المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : تعريف الفسيفساااااااااااااااء



المعتبر
27-12-2011, 07: AM
الفسيفساء


تعريف الفسيفساء :


يعرف الفسيفساء بانه فن زخرفة سطح ما – حوائط او ارضيات – برسومات
لايستخدم فيها لون ولا فرشاة ، بل تستخدم قطع صغيرة من خامات ملونة تجمع
الى جوار بعضها بالاسلوب المباشر او غير المباشر لتكون ف النهاية التصميم المطلوب .
هذه القطع قد تصنع من خامات طيعية: كالحصى والزلط والحجر والرخام الطبيعى.
او من خامات صناعية : كالزجاج والفخار والخزف. واللون عبارة عن شوائب
طبيعية ملونة ف الحجر الطبيعى ، او اكاسيد الوان مضافة اثناء عمليات الصناعة
فى الخامات الصناعية .
اما التصميم فقد يكون رسما هندسيا او نباتيا او تصوير يمثل موضوعات دينية او
دنيوية او اساطير خرافية .
وقد استخدمت الفسيفساء ف زخرفة الارضيات والجدران فى العمائر المدنية و الدينية ،
منذ اقدم العصور ، وحتى احداثها حيث مازال هذا الفن يستخدم ف تزيين التافورات ،
والنصب التذكارية ، وواجهات العمائر ، ومداخل النوادى ، ومحطات المترو وغيرها


حتى يومنا هذا
واساليب تنفيذ الفسيفساء وخاماته تختلف عن اساليب تنفيذ وخامات الانواع الاخرى من
------------------------------------------------
فنون التصوير والتى نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلى :
التصوير المائى : ويعتمد هذا النوع من التصوير ع الماء كوسيط لأذابة الالوان المستخدمة فى التصوير ، وربما سمى من اجل ذلك بالتصوير المائى .
وينفذ هذا النوع من انواع التصوير على الورق ، والعاج، والخشب، والزالزجاج وغيرها من اسطح التصوير .


2-التصوير بالافرسكو : ويعتمد هذا النوع من التصوير على خلط الالوان المائية مع وسيط من عجينة الجير بنسبة قليلة او ماء جير ، حتى لا تؤثر على قوة اللون ، ويتم التصوير بهذا اللون على ارضية من ملاط جيرى قليل الجفاف وذلك حتى يتغلغل اللون داخل الملاط اثناء جفافه .
وشاع تنفيذ هذا النوع من انواع التصوير ع الجدران .


3-التصوير بالتمبرا : يعتمد هذا النوع من التصوير على خلط الالوان المائية مع وسيط من مادة لاصقة ، مثل الصمغ العربى والغراء الحيوانى او زلال البيض .
وينفذ هذا النوع من التصوير على ارضيات من الورق ، او الخشب او الحوائط التى يتم تجهيزها بطبقة من البطانة والضهارة للتصوير عليها .


4- التصوير بالشمع : هذا النوع من التصوير يعتمد ع استخدام الشمع كوسيط ، مع اكاسيد الالوان ، وذلك بدلا من الماء فى التصوير المائى ، وزلال البيض ف التصوير بالتمبرا ، وماء الجير ف التصوير بالافرسكو ، او الزيت فى التصوير الزيتى .


وينفذ هذا النوع من التصوير على الخشب ، والزجاج ،والكرتوناج .
التصويرالزيتى : يعتمد هذا النوع من التصوير ع استخدام الزيت القابل للجفاف ،
------------------------------------------------


كوسيط حامل للمادة الملونة .
وينفذ التصوير الزيتى على انواع كثيرة من الاسطح المعدة للرسم عليها، واشهر انواعها : " الكانفاس "كما يستخدم ع عديد من الاسطح الاخرى مثل : الخشب او المعادن او ورق الكارتون .


6- التصوير بالفسيفساء : يعتمد ع قطع من خامات طبيعية تاخد اشكالا مختلفة منها : المثلث والمربع والمخمس والمثمن والمستطيل . وقد تكون هذه الخامات ملونة طبيعيا ، مثل الرخام . اوتكون ملونة صناعيا ،كما يحدث عند تلوين قطع الزجاج او الخزف او الازمالدو .


وقطع هذه الخامات تجمع وتنظم مع بعضها طبقا لتصميم مسبق او تصميم ينفذ مباشرة على الجدران او الارضيات قبل بدء تنفيذ الفسيفساء .


من هذا المنطلق يرى بعض العلماء ان الفسيفساء ليس نوعا من انواع التصوير، لانه يعتمد ع تنفيذه ، بل يعتمد ع الخامة الطبيعية او المصنعة . والبعض الاخر يرى ان التصوير بالفسيفساء واحد من اهم انواع التصوير التى استخدمت منذ اقد العصور لزخرفة الجدران والارضيات ، بلوحات فنية جميلة ، قاومت عوامل التلف ، وظلت باقية حتى الان ، لتكون دليلا ع ان الفسيفساء فن عبر مثله ، مثل كل الفنون الاخرى عن موضوعات شخصية ، ودينية ، ومدنية ، وترفيهية ، على الرغم من وجود مادة لونية ، او وسيط حامل للالوان كما ف انواع فنون التصوير الاخرى . الا ان هذا لا ينفى وجود اللون فى قطع الفسيفساء الملونة ، ووجود وسيط حامل لهذه القطع ، وهو المادة اللاصقة ، سواء كانت مون طين او جبس او جير او اسمنت ، او حتى غراء او صمغ عربى او قار.



