المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : مارك دوري المستشرق الذي يطالب بفتح الكنائس في السعودية



الجابري
08-04-2013, 04: PM
ترك د. "مارك دوري" وعظه الكنسي، وانطلق مستشرقًا في ظل الاستشراق الرائج جدًّا هذه الأيام، حتى صار واحدًا من أحدّ المستشرقين لسانًا، وأكثرهم إثارة واستفزازًا، يثير الفتن، ويحرك المواجع، ويقلق المضاجع، يؤجج الصراع، في سابقةٍ لم يقلها مستشرق؛ إذ قال: إن الله إله وثني (تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا!) ونقد الإسلام، وتجنى على القرآن، واتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، ووصف المسلمين بالغطرسة والتكبر، وطالب بخيبر، يقول: نعم نحن نتذكر خيبر، حان الوقت لخيبر كي ترجع إلى مكانها الشرعي. (تأملوا الجملة الأخيرة جيدًا).

هو:
د. "مارك دوري"؛ يعيش في ملبورن بأستراليا، وهو أكاديمي مشهور عالميًّا، وعالم كبير، وناشط في حقوق الإنسان، وعالم ديني، وهو أيضًا قس محلي لكنيسة أنجليكية فيكتورية، يدمج العالمية والمحلية، في تحدٍّ كمثال متفرد يحاول تطبيقه في نواحٍ مختلفة من العالم.

تعمقه كبير، وعرضه للتجارب واسع، ومعرفته بالإسلام كبيرة، غير أنه لا يراه إلا من جانب سلبي، إذ يحرص على عرض رؤيته المتجنية بأساليبه المتنوعة، يعمل وزيرًا أنجليكيًّا في سانت هيلاري، بكنيسة "كيو" الأنجليكية، وهو أيضًا أستاذ مشارك في قسم علم اللغة وعلم اللغة التطبيقي في جامعة ملبورن، وكان رئيس قسم دراسات اللغة وعلم اللغة.
كتب عدة كتب في اللغة والثقافة، وحوْل مسلمي إندونيسيا، واختير عضوًا بالأكاديمية الأسترالية للعلوم الإنسانية في 1992 لبحوثه المتعمقة.

نشر:
الدليل للحيارى في 2006، أي الدليل للمتحيرين المترددين في ترك النصرانية وقبول الإسلام. وفي سابقة لم يقلها مستشرق من قبل؛ قال د.مارك دوري: إن المسلمين يعبدون الله وهو إله وثني (تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا!) يقصد بذلك قطع الطريق على المتشككين في النصرانية، والمعجبين بالإسلام دينًا ساميًا ارتضته لهم الفطرة.

قراءة في أهم أفكاره
ترك وعظه وانطلق يشكك كل من يقارب أو يقترب من الإسلام، ويصد عنه بافتراءات لم تذكر من قبل، أهمها وأخطرها: في حق الله عز وجل، وفي حق الإسلام، وفي حق القرآن، وفي حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حق المسيح عليه السلام.

الله جل جلاله:
هاله انتشار الإسلام، ففكر في شيء يحد من انتشاره بين الغربيين، فجاء بفرية لم يسبق أن قالها أحد، إذ قال بأن الله (تعالى الله عما يقول!) إله عربي وثني عُبد في مكة المكرمة قبل ميلاد محمد - صلى الله عليه وسلم -، ووالد محمد وثني مات قبل ميلاد محمد.

دحض هذه الفرية
تدحض فريتَه أدلةٌ غربية يعرفها مارك دوري لكنه يتنكر لها، فاسم الله جل جلاله، مستعمل من قبل المتكلمين العرب لكل الشرائع الإبراهيمية، ويستعمل ذلك الاسم للإشارة إلى رب العزة عند المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقرت بذلك الموسوعة البريطانية [1]، وموسوعة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الحديث[2]، وموسوعة كولمبيا[3].

قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110].

تفسير هذه الآية في القرطبي: "وقيل: كانوا يكتبون في صدر الكتب: باسمك اللهم؛ فنزلت ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [النمل: 30]، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، فقال المشركون: هذا الرحيم نعرفه فما الرحمن؟ فنزلت الآية. وقيل: إن اليهود قالت: ما لنا لا نسمع في القرآن اسمًا هو في التوراة كثير؛ يعنون الرحمن؛ فنزلت الآية".

