المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : ||ّفقه المثاليةّ||



ابونايف
07-04-2012, 07: PM
||ّفقه المثاليةّ||


كان هناك شاباً ذكياً يافعاً,كل من رآه شهد له بذلك,فعندما يخاطبك ,ويعمل بين يديك,ويشيد بإخوانه في أعمالهم يأخذ لبك ويحتضن فؤادك,وعلاوة على ذلك انبرى له فاعل خير ليتبنى تلكم الشخصية الوقادة , وذلكم الآدمي الحذق , فصقل موهبته,ووظف مهاراته,وأيقن الشاب بضرورة المواصلة في ذلك,وتفاجأ المتبني-فاعل الخير-بتوقف تدفق المبدع عن إبداعاته,وإحجامه من توظيف قدراته! حينها توجه باستفهام مباشر للشاب ماذا حصل لك ؟ فأجابه إني أحتضن ما لدي لأخرجه مثالياً وبصورة أجود,حينها تفاءل صاحبنا –فاعل الخير-وانتظر برهة من الزمن ليواصل المبدع إبداعه ويخرج أعماله بالجودة المزعومة, ولكن المدة طالت , حينها رجع إلى المبدع وقد تفاجأ حينما رأى شاباً فاتراً قد انكبحت جوامحه عن المعالي, وذاك حينما طالت مدة الحضانة فأصيب بشبح المثالية فلم يعد قادراً على إخراج مالديه ..
وهذا آخر يريد تحقيق شيئاً من طموحاته ولكنه لم يستطع المضي ولو قدماً واحدة تجاه ما يريد,عندها سألناه مالسبب فأجابت خطته المكلومة أني خطة إستراتيجية وأتوقع إنجازي من عدة شركات قي عقد-بإذن الله-فنظرنا إليه نريد رداً مقنعاً..فطأطأ رأسه وقال إني أريدها مثالية..نعم مثالية.
وهكذا أخي القارئ تتجدد المآسي لإخواننا وأخواتنا الطامحين,ومن خلال عملي في المحاضن و المناشط وإلقاء الدورات رأيت كثيرا ً,وكثيراً من ضحايا المثالية,بل لايكاد أن نطرح دورة في تطوير الذات إلى وتنطلق تلكم التساؤلات الناشئة بعضها من طلب المثالية بصورة خاطئة.


إن طلب المثالية والرقي بالنتاج الشخصي مطلب واعي ,وفكر راقي,وإن الحرص على جودة المنتج,وخلوه من المعايب والنقائص سمة أرباب المهنية الناجحة,ولكن الناظر اللامح في الخطوات الأولى للمثاليين-إن صح التعبير-نجد أنها تجارب أولى قد تجعل أصحابها يجعلونها ضرباً من أمثلة الأخطاء يوما ًمن الأيام إن لم يتندرون بها في نواديهم أحيانأً.وإننا نشيد بطالب المثالية ونضع أيدينا بيده,ولكن ليفقه المثالية على أصولها,ولايكلف ذاته حمل أثقالاً قد تحتاج إلى جهد كبير إن لم تكسر ظهره وتعيقه من المواصلة,وألمح سريعاً إلى ما أريد أن يفقهه الطامح عن المثالية ولاأدعي كماله,لكنها تكفي الإشارة:


1- الواقعية والمثالية.
إن بطبع الشخص المميز أن تكون له رؤية مثالية,ودوره في ذاته أن ينقل نفسه من الواقع الذي يعيشه إلى المثالية التي يتطلع له,لا كما نراه ممن يعيش في أحلام تلكم المثالية وهو لازال بائتاً في واقعه,كمن يتطلع لأن يصل معدل قراءته في اليوم إلى ست ساعات,هو لايستطيع مواصلة قراءة غلاف واحد لايتجاوز الستين ورقة في أسبوع,ولكن يأتي دوره في التدرج والبداية بالقليل والمواصلة وزيادة المقدار يوماً بعد يوم,حتى يصل إلى مراده.