تاريخ فن الفسيفساء : وقد عرفت الفسيفساء منذ اقدم العصور ، خاصة ف العراق ،
حيث عثر ع اقدم ادلة مادية لفن الفيسيفساء الجدارية ترجع الى العصر السومرى (500 سنة قبل الميلاد) فى مدينة الوركاء جنوب العراق ، حيث زينت واجهة معبد (انين) بفسيفساء على هيئة مخروطات طينية محروقة غرست فى الجدار المصنوع من الطين حتى القاعدة التى تركت ظاهرة للعين وقد طليت ببطانة ملونة حمراء او سوداء .
وفى شمال اليونان عثر ع مجموعة من الفسيسفساء الارضية فى مدينة اولينث فى مقدونيا .. والتى يرجع عهدها الى سنة 348 ق.م ، حيث رصفت الارضيات فى المقابر وفى المبانى بزلط ع حالته الطبيعية غير منتظم الشكل والوانه طبيعية البيض واسود رتبت فى اشكال تمثل موضوعات ميثولوجية واشكال خرافية وحوريات ومشاهد من هوميروس .
وفى الاسكندرية عثر على لوحات فسيفاء ترجع الى القرن الاول قبل الميلاد ، محفوظة بالمتحف اليونانى الرومانى بالاسكندرية .
اما ف روما فقد شاع استخدام الفسيفساء حيث غزت الفسيفساء منذ بداية القرن الرابع الميلادى معظم حوائط الكنائس واقواس النصر بما تميزت به من لمسات فنيه جميلة .


وفى بيزنطه اصبحت الفسيفساء من اهم الفنون المكلمة للعمارة فى الكنائس البيزنطية ، حيث غطيت بها الارضيات والجدران والعقود والقباب منذ ان اتخدها الامبراطور (قسطنطين ) عاصمة لحكمه عام 324م . ويعتبر عصر الامبراطور (جستنيان) 527-565م من ازهى عصور الفسيفساء البيزنطية ، ويظهر ذلك واضحا فى زخارف الفسيفساء التى غطت جدران كنيسة (سان فيتال) وكذلك فسيفساء جدران كنيسة ( سان ابو لينار نوفو) فى رافينا .
جزء من فسيفساء زجاجية ترجع الى العصر البيزنطى . رافينا هذا وقد بلغ فن الفسيفساء فى اوروبا اوج ازدهاره منذ القرن السابع حتى القرن الثالث عشر الميلادي بظهور فنانين متميزين امثال : كافالينى وروزيتى وغيرهما . الا انه قل استخدم الفسيفساء فى
------------------------------------------------
عصر النهضة الاوروبية لازدهار نوع اخر من التصوير زهيد التكاليف ، سريع الانجاز ، لا يحتاج فى الغالب الا الى المصور ، وهو فن
التصوير الزيتى .
وقد اسهم العرب اسهام كبير ف زخرفة الجدران والارضيات بالفسيفساء خاصة فى العصر الاموى (661-750م) حيث نجد امثلة رائعة لمثل هذه الزخارف فى قبة الصخرة التى تم بناؤها وزخرفتها عام 691م فى عهد الخليفة الاموى عبد الملك بن مروان .
ايضا تدل البقايا التى كشف عنها فوق الجدران فى الجامع الاموى بدمشق والذى بنى عام 706م فى عهد الوليد بن عبد الملك على ان اسطح الجدران والبائكات كانت كلها مغطاه بزخارف ومناظر منفذه بالفسيفساء .
ويلاحظ ان الفسيفساء فى العصر الاموى تأثرت الى حد كبير بالفنون السابقة ، حيث كان لعرب يستقدمون الصناع من بيزنطيه ، الا ان الفسيفساء فى العصر المملوكى (1250-1517م ) اصبحت ذات طابع مميز من حيث اسلوب الصناعة والخامات المستخدمة ، حيث حرص الفنان ف العصر المملوكى ع ادخال عنصر جديد ف زخرفة الجدران والارضيات وهو استخدام الفسيسفاء الرخامية ، وهى قطع صغيرة من الرخام الملون ، تجمع بجوار بعضها لتكون اشكال زخرفية هندسية غاية ف الجمال والروعة . وفى كثير من الاحيان تكون مختلطة بقطع صغيرة من الخزف وزرقاء اللون او الزجاج او الصدف . ومن اروع الامثلة على ذلك فسيفساء قبى السلطان قلاوون كذلك استخدمت الفسيفساء الرخامية فقط فى صناعة الفسقيات والاحواض والارضيات ، مثال الفسقية المعروضه بالقاعة المملوكية فى متحف الفن الاسلامى بباب الخلق .
وفى بداية القرن الرابع عشر ظهر اسلوب جديد فى زخرفة العمائر فى العصر المملوكى فى مصر وتمثل هذا الاسلوب فى استخدام البلاطات الخزفية المزخرفة فى تكسية قمم المأذن والقباب والجدران الداخلية الا ان هذا الفن شاع استخدامه فى العصر العثمانى (1517-1800م) ويظهر ذلك واضحا فى البلاطات الخزفية بمسجد (المرادية) فى مدينة (بروسه) الذى انشأه السلطان مراد الثانى عام 1424م.
---------------------------------------------
ويلاحظ ان البلاطات الخزفية مازالت تستخدم حتى الان فى تكسية بعض واجهات العمائر والمحلات ومداخل النوادى والفنادق وفى الميادين الرئيسية والمحطات خاصة محطات مترو الانفاق فى مصر ،وكذلك فى الحدائق العامة كما فى ارضيات الارصفة بحديقه الحيوان بالجيزة


