المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الانترنت امتحان الايمان والاخلاق والعقول



القاضي
24-09-2012, 11: PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ...

فإن الإنترنت ثورة كبرى في عالم المعلومات ، وميدان فسيح لامتحان الإيمان

والأخلاق بل والعقول.

فالخير مفتوح الأبواب ، والشر معروض بشتى الأساليب ، وبإمكان الذي يتعامل

مع الإنترنت أن يطلق لسانه بما شاء ، وأن يُسَرِّحَ بصرَه كما يريد، وأن يخط

بيده ما يرغب؛ فلا حسيب عليه، ولا رادع له، ولا مُوْقِف له عند حد .

فإن تسامى واستعلى، ونظر في العاقبة، واستحضر رقابة ربه، وشهوده عليه -

أفلح وأنجح ، واقتحم تلك العقبة .

وإنْ هو أطلق لنفسه العنان، ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان

ووازع التقوى - أوشك أن يرتكس في حمأة الرذيلة، ويسقط على أم رأسه في

الحضيض، فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفُّل.

ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في

الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.

وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة، أو مداخلة، أو ما جرى مجرى ذلك

أن ينظر في جدوى ما يقدم، وأن يحذر من أذية المؤمنين، وإشاعة الفاحشة

فيهم، وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال، واستفزاز المشاعر، وكيل التهم،

وتسليط الناس بعضهم على بعض .

وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعلم، وعدل، ورحمة، وأدب، وسمو

عبارة .

وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه الصريح، وإن خشي على نفسه إن صرح

باسمه، أو رغب في إخلاص عمله، فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق،

وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر.

وعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات الشيطان؛ فهو متربص ببني آدم، وقاعد

لهم بكل سبيل؛ فهو عدوهم الذي يسعى سعيه في سبيل إغوائهم.

قال ربنا - تبارك وتعالى - في غير موطن في القرآن الكريم: (( وَلا تَتَّبِعُوا

خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )).

فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً، ولا يلقي نفسه في براثن الفتن، ولا

يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين، والعلم .

ومن هنا تجده ينأى عن الفتن، ولا يستشرف لها؛ فإذا تعرضت له أُعِين عليها،

وصاحبه اللطف الإلهي .

وإنْ هو وثق بنفسه، وسعى إلى حتفه بظلفه وُكِلَ إلى نفسه، وزال عنه اللطف.

فهذا يوسف - عليه السلام - لم يتعرض للفتنة، بل هي التي تعرضت له.

ومع ذلك لم يثق بإيمانه، وعلمه، وشرفه المُعْرِق، بل فر من الفتنة،

واستعاذ بالله من شرها، واعترف بأنه إن لم يصرف الله عنه كيد النسوة صبا

إليهن وكان من الجاهلين.

ولما كانت هذه هي حالَه صاحَبَهُ اللطف، وأُعِين على الخلاص من ذلك البلاء

العظيم.

ومما يعين على تعدي هذه البلايا أن يخصص الإنسان وقتاً محدداً، وعملاً معيناً،

وأن يكون له هدف واضح، ويتعامل من خلال ذلك مع الإنترنت.

أما إذا استرسل مع تصفُّح الأوراق، والانتقال من موقع إلى موقع دون هدف أو

غاية - ضاع وقته، وقلَّت فائدته، وإفادته.

ومما يعين على ذلك - أيضاً - أن ينظر العاقل في العواقب، وأن يقهر نفسه،

ويلجمها بلجام التقوى.

ابونايف
25-09-2012, 01: AM
الف شكر لك اخي القاضي

الشاعر محمد الحربي
25-09-2012, 10: AM
احسنت إذاً انت رقيب نفسك .......

بن شامان
25-09-2012, 10: AM
لك كل الشكر والتقدير

المتهور
25-09-2012, 01: PM
شكرا اخووووي00000

المنادي
25-09-2012, 02: PM
الف شكر لك000000

وارش
25-09-2012, 09: PM
بارك الله فيك00000

المسعودي
25-09-2012, 10: PM
تقبل مروووري وشكري

الوادي
25-09-2012, 10: PM
دمت في حفظ الرحمن000

وليم
26-09-2012, 10: PM
جزاك الله خير0000

الداعية الصغيرة
08-10-2012, 08: PM
يعطيك العاافيه
مووضووع رااائع