كفار قريش ما كانوا يعرفون الرحمن كاسم من أسماء الله الحسنى، وكانوا يعرفون الله، فسموا أبناءهم عبد الله، لكنهم أشركوا به آلهتهم، وقد يقول قائل: هناك من تسمى به؛ كالصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه - الذي دخل الإسلام قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها.

كان اسمه عبد عمرو، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن.

يصف القرآن الكريم حالة كفار قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾ [الفرقان: 60].

فقد كانوا كافرين بالرحمن، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 36].

ولكي لا يشك غربي في موضوعيته، يعترف بأن القرآن دحض الاعتقاد العربي الوثني، واستشهد بهذه الآيات:
قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾[النجم: 19-23].

وقال تعالى: ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ [النحل: 57].

ولنا أن نسأل لماذا موضوعيته الهشة لا تجعله يذكر الحوارات التي دارت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكفار قريش كما سجلها القرآن؟ قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 57].

لماذا لم تحمله موضوعيته أن يذكر تحدي القرآن لكفار مكة؛ بل ولكل الكفار، أن القرآن لا يزال معجزًا مدهشًا... قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].

قال تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 38].

لماذا لا يتعرض للرهان الذي بسببه نزل قوله تعالى: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ [الروم: 2]؟

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40].

لأن موضوعيته التي يتشدق بها موضوعية هشة جدًّا.

موازنة جائرة:
وازن موازنة طويلة جائرة تنفر تنفيرًا كبيرًا من الله (تعالى الله عما يقول!)
قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110].

1- زعم أن الله رب المسلمين ليس رب التوراة، ولا رب الإنجيل، بل ولا رب إبراهيم عليه السلام، وقام بدراسة مغرضة يزعم فيها أن الله رب القرآن ولورد التوراة مختلفان من نواح عدة؛ لأن يهوه اسم الإله الدائم (Exodus 3:13–15).

ويحاول أن ينكر حقيقة واضحة وهي أن لفظ الجلالة (الله) ليس خاصًّا باللغة العربية فقط، بل موجود أيضًا في اللغات السامية [4]، الله Allāh، al-lāh، كلمة عربية سامية موجودة في اللغات السامية: في العربية (الله)، وفي العبرية אֱלָהָא، وفي الآرامية Ĕlāhā، وفي السريانية Alâhâ و Ĕlāhā وهذا الدليل يدحض زعمه المكشوف.

أضف إلى ذلك أن اليهود استخدموا اسم الله (الرحمن)، فلماذا ينكر دوري هذا؟!

قيل: إن اليهود قالت: ما لنا لا نسمع في القرآن اسمًا هو في التوراة كثير؛ يعنون الرحمن؛ فنزلت الآية ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى... ﴾.

http://www.alukah.net/UserFiles/helpo.jpg
بالأدلة الأثرية ثبت أن اسم الله الرحمن وجد في النقوش السبئية Sabaean، يقول روكمان Ryckmans: في أثناء النصف الثاني من القرن الرابع، اختفت الصيغ الوثنية من النصوص، وظهرت الصيغ التوحيدية تتضرع للرحمن رب السماء والأرض، استعمل في المرحلتين المسيحية واليهودية، واستعمل المصطلح نفسه، بعد أن تم خلع الوثنية[5].

يقول "بيستون" في ديانات قبل الإسلام في اليمن: اختفت الآلهة الوثنية العشائرية من منتصف القرن الخامس[6].

في النصوص السبئية: (الله) يدعى "الرحمن" ويكتب هكذا http://www.alukah.net/UserFiles/holbo.jpg وينطق بالسبئية رحمنن http://www.alukah.net/UserFiles/holbo.jpg"رحمن" "God" is called "Raḥmānān",, "the Merciful" رب السماء والأرض "Master of heaven، رب اليهود "Lord of the Jews" من قراءة نقوش By the Merciful, Lord of the Jews. باسم الرحمن رب اليهود[7].