وبذلك نرى ان الفسيفساء احد الفنون التى استخدمت على مر العصور ف زخرفة الحوائط والارضيات ، الا انها تتميز عن الفنون الاخرى بكونها تنفذ على الارضيات مثلما تنفذ على الجدران ، كما ان الخامات المستخدمة فى صناعتها كثيرة ومتنوعة واكثر ثباتا من الاولوان فى وسائل التصوير الاخرى .
الفصل التانى:
نبذة عن مراحل تطور الفسيفساء فى العصور المختلفة:
وكيفية تعلم فن الفسيفساء:
عرفت الفسيفساء منذ عهد مبكر في بلاد ما بين النهرين القديم في معبد (الوركاء) الذي يعود إلى الألف الثالث ق.م حيث كانت الفسيفساء تصنع من أقلام أو مسامير من الآجر، وكانت هذه الأقلام أو المسامير ذات رؤوس دائرية ملونة تغرس في جدران الطوب مؤلفة أشكالا زخرفيه وفنية، وقد قام الفرس على اقتباس هذا الفن ودليل ذلك ما وجد فى قصر دارا الفارسي، كما استخدم الطابوق المزجج في بابل، وقد وصلت هذه الصناعة الفنية إلى درجة عالية من الجودة والإتقان في نهاية القرن الثالث ق.م في أنحاء العالم الهلنيستى .
أما أقدم فسيفساء وجدت في اليونان فقد كانت في مدينة ألينثوس وذلك في القرنين الخامس والرابع ق.م كما وجدت أمثلة اولمبيا وسوريا ومقدونيا ، بعد ذلك ظهرت الفسيفساء الرومانية التي انتشرت في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية الغربية وإلى سوريا وحوض البحر المتوسط وشمال افريقيا وفرنسا وذلك ما بين القرنين الأول والثالث الميلادي. أما أقدم نماذج
---------------------------------------------------
على الفسيفساء الجدارية والتي تعود إلى الفترة الرومانية فقد ظهرت في القرن الأول الميلادي
في مدينة بومباى في أساسات إحدى الحدائق.
وبعد ذلك شاع استعمال الفسيفساء خصوصا في الدولة البيزنطية حيث تتواجد أمثلة عديدة وكثيرة على ذلك في منطقة بلاد الشام وروما وغيرها من الأقاليم التابعة لنفوذ الدولة البيزنطية. واستمر استخدام هذا الفن بكثرة حتى قدوم الدولة الاسلامية، حيث قام الفنانون المسلمون على اقتباس هذا الفن واستخدامه في زخرفة وتزيين المساجد والقصور وخاصة في عصر الدولة الاموية ومن الأمثلة عليها قبة الصخرة المشرفة وبعض القصور الاموية في سوريا وصور مثل قصر المنية وعمرة وغيرها .
لفسيفساء في المشرق حتى القرن الثامن الميلادي
أصبحت الفسيفساء في العصرين اليوناني (333 – 30 قبل الميلاد) والروماني (30 ق م – 313 بعد الميلاد)، ذات تقنية متقدمة جدًا وأصبح لها معلمون وحرفيون مهرة في سورية وبلاد المشرق عمومًا. ومن الممكن جدًا أن تكون هذه التقنيات قد تطوَّرت محليًا في عدة بقاع، ونجد آثارها بشكل أوضح في شمالي سورية (أنطاكيا)، وفي تركيا (غورديون، فريجيا).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/110.jpg
لوحة أوقيانوس وتيثيس، في متحف الفسيفساء في أنطاكيا، من القرن الرابع للميلاد، ويرمز أوقيانوس في الأسطورة اليونانية للنهر الكبير أو المحيط الذي يحيط بالأرض


لكنها انتشرت بسرعة كبيرة في حوض المتوسط كله وذلك على شكل ثلاثة أساليب مختلفة هي:
1. فسيفساء الحصيات المختلفة الحجوم والأشكال،
2. فسيفساء الحصيات الصغيرة opus verniculatum، وهي عبارة عن قطع صغيرة منمقة، لكن غالبًا غير منحوتة بدقة،
3. فسيفساء المكعبات بحصر المعنى opus tessellatum، وهي حجارة مكعبة الشكل فعلاً
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/210.jpg
طول ضلعها 1 سم تقريبًا كان الفنان
ينحتها من الحجارة الملونة بدقة ومهارة.