2. قواعد في تطوير المهارة لابد منها.
من مهمات تطوير الذات في مهارة ما.. مهارة المحاكاة والمشابهة لمن سبقك في ذلكم العلم و تأتي تجربة النفس بعد ذلك في المهارة ذاتها ومن ثم تطبيقها عملياً,ومع هذه الخطوات نجد هناك تجاوزاً لا نعلم كنهه وكأن الإنسان يولد عالماً,فهذا يريد أن يكون ملقياً بارعاً,ولكنه لم يكثر من مشاهدة المبدعين في ذلك ليقتبس أبرز جوانب قوتهم ,أو لا نجده قد جرب نفسه ولو مرة في موقف ارتجالي,ومن ثم تجده بعيداً عن أهل الخبرة والتخصص في ذلك,كل هذا اعتماداً على ذاته,ومثل هذا و إن انطلق في البداية فلا شك أنه سيظماْ بادئ الأمتار الأولى : والسبب في ذلك يظهر جلياً وخاصة في أن فاقد الشيء لايعطيه,إضافة إلى تقاعس فكره مبكراً لبحث ما ينميه في هذا المجال أو غيره.


3. الخطة العملية.
إن إنشاء خطة خاصة بالشخص وتكوين رؤية ورسالة,إضافة إلى وضع خطط زمنية لإنجاز الأهداف القصيرة أو البعيدة المدى,يحتاج ذلك إلى إدراك مستلزمات الخطة,ومعايير نجاحها.
ومثال ذلك نجد أن من مستلزمات الخطة: تواجد الأهداف..
ومن معايير نجاح الأهداف:
• واقعيتها: فلا يحمل صاحبها نفسه فوق طاقته
• طموحها: فلاتكن من سفاسف الأمور
• إمكانية قياسها و ملاحظتها:فلا تكن متماهية المدة والحجم بحيث يصعب متابعتها وتقييمها.
فبهذه المعايير يصعب علينا تكوين الأهداف وصياغتها,ولكن يسهل علينا تطبيقها و توظيفها.


4- من طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وهذا من أهم أبجديات طالب المثالية حيث نجد من يستعجل النتائج والحكم السريع على نفسه بالضعف,والوهن وهو لم ينتهي حتى من تعلم الطريقة المناسبة لبداية مشروعه,
إن كثيراً من رواد المعرفة نجدهم ممن أشير أليه بالبنان وقد اشتعل رأسه شيباً,بل حتى الأنبياء لم يوكل أحدهم بالرسالة إلا بعد سن الأربعين,هذا لا يجعلنا نحطم مجاديف الفرد ,فطلب رؤية الثمرة على النفس مطلب ولكن لا يكن على حساب مسلمات لا تد من المرور بها قلت المدة أو طالت,ونشير إلى أن كل إنسان بحسبه وطاقته,أضف إلى ذلك أن الأعمال تختلف كميتها وكيفيتها ووقت تنفيذ مراحلها من عمل لعمل.


5. ولست أرى في عيوب الناس عيب كنقص القادرين على التمام
إن رضى الفرد بالمرحلة الراهنة لهو من أشنع السياط ضراوة بالعمل,وذلك يولد احتقاراً للجدبد,ويولد ترهلاً للوضع الحالي مما يجعل ماصرف من وقت وجهد هباءً منثوراً,فمن بدأ بتعلم القراءة مثلاً وتوقف عند حد معين
كألا يغير من طريقة قراءته,أولا يزيد من مدتها أو حتى لايحاول القراءة في فنون متنوعة بعض الشيء.. لاشك أن غيره وإن بدأ متأخراً سيفوقه,وسيجعل من صاحبنا مثالاً بشرياً لجمل السمسم.