وبدراسة نقوش المرحلة اليهودية، تبين وجود اسم الله (الرحمن) في نقوش دينية كثيرة، وعلى سبيل المثال هذا نقش أثري من المرحلة اليهودية يظهر فيه اسم الله الرحمن[8]، وهذا ينسجم مع ما أكدته الأدلة الأثرية؛ إذ استخدم اليهود الرحمن "ha-Raḥaman" منذ تاريخ طويل في تقديسهم لله [9]

هذه اللوحة مكتوبة بالخط السبئي وفي كل سطر تجد كلمة الرحمنhttp://www.alukah.net/UserFiles/holbo.jpg تحتها خط أحمر، فهذه لوحة جدارية تعود إلى مرحلة التوحيد - بعد إسلام ملكة سبأ - بها اسم الله الرحمن، وهي دليل يدحض كل مزاعم مارك دوري.
http://www.alukah.net/UserFiles/helpo1.jpg

2- زعم أن يهوه مقدس، وأن أتباعه ينبغي أن يكونوا مقدسين (Leviticus 19:1–2)، وأن الله في القرآن نادرًا ما يشار إليه بأنه مقدس، واستشهد بآيات من آخر سورة الحشر، وتجاهل إزاء الآيات التي استشهد بها وفيها الدليل الذي ينكر وجوده، تجاهل إزاء قوله تعالى: ﴿ ... هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ... ﴾ [الحشر: 23].

بل إن اسم الله مقدس، فهذا ساكيكو[10] يؤكد أن الله الاسم الشامل الأعلى والقدسي divine name في الإسلام، وكل الأسماء القدسية الأخرى تأتي بعد هذا الله، وتشير إليه.

3- قال بأن الله مصدر الخير والشر، وهذا انطباع صادم للفكر الغربي الذي يعتقد أن الله منه الخير، وأن الشر من الشيطان، واستشهد بهذه الآيات: ﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 5-9].

لماذا لا يذكر آيات أخرى، منها قوله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 79].

قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[المائدة : 90].

استشهد[11] بما ذكرته وفاء سلطان في كتابها "الله الذي يكره" الذي يظهر صورة سوداوية مقززة بشعة جدًّا، تعالى الله عما تصف علوًّا كبيرًا.

4- وبطريقة جائرة استشهد [12] ببعض الآيات التي أخرجها من سياقها، كقوله تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 50-54].

وقال: وازن بين هذه الآيات وما هو موجود في التكوين "البشر مخلوق في صورة الله ويجب أن يريد لكي يكون مثله". (تكوين 1:26-27) Genesis 1:26–27; Ephesians 5:1-2.

هل الآيات التي انتزعها انتزاعًا مغرضًا تصلح للموازنة؟ كلا، لكنه يريد أن يوحي للقارئ الغربي أن القرآن ليس فيه دليل يصلح للموازنة.

لماذا لا يذكر قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 161-165].

الإسلام:
في كتابه الاختيار الثالث [13]الإسلام والذمية والحرية 2010، استفز الفرنجة بأساليب جائرة، وأثارهم ضد الإسلام.

ووصم المسلمين بأنهم ناس مهربون، وحذر من هجرة المسلمين للغرب، فانتبهت دول غربية كثيرة وبدأت تضع العراقيل لسد هذا الباب أمام المسلمين، لدرجة أن كثيرًا من شباب المسلمين الذين ضاقت أمامهم سبل العيش في بلادهم، بدءوا ينكرون دينهم وجنسياتهم، فلا يصلون ولا يصومون، وبعضهم علق الصليب في عنقه، وتجدهم يتسولون في ميادين غربية شهيرة...

يحذر "مارك دوري"[14] من الهجرة، ومن البراقع، ويقول ليس هناك إلا اختيار ثالث، الإسلام، أو الذمية Dhimmitude أو الحرية، وشوه صورة الإسلام بأساليبه الجائرة المنفرة، بالرغم من أن الإسلام لا يجبر أحدًا على الإيمان، قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].

الاختيار الثاني: الذمية حيث الخضوع والإذلال؛ يستخدم عبارات بات ياؤور، ويكررها بطرق بشعة جدًّا، تحرك الأبله، وتدفعه دفعًا ليحارب الإسلام حربًا بلا هوادة، وهو بذلك يدفعهم دفعًا شديدًا نحو "الاختيار الثالث".

