المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الصيدلة الاسلامية



السراب
07-12-2011, 08: PM
الصيدلة الإسلامية: تاريخ وحضارة
د. بركات محمد مراد/ مجلة حراء (http://www.awda-dawa.com/Pages/Articles/Author.aspx?find=%cf.+%c8%d1%df%c7%ca+%e3%cd%e3%cf+%e3%d1%c7%cf%2f+%e3%cc%e 1%c9+%cd%d1%c7%c1) 24 ذو الحجة, 1432
http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/6642.jpg (http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/6642.jpg)

الصيدلة قديمة قدم معرفة العقاقير والنباتات الطبية. فالإنسان الأول في تجواله بحثًا عن غذائه بين الأشجار والحشائش (النباتات) لابد وقد قابل منها ما لم يستسغه فتحاشاه وما ضره فتجنّبه. ومن معلوماته هذه عن تلك النباتات الطبية والعقاقير، ومن ملاحظاته ومشاهداته عما نتج عن تعاطي هذه النباتات، كانت أول المعرفة عن الطب، ومن هنا عُرف العشّاب الأول ونشأت صناعة العقاقير والصيدلة.
وبتقدم معلومات الإنسان، تمكّن من الاستفادة من هذه النباتات وأجزائها في إصلاح بدنه وعلاج جراحه وأمراضه، فصارت المعرفة بالصيدلة والطب اللذين تمرس بهما القدماء -من البابليين والأشوريين والصينين والهنود والمصريين- أمرًا مقدسًا. ثم جاء اليونان فارتقوا بهما، ثم انتقلت منهم هذه المعرفة إلى المسلمين الذين كانوا أعظم المهتمين بها، فحافظوا عليها وأجادوها وتوسعوا فيها وطوروها واستحدثوا فيها الكثير.
ولا شك أن الصيدلة كانت في بدء أمرها متصلة اتصالاً وثيقًا بالطب، حيث كان الطبيب يحضّر بنفسه الأدوية التي يصفها لمرضاه، ثم أخذت شيئًا فشيئًا تنفصل عنه. لقد كان كل طبيب صيدلانيًّا، وكان له مساعدون يساعدونه في جمع النباتات الشافية، ولكن كثرت العقاقير وتشعبت طرق تركيبها، فأصبح من الضروري التفرغ لها وتكريس الوقت والجهة الكافيين لغرض تهيئتها للمريض، فانقسمت مسؤولية "الطبيب الصيدلي" و"الصيدلي الطبيب" إلى قسمين، وأصبحت هذه المسؤولية الواحدة مسؤوليتين ترتبطان بمهنتين قائمتين بذاتهما، هما مهنة الطبيب ومهنة الصيدلي. فأصبح الصيدلي هو الذي يجمع الأدوية ويختار الأجود من أنواعها، على أحسن التراكيب التي وضع أسسها أفضل الأطباء والعشّابين.
ريادة المسلمين في تأسيس الصيدلة
ولقد اكتشف المسلمون أدوية جديدة منها؛ الكافور، والصندل، والراوند، والحنظل، وجوز الطيب، كما اخترعوا الكحول، والمستحلبات، والخلاصات العطرية، مثل الرازي حيث استخدم لأول مرة الزئبق في تركيب المراهم وجرب مفعوله على القردة، بالإضافة إلى اكتشافهم أنواعًا مختلفة من الأشربة. وكان الأطباء المسلمون أول من وصف القهوة كدواء للقلب، ووصفوا القهوة المطحونة كدواء لالتهاب اللوزتين والزحار والجروح الملتهبة، ووصفوا الكافور لإنعاش القلب.
والمسلمون هم أول من ابتكر الشراب الحلو المستخرج من نبات الكرنب مع السكر، ولا يزال الغرب يطلقون عليه كلمة "Syrup" وهي مأخوذة من كلمة "شراب" العربية، كما أن المسلمين هم أول من غلف حبات الأدوية المُرة بغلاف من السكر ليتمكن المريض من استساغة الدواء. وأما عادة تغليف حبات الأدوية بالذهب والفضة -في الوقت الحاضر- فهو تقليد يعود إلى ابن سينا الذي وصف الذهب والفضة كأدوية مفيدة للقلب، وقام بتغليف الأدوية المعمولة على شكل حبوب.
وبرع الأطباء المسلمون في تحضير وصنع وتركيب الضمادات والمساحيق والمراهم... وقد وفقوا إلى صنع مراهم تجف مع الوقت كشماعات الجروح الحديثة. وضع المسلمون عصارة أفكارهم ونتائج تجاربهم في كتب خاصة سميت بـ"الأقراباذين" نشرت فيما بعد على أسس صالحة للاستعمال تحت عنوان "وسائل شافية" وتناولها الجميع.