فسيفساء المكعبات الصغيرة opus verniculatum
لقد وجدت هذه التنويعات المختلفة في الشرق الأدنى والمشرق السوري خاصة ويعود تاريخها إلى عدة قرون قبل الميلاد، لكن مكتشفاتها لا تزال قليلة نسبيًا، ونشير إلى نموذج رائع من فسيفساء الحصيات وجدت في طرسوس (في تركيا حاليًا) من القرن الثالث قبل الميلاد. لكن فسيفساء تبليط الأرضيات بالمكعبات التي ترجع إلى العصر الروماني ثم البيزنطي (أي خلال القرون الميلادية الأولى) مثبتة في معظم مناطق المشرق اليوم. ومع توالي الاكتشافات خلال
----------------------------------------------------
السنوات الأخيرة يتضح لنا بشكل جلي أن تقنيات الفسيفساء هذه كانت منتشرة في كامل
الأراضي السورية.
وجدت أولى مكتشفات لوحات الفسيفساء وأغناها أيضًا في منطقة أنطاكيا (في لواء اسكندرون حاليًا)، وكانت مدينة أنطاكيا عاصمة المقاطعة السورية في الإمبراطورية الرومانية. وتعود الفسيفساء المكتشفة فيها إلى ما بين القرنين الثاني والرابع للميلاد، وتسمح دراستها بتكوين فكرة عن تطوُّر الأسلوب الفني والذوق الجمالي خلال تلك الفترة. لقد كانت المواضيع الأسطورية والثقافية هي السائدة حتى نهاية القرن الرابع، وكانت تمثل في لوحات مركزية (كانت تسمى الشعارات) تحيط بها أطر من زخارف هندسية أو نباتية، متوضعة بشكل متراصف، وقد نفذت بأسلوب يوحي بالبعد الثالث.
ومع ذلك، ظهر نحو منتصف القرن الرابع مَيلٌ إلى تشكيلات أحادية ذات أسلوب "قوس قزح" (وهو أسلوب متدرج أو متعارض في اللون) الأمر الذي قاد في نهاية هذا القرن إلى نجاح كبير لهذا الأسلوب وتعميمه على أرضيات الكنائس في كامل المنطقة. وتأتي الاكتشافات الحديثة في سورية (في طيبة الإمام في محافظة حماة وهي تعتبر من أكبر لوحات الفيسفاء في العالم إذ تتجاوز مساحتها 600 م2، وفي تل العمارنة شمالي سورية على الفرات، وغيرهما) لتؤكد انتشار هذا الفن وهذا الأسلوب من شمالي سورية إلى وسطها وجنوبها.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/310.jpg
فسيفساء كنيسة طيبة الإمام قرب حماة، وقد أنجزت عام 442 ميلادية فى عهد دومنوس أسقف حماة آنذاك. ونلحظ فيها إضافة إلى الزخارف العديدة مشاهد لكنائس كثيرة إلى جانب مشاهد الرعى والصيد والطيور المتنوعة التى تنسجم مع الموضوعات الزراعية والبيئية في ذلك الوقت
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/410.jpg
جانب من زخارف كنيسة موقع تل العمارنة قرب جرابلس على نهر الفرات شمالي سورية. القرن الخامس
وقد تميَّز النصف الأول من القرن الخامس بتجديد في الأسلوب وفي أنواع الزخارف والمواضيع (أنصاف زهيرات، تشبيكات، مواضيع نباتية منمقة، تشكيلات من الطيور، زخارف بشكل الكرمة...). وبدءًا من منتصف القرن الخامس فرض نفسه نمطٌ من مشاهد الصيد وتمثيلات الحيوانات المتوحشة، وهو أمر استمر جزئيًا خلال القرن السادس الميلادي. لكن القرن السادس كان بشكل خاص عصر التشكيلات المجزأة، ففيه تطوَّرت في كل خلية من لوحة الفسيفساء أشكال متنوعة أو متكررة (آنية، ثمار، حيوانات، شخصيات، بل وكافة أنواع المشاهد في بعض الأحيان...).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/510.jpg
زخارف من كنيسة العمارنة شمالي سورية تمثل تكرار المواضيع الزخرفية
إن كافة الاكتشافات التي تمَّت ولا تزال تجري في سورية تثبت هذه النتائج التي أظهرتها دراسة فسيفساء أنطاكية. ونذكر بالنسبة للقرون الثاني والثالث والرابع في سورية المجموعات المكتشفة في حمص (فسيفساء هرقل، من عصر الأباطرة السفيروسيين نسبة إلى سبتيموس سفيروس الذي كان امبراطور روما بين عامي 193 و211 م.) وفي شهبا – فيليبوبوليس (وهي سلسلة فسيفساء أسطورية تشهد على الأرجح على إنشاء مشغل حمص للفسيفساء في الوقت الذي أسست فيه مستعمرة رومانية فيها أيامَ الإمبراطور فيليب العربي، عام 244 م.)، وفي تدمر (وهي فسيفساء من مشغل حمص أيضًا، وتعود إلى نحو 270 للميلاد، أي إلى عصر زنوبيا)، وفي أفاميا (حيث عثر على سلسلة هامة وكبيرة من الفسيفساء التي تتحدث عن مدرسة فلسفية كانت واسعة الانتشار في سورية في ذلك الحين وهي المدرسة الأفلاطونية الجديدة، وتعود إلى القرن الرابع الميلادي). وتلك أمثلة على الفسيفساء السورية التي لا يمكن إحصاؤها بسرعة والتي تستحق وقفة متأنية للتأمل والدراسة على حد سواء.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/610.jpg
