المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : قصة الذيب سرحان**



الشاعر محمد الحربي
13-12-2012, 08: AM
http://www.s7rny.com/uplaod/uploads/1355291947711.jpg



اقدم لكم هذه القصه التي يقال انها اصطوره من اصاطير القدماء والبعض يقول انها حقيقيه والله اعلم ولقد سمعتا منذ صغري والشيبان يقولونها وبحثت عنها ولقيتها في قوقل واليكم القصه



ان يرافق الإنسان اي انسان آخر من اي جنس ولون فهذا شيء طبيعي وقد عرفناه وألفناه، ولو رافق الإنسان الحيوان الأليف او المستأنس فهذا ايضا مألوف ومعروف وطبيعي ولا غرابة فيه، لكن الغريب ان يرافق الإنسان حيواناً مفترساً متوحشاً هو (الذئب) ويكون له (خوياً) مبارياً يشاركه في التقدير والتكريم هذا الغريب لأن الذئب طالما تعرض لغنمه وتربص له لينال منه غفلة فيفترسه، كما ان العداء قائم بينه وبين الإنسان لخوف الإنسان على حلاله ونفسه، وطمع الذئب فيه.

لكن الخوة والصداقة والرفاقة حصلت، وربما لم تكن الأولى من نوعها.






لنتتبع ما قاله الرواة والقصة التي اعجبت من بقي اليوم ومن مات:



صاحبنا( خوي الذئب) والذي يعرف بالاسم والقبيلة ولن اذكره لأن الهدف هو القصة نفسها، كان في طريقه يترقب شيئاً يناله من مال او حلال، وقد جرت في القديم وقبل وجود استقرار وأمن عدة حالات كان القادر يأخذ شيئاً من حلال الآخرين ان وجد منهم غفلة، فالجوع والحاجة دفعت البعض الى مثل هذا، كما ان الغارات في القديم مألوفة معروفة وربما كانت وسيلة من وسائل البقاء غير المقبول بلا شك.



لقد ذهب مخاوي الذئب هذا يحوم حول بعض القاطنين وحول حلال الغافلين ومعه بعض طعام يتزود به لنفسه، لكن لاحظ وبمحض الصدفة ان ذئباً يتبعه، يقف لوقوفه ويسير لمسيره، وربما كان في وقت طمعه في الآخرين يقع هو مطمعاً سهلاً وصيداً لهذا الذئب الذي يترصد له ويترقب حركاته.



فرأى ان في تقديم بعض ما في يده من طعام لهذا الذئب كفداءً فرصة ينقذ بها نفسه، ويكسب بعض الوقت في النجاة من مطمع الذئب فيه بحسب ما يدور في ذهنه.



فقدم بعض الطعام للذئب فأكل.



كان ما يدور في ذهن الذئب بعد الطعام مختلفاً تماماً، فهو يرى ان الطعام عربون صداقة وبداية رفقة ومقدمة لوفاء وعهد فمن قدم له احساناً قابله بالإحسان والامتنان.



نظر الذئب اليه نظرة من يقول له ان لنا معشر الحيوان بعض وفاء وبقية عهد وصداقة، وكما للإنسان ذلك فللحيوان مثله وربما اكثر.



ثم مضى الرجل يريد اخذ شيء من الإبل او الغنم على سبيل النهب من اصحاب حلال يقطنون المكان، فلم يقدر، وحاول ففشل، ثم رجع الى مكانه فجلس يائساً من النيل بشيء ينهبه او يفر به يكتسبه، وبينما هو على هذه الحال تتملكه الهواجس ويلتف بأثواب الخيبة، فإذا بالذئب يختفي عن ناظريه، ويغيب عن بصره، وما هي الا لحظات واذا به يحضر مهرولاً، يمسك بشيء معه قد عض عليه بفمه، تتبعه الإبل الكثيرة فيسلمها لصاحبنا وكأنه يقول خذ مقابل صداقتك، وما ناولتني من فتات طعامك ابلاً كثيرة اضعاف ما جاءني.



لقد فطن الذئب لشيء يضعه اهل الإبل للناقة التي تلد وتتعلق بولدها وهذا الشيء جلد صغير من الإبل يحشى بالتبن او طرائد القماش او اهداب الشجر او وبر الإبل او صوف الغنم او بأي مادة، ويسمونه (البو) يظهر على هيئة ولد الناقة فتشمه وترومه وتبقى بجواره وتتبعه اذا حمل فتذهب للسرح والى اي مكان يحمل اليه فتتبعها البقية، وعندما سحبه الذئب (البو) وحمله تبعته الناقة فتبعتها بقية الإبل بدون اصوات ولا رغاء، تسير وراء القائدة والذئب يقود الجميع.