يقول "جيم" [15]في تقريظه لكتاب "مارك موري": يخاطب مارك دوري بعض التحديات الأكثر عمقًا: الحرية، الإسلام، وكيف يمكن أن تعيش الإنسانية مع الكرامة تحت شروط الإذلال والوضاعة، (p 231) مثل الذمية، يشير ضمنًا إلى أن هذه التصورات غير مسلمة ومستندة على استرضاء سياسي خاطئ ومشوش.

وفيما يخص التعليم الرسمي للإسلام، يحثنا على الاستيقاظ، ويعلمنا أن نركز على وجهة نظر عالمية تواجه المسلمين بعمق، وتؤثر فيهم، وفي ظل التشويش والكذب يمكن أن يبدد الحقيقة وأسبابها، إنه يؤجج صدام الحضارات بطرق جائرة (p 370).

الفلاح والفتنة:
من المصطلحات التي لا يمل تكرارها بأساليب تستفز الغرب[16]، وتعمق الخصومة والصدام، الفلاح Falah (حي على الفلاح)، وأنه في الأذان موجود، يكرر كل يوم خمس مرات، يحث على تمسك المسلم بالفلاح.

نلاحظ أنه يركز على مصطلحات الفلاح، والفتنة Fitna، والكتمان Kitman، والتقية taquiya، والدعوة dawah (يقصد بها الردة)، لأن هذه الأفكار مألوفة لكل مسلم، ويحذر الغربيين في تعاملهم مع المسلمين، ويركز على مصطلح الذمية بشكل محدد، كأنه مصير أسود للغربيين، يخيل إلي من كلامه حول الذمية أننا نعيش في عهد الخلافة الراشدة، حيث الفتوحات العظيمة، ويحذر الغرببأنه يجب قهر المسلمين، ليظلوا في ذل وهوان.

ومع إقرار المسلمين بالذل والهوان، يجب ألا نرضى على المسلمين مهما قدموا من تنازلات [17].

وانتقد "مارك دوري" [18]بشدة دخول النساء المسيحيات في الإسلام أفواجًا بدون دعوة بينهم، بل استجابة لدين الفطرة في كل أنحاء العالم، وعد (الأسلمة) -أي اعتناقهن للإسلام- اختطافًا The Abduction and Islamization of Christian Women ...

القرآن الكريم
يستشهد مارك دوري بقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ينتزعها انتزاعًا، ولا يكمل سياق الآيات.

ويردفها بتعليق جائر؛ بأن الحساب التوراتي لأكثر من ألف سنة لا يذكر أن إبراهيم اقترب من بلاد العرب، يقصد أن القرآن اخترع هذه القصة.

وسوف نرد على هذه الفرية بأدلة غربية:
ففي موسوعة الدين ذكر أن إسماعيل بن إبراهيم هو الأكبر سنًّا وولد أولاً، ولد لهاجر خادمة سارة Genesis 16:3، وبالرغم من أنه ولد لهاجر، فقد صار طبقًا لقانون [19] Mesopotamian، كابن سارة، ووريثا قانونيا من خلال الزواج Genesis 16:2.

يحتوي العهد الجديد على إشارات لإسماعيل، وفي بعض التفسيرات التوراتية المسيحية ذكر أن إسماعيل هو ابن إبراهيم الأكبر سنًّا، لكن هذا التفسير رفض الآن. وفي التقليد اليهودي يمثل إسحاق التقليد الجديد؛ أي أن اليهود جعلوا إسحاق ابن إبراهيم الأكبر [20].

يرى فريدريك [21] أن إسماعيل (Yishma'el بالعبري) وجد في الثقافات السامية القديمة المختلفة، وعلى سبيل المثال من المعروف أن الاسم استعمل في البابلية الأولى، مترجمًا بشكل حرفي "يصغى إلى الله"، ويقترح "بأن الطفل لهذا المسمى اعتبر إنجاز وعد قدسي"، واستخدم بعد ذلك بتحريف في العبرية أيضًا باسم صموئيل Samuel.