اكتشفت لوحة ولادة هرقل في حمص، بداية القرن الثالث للميلاد، متحف المعرة
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/710.jpg
تفصيل من فسيفساء هرقل، الإطار الزخرفي، متحف معرة النعمان
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/810.jpg
إحدى لوحات فسيفساء متحف شهبا، واكتشفت في عام 1963 قرب حمامات شهبا، مع لوحات أخرى تمثل كما يظهر الأساطير اليونانية وحيواناتها الخرافية
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/910.jpg
فسيفساء تمثل الطبيب أسكلبيوس عند اليونان الذي أصبح إلهًا للطب وعرف بأسكولاب عند الرومان، من العصر الروماني، في متحف تدمر
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1010.jpg
لوحة من كاتدرائية أفاميا، ويظهر فيها تأثير المدرسة الأفلاطونية الجديدة. ونرى فيها الفيلسوف سقراط مع اثنين من حكماء اليونان السبعة
أما في فينيقيا، فنشير إلى فسيفساء جبيل (بيبلوس) وصيدا (صيدون) وبيروت وخاصة فسيفساء بعلبك – سويديَّة (لوحة الحكماء، القرن الثالث للميلاد).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1110.jpg
فسيفساء تمثل الإله بعل في بعلبك
أما في فلسطين، فقد عثر على العديد من لوحات الفسيفساء ومنها هذه اللوحة ذات الرموز المسيحية.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1210.jpg
فسيفساء من كنيسة في موقع مجيدو في فلسطين من القرن الثالث للميلاد، وهي مكرسة بلغة يونانية للرب يسوع، ونلحظ فيها في المركز السمكة رمز المسيح
----------------------------------------------------
أما بالنسبة للقرنين الخامس والسادس للميلاد، فإن العديد من الفسيفساء التي عثر عليها تشهد على انتشار وتطوُّر هذا الفن، حيث اكتشفت نماذج كثيرة في أفاميا بشكل خاص (في البيوت والكنائس) وفي كامل مناطق سورية الوسطى والجنوبية (خاصة في الكنائس التي تعود إلى تلك الفترة التي انتشرت فيها المسيحية)، كما وفي فينيقيا (بيت مري، خلدة، قبر حيرام، والزهراني). لكن المناطق الجنوبية من سورية وكذلك فلسطين والأردن قدمت لنا اكتشافات مدهشة على تطوُّر فن الفسيفساء خلال هذه المرحلة، وتمثل بعض المواقع التي تعتبر من أغنى المواقع في الفسيفساء مصدرًا لا ينضب لإنتاج هذا الفن خلال القرن السادس. فإضافة إلى ما اكتشف في مناطق حوران وبصرى نجد في مأدبة الأردنية تطوُّر أسلوب جديد منمق انتشر في كامل كنائس المنطقة، مثل كنيسة جبل نبو في الأردن، وظل مستخدمًا حتى القرن الثامن كما تثبت ذلك فسيفساء كنيسة أم الراس في الأردن أيضًا.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1310.jpg
فسيفساء من كنيسة القديس جورجيوس في مأدبة
وعلى الرغم من وجود بعض الميول المحلية الطابع في بعض المناطق الشمالية أو الجنوبية من المشرق، فإن فسيفساء الشرق الأدنى بشكل عام تمثل مجموعة متجانسة في الأسلوب الذي تطوَّر بشكل شامل في المنطقة عبر عدة مراحل. وهو أسلوب يتميز عن فسيفساء المقاطعات الأخرى في الإمبراطورية الرومانية، حيث ظل أكثر اتصالاً مع سمات النماذج الهلينستية اليونانية التي تعود إلى القرون الثلاثة السابقة للميلاد، أكان على مستوى المخطط والصنعة
----------------------------------------------------
(بشكل عام حتى نهاية القرن الرابع وفي بعض الأحيان إلى ما بعد ذلك أيضًا) أم على مستوى
المواضيع (استمرارية المواضيع المتعلقة بنهر النيل مثلاً وقد استمرت حتى القرن الثامن).
الفسيفساء اليونانية