والحق أن المسلمين هم أول من أسس الصيدلة، فقد أضافوا تركيبات جديدة وابتكارات علمية لم تكن معروفة قبلهم، كما أنهم أول من كتب وألّف في العقاقير. ومن أهم مآثر المسلمين في علم الصيدلة إدخالهم نظام الحسبة ومراقبة الأدوية، إذ أن بعض الصيادلة لم يكونوا أمينين ومخلصين في أعمالهم، فأمر الخليفة العباسي المأمون (218هـ) بامتحان أمانة الصيادلة. ثم أمر المعتصم سنة (221هـ) أن يمنح الصيدلي الذي تثبت أمانته شهادة تجيز له العمل. وانتقل نظام الحسبة إلى أوربا ولا تزال كلمة "محتسب" تستعمل في اللغة الإسبانية بلفظها العربي حتى الوقت الحاضر. لقد وضع في عهد المأمون نظام خاص لامتحان الصيادلة للحصول على إجازة الممارسة، كما كانت الصيدليات خاضعة للتفتيش المنتظم، وكان لكل مدينة كبيرة عميد للصيادلة يدعى في حينه بـ"العطارين" أو "العشابين".
حركة الترجمة والتأليف عند المسلمين
لقد استعمل الصيادلة المسلمون جميع الأدوية التي كانت معروفة قبلهم، كما أضافوا عليها الكثير من مبتكراتهم ومكتشفاتهم. ولقد كان للأدوية النباتية ومشتقاتها الأثر الكبير في مستحضراتهم، كما ترجموا عن الهندية واليونانية، وكان أهم ما ترجم إلى العربية كتاب "المفردات الطبية النباتية" لـ"ديسقوريدس"، وكان أول من ترجمه "اصطفيان بن باسيل" في عهد الخليفة العباسي المتوكل على الله. وكما كانت النهضة في الشرق في أوجها لم تكن الأندلس بأقل منها حركة في الترجمة والتأليف؛ فقد عني رجال الأندلس من خلفاء وأمراء وعلماء ووجهاء وأثرياء... بتشجيع حركة التأليف والنقل فترجموا كتبًا جديدة.
وقد أنجبت الأندلس علماء أكفاء في مختلف العلوم الطبيعية وخاصة علم النبات. وجمع الطبيب القرطبي أحمد بن محمد الغافقي (ت560هـ) في كتابه "جامع المفردات" نباتات إسبانيا وإفريقية، وسمى كلاًّ منها بأسمائها العربية واللاتينية. ولقد كان لكتابه "الأدوية المفردة" أهمية كبيرة، حيث إن مواطنه وزميله ابن البيطار -الذي عدّ من أشهر علماء الكيمياء والصيدلة في عصره- اقتبس كثيرًا من مفرداته، وكان يختار النباتات والأعشاب ويحفظها ويبحث عن مواضع إنباتها. ولقد جاء في كتابه ما يزيد على (1400) نوع من النبات ذكر معظمها وخواصها وصفاتها، وكثير من هذه النباتات والأعشاب ما تزال تستعمل بأسمائها العربية بعد أن كتبت باللاتينية.
ولا ننسى أنه منذ عصر المأمون -في القرن التاسع الميلادي- أصبحت الصيدليات تحت إشراف الدولة، وأصبح الصيادلة يخضعون لفحص مسلكي وطبي يكشف عن مهاراتهم وتخصصهم الدقيق، فتعددت -بذلك- التجارب وكثرت المواد التي ابتكرها المسلمون.
ويكاد لا يخطئ من يقول إن ثلث مؤلفات المسلمين الطبية قد انصبت على الوقاية من الأمراض والمحافظة على الصحة. ومن دلالات هذا الاهتمام أن يخصص علي بن عباس في كتاب "الصناعة الطبية" واحدًا وثلاثين فصلاً في حفظ الصحة وتدبيرها بالرياضة والاستحمام والغذاء والشراب والنوم والجماع والهواء النقي، وفي تدبير من ناله إعياء ومن في أعضائه آفة أو في جسمه ضعف، والتحرز من الأمراض الوبائية والأسباب المنذرة بحدوث أمراض شائعة، بل يتحدث عن الأمراض النفسية وغير ذلك مما يدخل فيما نسميه اليوم بـ"علم الصحة".
ومثل هذا في كتب غيره من أطباء المسلمين كثير، لأنهم جاهروا بأن حفظ الصحة والوقاية من الأمراض، أهم من مداواة المرض وأكثر نفعًا، لأن الصحة في الأصحاء موجودة وفي المرضى مفقودة، وحفظ الموجود أفضل من طلب الشيء المفقود.

السويدي
07-12-2011, 11: PM
شكرا على الموضوع.......

الملهوي
08-12-2011, 12: AM
عساك على القوووه

الهوى جنوبي
08-12-2011, 12: AM
عساك على القوه دوم

المستشار
08-12-2011, 01: AM
يعطيك العافيه يالغالي

الشاعر محمد الحربي
08-12-2011, 09: AM
بارك الله فيك.......

المعاند
08-12-2011, 09: AM
شكرا على الجهد.......

البسمة
08-12-2011, 09: AM
يسلمووو على الموضوع

برنس2009
08-12-2011, 02: PM
موضوع غاية في الجمال
لك الشكر من كل قلبي

السراب
08-12-2011, 04: PM
http://vb.3dlat.com/smilies/6/128987.gif الف شكر لمروركم العطر http://vb.3dlat.com/smilies/6/128987.gif