في التوراة دعا إبراهيم عليه السلام بالبركات بطريقة منفصلة لأطفاله، ولأحفاد إسماعيل، سجلت البركات في التكوين 16:11-13، والتكوين 17:20، والتكوين 21:8-21.

وختن إسماعيل عندما كان إسماعيل في الثالثة عشرة [22] وفي تلك السنة، أصبحت زوجة إبراهيم سارة حاملاً بابنه الثاني، إسحاق، زود إبراهيم هاجر وطفلها بالخبز والماء، وأرسلها إلى صحراء فاران Paran "مكة المكرمة" [23]، [24].

ظهر الملاك عندما فقد الطفل الماء وأشرف على الهلاك. وقد ذكر بئر الماء "زمزم" في التكوين 21:19 وقال الملاك: أنا سأجعله في أمة عظيمة، عاشوا في برية فاران Paran، حيث أصبح ابن هاجر خبيرًا في الرماية، وزوّجته أمه بامرأة مصرية.

اعترف الحبران اللذان قدما مع ملك حمير الأخير إلى مكة بأن الكعبة كمعبد بني من قبل إبراهيم ونصحا الملك أن يطوف حول البيت ويبجله، ويحلق رأسه، وذكر هذا في أكثر من مرجع غربي يهودي [25] وغير يهودي [26].

وفي مقالات كثيرة تحاول النيل من القرآن، وفي مقال [27] العنف في القرآن، ذكر دوري أن القرآن كتاب يحث على العنف بإلحاح شديد، وفي مقال آخر[28] قال: هل القرآن يحث على العنف؟!

يسأل السؤال ويدلل في المقال بما يؤكد وجهة نظره المغرضة.

استشهد بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، واستشهد بقوله تعالى: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29]، وزعم أن هناك مئات الآيات التي تحث على ذلك.

وهناك بر وقسط، يتنكر له، قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

وهناك دعوة للسلم، يغفلها، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61].

الحق أن "مارك دوري"[29] رفض فكرة تيري جونز الذي طالب بحرق القرآن، وقال بأنها فكرة سيئة، وصال وجال، بأسلوب كأنه يمن على المسلمين بموقفه هذا، وقال بأن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حرق القرآن، دون أن يذكر الأسباب ولو بالتنويه، أي كأن المسلمين لا يحترمون القرآن.

أخطاء تاريخية
بجهود مستميتة يحاول النيل من القرآن، ويقطر فمه حقدًا وكراهية شديدة، ويحاول أن يشكك في الوحي، وتعرض للآيات القرآنية بطرق كثيرة ملتوية، يخرجها من السياق، ويزعم أن هناك أخطاء تاريخية في القرآن، وقال إن محمدًا مشوش؛ إذ وضع في القرآن مريم أم عيسى، وجعلها أخت هارون، وهارون عاش قبلها بأكثر من ألف سنة.

قال تعالى: ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 28].

يعيد فرية قديمة سبقه إليها نصارى نجران، ودحضها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نفسه، ففي تفسير هذه الآية في القرطبي: وقال كعب الأحبار بحضرة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: إن مريم ليست بأخت هارون أخي موسى؛ فقالت له عائشة: كذبت، فقال لها: يا أم المؤمنين إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهو أصدق وأخبر، وإلا فإني أجد بينهما من المدة ستمائة سنة، قال: فسكتت.

وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرؤون ﴿ يا أخت هارون ﴾ وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألته عن ذلك، فقال: (إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم). وقد جاء في بعض طرقه في غير الصحيح أن النصارى قالوا له: إن صاحبك يزعم أن مريم هي أخت هارون وبينهما في المدة ستمائة سنة؟! قال المغيرة: فلم أدر ما أقول؛ وذكر الحديث. والمعنى أنه اسم وافق اسمًا، ويستفاد من هذا جواز التسمية بأسماء الأنبياء؛ والله أعلم.

ويقول "مارك دوري" [30]: في التوراة هامان Haman وزير أهاسيروس Ahasuerus ببلاد فارس (كتاب إستر 3:1-2)، وفي القرآن ذكر هامان كوزير لفرعون.

ورد اسم هامان في آيتين في القرآن:
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].

قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36].

ونحن نثق بأنه وزير فرعون، وكان وزير البناء والتشييد، وبنى لفرعون مباني عظيمة.