تشكل الفسيفساء اليونانية بالتالي، استمرارية طبيعية لتطوُّر الفسيفساء في الشرق الأدنى، وتعود بأصولها إلى المراحل المبكرة التي شهدتها مناطق شرقي حوض البحر المتوسط. ولهذا، يمكن القول إن تطوَّرًا مشتركًا بين مناطق بلاد الشام والأناضول واليونان ساهم في انبعاث فن فسيفساء مشترك وجد أرضًا خصبة لازدهاره مع تطوُّر الحضارة اليونانية وانتشار الثقافة الهلينستية في كامل مناطق الشرق الأدنى خلال القرون القليلة السابقة للميلاد. ومما لا شك فيه أن أصول الفسيفساء في اليونان تعود إلى فترات سابقة للحضارة اليونانية الكلاسيكية، وقد تطوَّرت عبر أكثر من ألفي سنة من التواصل الحضاري مع بلاد الشرق الأدنى، قبل أن تأخذ منحى خاصًا بها في بداية العصر الكلاسيكي.
كانت الفسيفساء اليونانية في بداياتها فسيفساء تبليط تتوضَّع على عدة طبقات من الملاط. فكانت تشكِّل زخرفة وزينة للأرضية وتسمح في الوقت نفسه بتنظيف الأرضية بسهولة، خاصة في أرضيات غرف الاستقبال حيث كانت تقدَّم الولائم غالبًا. وقد وجدت فسيفساء هذه المرحلة في بيوت وصروح خاصة في كافة أنحاء اليونان (في مدن وجزر يونانية مثل سيكونه وكورينثوس وإرتريا وأولينثا وديلوس وبيلا ورودوس...)، كما وفي مباني عامة (في برغامه في تركيا وفي الإسكندرية في مصر وفي ساحة الإيطاليين – الأغورا، في ديلوس)، وكذلك في صروح دينية أو مقدسة (معبد أوليمبيا في أثينا في اليونان...). ونجد في كثير من الأحيان أن هذه الفسيفساء لم تكن تزين أرضيات الطابق الأرضي فقط بل وأرضية الطابق الثاني أيضًا (كما في ديلوس).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1410.jpg
سمي البيت الذي وجدت فيه هذه الفسيفساء ببيت الدلافين في ديلوس
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1510.jpg
فسيفساء من بيت الدلافين في ديلوس – اليونان
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1611.jpg
فسيفساء من القرن الرابع في بيلا، تمثل ديونيسوس إله الخمر في الأساطير اليونانية جالسًا على فهد مرقط
----------------------------------------------------
لقد استخدم اليونان حصى الأنهار، وشظايا من الرخام، إضافة إلى كسر وبقايا الجرار الكبيرة، وبعض كسر الزجاج الملون، للحصول على ألوان مختلفة عن الأسود والأبيض والبني المحمر. وفي القرن الثالث قبل الميلاد انتشر استخدام المكعبات الصغيرة التي يقل حجمها عن 1 سم3 opus tessallatum. وللحصول على دقة أكبر تنافس دقة الرسوم الملونة تم اللجوء إلى عناصر أصغر فأصغر وأشكال أكثر تنوعًا opus verniculatum. وعندها أخذت الأشكال المرسومة في لوحة الفسيفساء ترسم بنصل من الرصاص.
ظهرت خلال هذه المرحلة في اليونان الزخارف ذات المواضيع الهندسية (في أمفيبوليس وديون) أو النباتية (في فرجينا) التي تشكلت غالبًا من شرائط مركزية. ويمكننا أن نرى في مركز الفسيفساء لوحة حقيقية نفِّذت بدقة ومستوى فائقين، وقد وضعت وسط مجمل التزيينات الزخرفية مما يشكل ما يعرف بـ "الشعارات" أو "اللوحات المركزية"، وهي عبارة عن تشكيلات مركزية تحيط بها زخارف متنوعة. ومعها بدأت لوحات الفسيفساء تصوِّر مشاهد أسطورية سرعان ما شملت مجمل مساحة لوحة الفسيفساء (مثل الحيوان الأسطوري القنطورس في رودوس، ومعركة الإسكندر المعروفة من خلال أحد نماذجها في بومباي – إيطاليا)، وكانت اللوحة تحمل في بعض الأحيان تواقيع الفنانين الذين أنجزوها (غنوسيس في بيلا، وسوسيوس في برغامه). لكن اسم الفنان كان يظل مجهولاً في غالب الأحيان، مما قد يشير إلى أن أصحاب مشاغل الفسيفساء لم يكونوا بالضرورة من الفنانين أو الحرفيين المعروفين.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1711.jpg
فسيفساء من ديلوس تمثل أسطورة القنطورس اليونانية
ولدينا أمثلة كثيرة على غنى الفسيفساء اليونانية نذكر منها بالنسبة للفسيفساء المشغولة بالحصى تلك التي اكتشفت في منازل بيلا (وتمثل مثلاً مشاهد من الأساطير اليونانية مثل اختطاف هيلينه، وصيد الغزلان...). أما بالنسبة للفسيفساء المشغولة بالمكعبات أو بالحجارة الدقيقة المتنوعة الألوان فنذكر اللوحات الرائعة التي اكتشفت في ديلوس (بيت ديونيسوس، وبيت الأقنعة...).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1812.jpg