6. الموهبة والتقليد.
بين الموهبة والتقليد مفارقات عظيمة,ومن المشكل هذه الأيام وجود فئام من البشر يعملون على التقليد وينبهرون بكل جديد,فتراه يعجب بمذيع متألق فسار مساره, ثم التفت لكاتب جيد فأخذ طريقه,حتى وصل أن سمع بأعمال الدعاية والإعلان فاتجه لها دون تأني,ولأهمية الموضوع سأفرد له مقالاً-بإذن الله_


7. فترة الحضانة!
إن الحضانة التي تطرقنا لها في قصة الشاب اليافع هي سبب التهلكة لبعض طلاب المثالية,كيف لا وقد نجد البعض يختزن بعض إبداعاته أو مكنوانته التي وهبها الله إياه بحجة التفكير ملياً في كيفية إخراجها والإفادة بها,صحيح أن بين الحضانة,والمسير فترة من الزمن ولكنها إن طالت تسببت في كساح الموهبة.


8. الموازنة:
كيف لنا أن نطلب من شخص الوصول للموصل المثالي,ونجد أن جل برامجه أو أعماله شخصية النفع وعندما ننظر لعبادته أو لمجتمعه, أو لأهله أو لوظيفته أو حتى لصحته تجد الإهمال و أيما إهمال.وإذا بحثنا في مكمن كل من يشكي ألم المعوقات تجد أن إشكالية ضعف الموازنة جلية في شخصه.


9. المرونة:
وهي بيت القصيد لمن تمت خطته وقام عليها,وأدرك جوانب ضعفها,وبدأ المسير فيها أن يفقه هذا العنصر فقهاً جيداً,فلا يضيع نفسه في تفصيلات
ودقائق الأعمال,ولا يربط نفسه بإنجاز أعماله في أوقات ضيقة جداً,ولايثبت نفسه على ساق واحدة للقيام بجميع الأعمال دون تفويض لبعضها.أوتركها إن لم تدع لها الحاجة,ولا يغلق على نفسه في برنامجه اليومي دون ترويح أو تعمد وجود فراغ للتعويض فيه,أو استعماله للطارئ من الأعمال,و لا يأخذ على نفسه مهام و أعمال لا تطيقها نفسه,وغير ذلك,وكل هذا لا يعني التراخي والدعة والكسل فالمعنى واضح في ذلك.


أخيراً... ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
نعم إن لطلب المثالية خطوات ومراحل لاتؤتى إلا لمن أدركها ومن ثم سعى لتخطيها والعمل بها,وهذا كله لايجعلنا نستصعب الطريق ونركن لحظوظ الدنيا فمن رام العلا شق عليه الرجوع من المنتصف. "والقصد القصد تبلغوا"..


منقووول
ودي..

البرنس
07-04-2012, 08: PM
رائع الله يعطيك العافيه

الامل
07-04-2012, 10: PM
باااارك الله فيك ويااااريت تغير الخلفيه عشان يوضح الخط رعاك الله

معاكم
08-04-2012, 12: AM
عساك على القوووه........

هرموش
08-04-2012, 12: AM
تقبل مروووري........

السراب
08-04-2012, 10: AM
كل الشكر لك اخي ابونايف

الدهشان
08-04-2012, 01: PM
باااارك الله فيك واثابك

السعيدي
08-04-2012, 01: PM
شكرا جزيلا على الموضوووع........

الشاعر محمد الحربي
08-04-2012, 03: PM
موضوع هادف لاهنت......

أبو صقر
10-04-2012, 05: AM
طرح قيم ... ألف شكر ...

ابونايف
11-04-2012, 01: AM
رائع الله يعطيك العافيه



باااارك الله فيك ويااااريت تغير الخلفيه عشان يوضح الخط رعاك الله




عساك على القوووه........



تقبل مروووري........


كل الشكر لك اخي ابونايف


باااارك الله فيك واثابك


شكرا جزيلا على الموضوووع........


موضوع هادف لاهنت......


طرح قيم ... ألف شكر ...

http://www.m5znk.com/up2/uploads/images/m5znk-5d2298fb89.gif