُه، ونصُّه كاملاً في "صحيح البخاري" (6306): عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:




«سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ:




اللَّهُمَّ! أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلا أَنْتَ




خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ




وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ




أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ




أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ




وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي




فَاغْفِرْ لِي




فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ».




قَالَ:




«وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».

ابومنار
22-09-2011, 02: PM
شكرا اخووووووي

ربرتاج
22-09-2011, 02: PM
موفق والى الامام

نــرســيــان
22-09-2011, 02: PM
يعطيك العافيه

جرهم
22-09-2011, 02: PM
بالتوفيق اخوووي

مخزن الرصاص
22-09-2011, 02: PM
كل الشكر والامتنان لك اخي

الكلثم
23-09-2011, 10: AM
جزاك الله خير

الهجيني
23-09-2011, 10: AM
بارك الله فيك اخي

ابوفلاح
23-09-2011, 10: AM
موفق اخووووي

العامر
23-09-2011, 03: PM
بارك الله فيك منبع الذوق

الشاعر محمد الحربي
24-09-2011, 10: AM
طرح مميز وراقي جعله الله في موازين حسناتك.

أبو صقر
24-09-2011, 11: AM
بارك الله فيك ونفع بك .........