مشهد صيد الغزلان في بيلا
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/1911.jpg
لوحة تمثل الإله ديونيسوس من بيت الأقنعة في جزيرة ديلوس اليونانية
الفسيفساء من الشرق الهلينستي إلى روما: أوج وازدهار فن الفسيفساء
تطوَّر فن الفسيفساء في روما كانعكاس لغنى الإمبراطورية الرومانية. وقد ورث الرومان أسس هذا الفن عن اليونان من قبلهم وعن فناني الشرق عبر احتكاكهم المبكر مع بلاد الأناضول ومصر وسورية. ويعود الأسلوب المميز لهم إلى ما يعرف بتقنية "عرائس الشعر" opus musivum، وهو يشتمل على رصف عناصر صغيرة الحجم ومتماثلة الشكل.
ويرجع تآلف الفن والعمارة في الفسيفساء الرومانية إلى عصور قديمة. ونجد أن الآثار البعيدة للبدايات الأولى تتوافق مع البدايات في بلاد الرافدين والشرق، مثل الزخارف الجدارية على شكل مسامير أو دوائر من الطين المشوي من الألف الثالث قبل الميلاد، مع تشكيلات من الخطوط المنكسرة والمعينات، أو مثل الأرضيات المزخرفة في اليونان القديمة بواسطة الحصيات كما في تيرنثا من العصر الميكيني من الألف الثاني قبل الميلاد.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2011.jpg
معركة إيسوس في لوحة فسيفساء من بومباي تعود إلى القرن الثاني ق.م.، وهي نموذج لتقنية المكعبات الصغيرة "عرائس الشعر"
إن الأصول الأقرب للفسيفساء الرومانية التي طبعت تطوُّر الفسيفساء فيما بعد تعود إلى آسيا الصغرى. فقد اكشفت في غورديون في تركيا أقدم فسيفساء معروفة من الحصى، وتعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت تمدُّ على شكل بساط أرضية تتضمن زخارف متنوعة مثل مربعات رقعة الشطرنج، أو صلبانًا معقوفة، وغيرها، وقد رصفت بشكل عشوائي غير مرتب.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2111.jpg
فسيفساء من غورديون في تركيا، تعتبر من أقدم تبليطات الفسيفساء وفق التقنيات الجديدة آنذاك
وكما رأينا سابقًا تطوَّر هذا الفن لاحقًا خلال الحضارة اليونانية وبلغ ذروته في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث نجد أمثلة عليه في بيوت كثيرة من اليونان القديمة مثل أولينثا وسيكيونه وإرتريا وخاصة في بيلا. ونجد فيه منذ ذلك الوقت غنى كبيرًا في المواضيع الزخرفية مثل الغصينات، إضافة إلى لوحات رائعة مثل صيد الأيل بتوقيع غنوسيس. وانتشرت فسيفساء الحصى في الغرب انتشارا واسعًا حيث نجد أجمل شواهدها في دوريس في ألبانيا، وفي موتيا في صقلية، وكان تأثيرها واضحًا على روما.
وكما سبق ورأينا، حدث تطوُّر تقني هام في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، إذ بدأ حرفيو الفسيفساء باستخدام الحجارة المنحوتة على شكل مكعبات صغيرة الحجم ذات ألوان متعددة لاستخدامها في تشكيل الفسيفساء، وقد سميت pséphoi في اليونانية وtessellate باللاتينية، أي المكعبات. وإن كنا لا نعرف تمامًا أين حدث هذا التحول الهام في الشرق، في مصر أم في سورية وفلسطين والأردن، حيث وجدت أمثلة تعد من أقدمها حتى الآن في مصر
----------------------------------------------------
(لوحة الصيادين في شباطه، وتعود إلى نحو 290 – 260 قبل الميلاد)، أم هي ترجع إلى اعتماد تقنية كانت قد بدأت في قرطاج (حيث عثر على بساط صغير من فسيفساء المكعبات ويمكن أن يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد)، لكن لوحة غانيميد مورغانتينا (في صقلية من منتصف القرن الثالث قبل الميلاد) تشهد على اللقاء الذي حصل في مواقع كثيرة بين الفن الهلينستي والفن القرطاجي خلال القرون الثلاثة السابقة للميلاد، وبعبارة أخرى بين الفن المشرقي والمغربي على طرفي حوض البحر الأبيض المتوسط. وإذا أردنا معرفة أصول هذه التقنية لا بد لنا من العودة إلى البدايات التي كان يتم التعامل فيها في الشرق الأدنى مع حصيات ملونة تنحت وتصقل من الصلصال المشوي المقسى، وهي التقنية التي طبقت فيما بعد على أنواع المواد الأخرى، وخاصة الحجر.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2211.jpg