لم يصدق صاحبنا ما رآه، فصار بعدها خوياً للذئب متمسكاً، ورافقه الذئب بقية رحلة العودة.



وعندما قدم الى عشيرته ومكان معارفه وأهله قوبل بالتكريم، وتقديم الولائم لكنه طلب تكريم خوية الذي بقي بعيداً عن المضارب منعزلاً عن اعين الناس، فطلبوا منه مناداة خويه، فقال انه لا يحب الجمع من الناس فأكرموه في موقعه، فله من المعروف عليكم اكثر مني وقدره عندي بمنزلة احدكم.



فلما ذهبوا لم يجدوا سوى الذئب الذي نظر اليهم نظرة تفحص، ثم عادوا ليخبروا الرجل بما رأوا فقال: هو الخوي في السفر، انه الذئب الذي رأيتموه، أكرموه وتأتيكم قصته، فقدموا له طعامه، وحذرهم الرجل من المساس به او ايذائه، لكن احد المقاريد لم يسمع الوعيد والتهديد، وظن ان المسألة مزح وهزل، فانحرف عن الجمع وعدل فقتل الذئب في غفلة منهم وجاء وهو يفخر بقتله فكان الثأر من الرجل لصاحبه الذئب واللوم عليه من المجتمعين بعدما سمعوا القصة مفصلة، والإبل الحاضرة الموصلة، وبقي خوي الذئب حزيناً على صاحبه من تسرع وعجلة من لا يعنيه الأمر في شيء، سوى لفت الأنظار وجلب الأحزان والأخطار، فانطفأت في اين الجميع الأنوار وأظلم المكان امام الأنظار وكل يقول ليت الذي صار ما جرى ولا صار.



ولكن القصة لم تنته بما يظن فتحسر على نتائجها وفقده لأشياء كثيرة والتي ما كانت لتصل الى ما وصلت اليه لو ترك الذئب وشأنه.



فقال قصيدة صور معاناته الخاصة ليس على الذئب فقط بل على ماهو اغلى على نفسه منها قبل السفر، اعجبت السامعين وحفظها الرواة عبر السنين، وانشدها السمار فيما يسمونه ب(السامري) وقت الليل والسمر، وكانت تردد في ليالي الأفراح في الزواج والليالي الملاح.




يقول خوي الذئب ..









تخـاويـت انــا والـذيـب سـرحــان دعـــيـــتـــه بـــــأمـــــان الله وجـــــانـــــي







لـقـيـتــه خـــــوي يـقــضــي الـــشـــان نـدبـتـه عــلــى الـمـرقــب شـفـانــي







عـشــيــة رقــيــنــا رجــــــم ســمــحــان رفـــيــــع الـــــــدرج زيـــــــن الــمــبــانــي








عـــلـــى لاحـــتـــه تـســعــيــن فـــنــــان ثـــمـــانـــيــــن عــــــبـــــــد طــمــطـــمـــانـــي







ولــبــنـــه زمـــــــرد هـــــــو ومـــرجــــان وطــــيـــــنـــــه زبــــــــــــــاد وزعــــفـــــرانـــــي







انــا الـلـي فـــرى كـبــدي مـسـيـان مـــــــع فـــرجــــة لــــــــه يــــــــوم بــــانــــي







عشيري الى هـب الهـوى لان كـــمـــا لـــيــــن عـــــــود الـخــيــزرانــي







عــشــيـــري مــواعــدنـــي بــحــقـــران انـــــا كــيـــف اســـــوي لا جـفــانــي







عشيري لبس له ثوب سبهان يــجـــر الــهـــوى جــــــر الــســوانــي

سفيرالوطن حربي
13-12-2012, 12: PM
بارك الله فيك اخي الكريم....

ابوذاكر
13-12-2012, 04: PM
بارك الله فيك اخي

الالمعي
13-12-2012, 06: PM
دمت في حفظ الرحمن

المعدي
13-12-2012, 06: PM
وفقك الله.........

المهم
13-12-2012, 08: PM
يعطيك العافيه والى الامام

ابو عزام
14-12-2012, 03: PM
تقبل مروووري......

السماري
14-12-2012, 03: PM
عساك على القوووه

الزمان
14-12-2012, 03: PM
موفق اخووووي......

المهنا
14-12-2012, 04: PM
جزاك الله خير.......

الشاعر محمد الحربي
15-12-2012, 11: AM
شكري وتقديري للجميع لاهنتم