فسيفساء قرطاجية من أحد متاحف تونس
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2311.jpg
فسيفساء قرطاجية من أحد متاحف تونس (القرن الأول قبل الميلاد)
ومذاك فرضت تقنية المكعبات نفسها في العالم الهلينستي، وكما سبق ورأينا، تم التخلي في الوقت نفسه عن خطوط الرصاص أو عن كسر الفخار والطين المشوي التي كانت توضع لإبراز محيط اللوحة. وقد ترك لنا القرنان الثاني والأول قبل الميلاد لوحات فسيفساء رائعة في برغامه والإسكندرية وساموس وديلوس، حيث أنجزت أحيانًا وفق تقنية "الشعارات" ذات المواد المتعددة والدقيقة جدًا emblemata verniculatum. وقد انتشرت هذه الأشكال منذ فترة مبكرة في إيطاليا حيث استخدمت لتزيين أرضيات المنازل، مثل أرضية بيت الحيوانات في بومباي.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2411.jpg
بيت الحيوانات في بومباي، بدايات العهد الميلادي
انتشر استخدام المكعبات في إيطاليا خلال القرن الميلادي الأول، وخاصة المكعبات البيضاء والسوداء. وقد غطت هذه المكعبات منذ ذلك الحين أرضيات المنازل بزخارف هندسية متعددة. لقد تجذر فن الفسيفساء في مناطق الغرب الروماني خلال القرنين الأول والثاني للميلاد، فكان فنًا جديدًا على المنطقة وارتبط بالحياة اليومية والعمارة (البيوت والحمامات والقصور...). وسرعان ما بدأت تتولد خصوصيات محلية في الأسلوب تشير إلى نشوء مشاغل محلية في المدن الرومانية، فظهرت أساليب مختلفة وجديدة بحسب المقاطعات والمناطق. وقد اعتمدت
----------------------------------------------------
أفريقيا الرومانية التحديثات التي ظهرت آنذاك وأضافت عليها، مبدعة أسلوبًا متعدِّد الألوان ورائع الجمال للزخارف النباتية، ونجد هذه الروائع في مدن الجم وأشولا وسوسه التي شكلت مدرسة قائمة بذاتها، ولا تقل عنها بحال من الأحوال فسيفساء قرطاج والمناطق المحيطة بها (أذنه، ودوغه، وثبوربو ميوس) ونوميديا وموريتانيا (لامبيس وتمجد وشرشل) وطرابلس (زليطين وسيلين ولبسيس).
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2511.jpg
فسيفساء قرطاجية – تونس
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2611.jpg
عازف القيثارة مع كلبه – متحف الفسيفساء في طرابلس – ليبيا
----------------------------------------------------
ولا بد لنا من الإشارة هنا إلى أن اتساع رقعة الإمبراطورية الرومانية لم يلغ التواصل الثقافي والفني بين مختلف مناطقها، وخاصة بين شمال وجنوب وشرق البحر المتوسط، حيث كان دور السوريين مستمرًا منذ ما يقارب الألفي سنة في تحقيق المبادلات التجارية والفنية على حد سواء.
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2711.jpg
فسيفساء من متحف طرابلس – ليبيا
http://i75.servimg.com/u/f75/16/15/64/91/2811.jpg
فسيفساء من متحف باردو في تونس
ونلاحظ أثر المدرسة الإيطالية في الشرق أيضًا مع انتشار الرسوم الهندسية في سورية وفلسطين والأردن وأنطاكيا. لكن هذه المنطقة كانت متآلفة منذ القديم مع هذا الفن وهذه
----------------------------------------------------
التقنية، فكانت لهذا التأثير آثار خصبة وغنية جدًا. وقد أنتجت القرون الميلادية الأولى في الشرق أعمالاً إبداعية جمعت بين الزخرفة والتشكيلات التصويرية ومنها الأعمال الرائعة المكتشفة في أنطاكيا وزوغما ونيابفوس وغيرها.

الشاعر محمد الحربي
27-12-2011, 08: AM
شكراً لهذا الثراء الثقافي.

المعتبر
27-12-2011, 08: AM
شكرا لك على هذا المرور

السميري
27-12-2011, 09: AM
شكرا على النقل الجميل.......

المسيار
27-12-2011, 10: AM
موفق اخووووي.........

الاولي
27-12-2011, 12: PM
شكرا والى الامام.......

المنذر
27-12-2011, 12: PM
بارك الله فيك.....

العامر
27-12-2011, 12: PM
معلومات قيمه تشكر عليها

عبدالمحسن
27-12-2011, 01: PM
شكرا للطرح الراقي والمميز

أبو صقر
27-12-2011, 01: PM
ألف شكر أخي الكريم ........

ابونايف
27-12-2011, 08: PM
يعطيك العافية اخي ...........