واعترض دوري على آية أخرى، واستشهد بدليل يتيم في (سفر التثنية 6:4، جيمس 2:19).

هذه الآية هي قوله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30].

ونحن نؤمن بالقرآن، متمسكين بكل ما فيه، وما قاله رب العزة سبحانه هو الصدق، وإن كانت الأدلة التي تؤكد ذلك أخفوها متعمدين لطمس هذه الآية، فلن يستطيعوا أن يقنعونا بالوهم الذي زعموه.

يزعم مارك موري [31] أن الإسكندر الأكبر، أي الإسكندر المقدوني Alexander the Great موجود في القرآن، ويدعى الإسكندر Iskandar أو Iskander، وهي فرية تعمد وضعها ليشكك المتمردين على المسيحية لكي لا يقبلوا الإسلام.

لم يذكر الإسكندر في القرآن، بل ذكر ذو القرنين، وذكر في آيتين فقط في سورة الكهف:
قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾ [الكهف: 83].


قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴾ [الكهف: 86].

يعترض "مارك موري" على ذكر إبراهيم - عليه السلام -، ويقول إن إبراهيم في الأصل أب رحيم Aburahim أي أب الرحمة، ومكتوب في القرآن إبراهيم، يزعم بأنه اسم ليس له معنى في اللغة العربية مطلقاً، بل له معنى يدل على أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وهناك كثير من الأسماء لا تعلل، كموسى، وعيسى، ويعقوب، ويوسف.

يتبع "مارك دوري" طريقة انتهجها اليهود، وتبعهم فيها النصارى، طريقة يقصدون منها التشكيك فيما ذكره القرآن، ويقللون من أهميته بطريقة جد ماكرة خبيثة؛ لأنها تهز ثقة كثير من الفرنجة في القرآن، وهناك قصص يهودية ومسيحية تتشابه مع القصص الموجودة في القرآن، مثل قصة إبراهيم عندما حطم الأصنام.

http://www.alukah.net/UserFiles/hol.jpg
وقصة زكريا، أبي يحيي المعمدان؛ قصة شعبية يهودية في Midrash Rabbah، وقصة ولادة السيد المسيح تحت نخلة، يقول: إنها مستندة على خرافة وجدت في القرن الثاني المسيحي، ويقول: إن هذه القصص تتبع القصص الشعبية اليهودية والمسيحية، والأدب المزور، وقصة الطيور التي كان المسيح يصنعها من الطين فتطير حية، ويقول بأن هذه القصص خرافات مركبة.

تنكروا لهذه القصص، لكي يزعموا أن في القرآن قصصًا خرافية [32]؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 37].

بطريقة مغلفة يعيد فرية سبقه إليها كفارُ قريش، وسجلها الوحي في قرآن يتلى إلى يوم الدين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [يونس: 15].

نبي الرحمة
اتهم "مارك دوري" [33] محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه يسرق تاريخ اليهودية والمسيحية عندما قال عن الإسلام: دين كل الأنبياء.

وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يستند لدليل من القرآن، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 127-133].

لا يترك "مارك دوري" فرصة إلا ويحاول فيها النيل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول "دوري"[34] في مقال: كلمة مشتركة بيننا وبينكم، يعترض على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويرى من الخطأ تصنيف محمد كنبي، ويرد عليه بكتاب كارن آرمسترونغ "محمد صلى الله عليه وسلم أي نبي لعصرنا"، بحجج مقنعة.

وبأسلوب يقطر كراهية وحقدًا يقول "مارك دوري" في هذا المقال[35]: هناك الكثير من الإشارات في القرآن، والسنة تجعلك تذهب لتصلي لإلهك إله القمر، وتصلى للنبي المدعو محمد، وسب المسلمين بأسوأ وأغلظ كلمة في القاموس الغربي (الخنازير pigs)، وهنا في إفلاس واضح يردد فرية "روبرت موري": الله إله القمر، تلك الفرية التي أسقطت موضوعيته، وتم دحضها من قبل نصارى رفضوا هذه الفرية.

وأقوى دليل قرآني ينسف هذه الفرية قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].

وبأسلوب جائر مكشوف في مقال عودة الذمية[36] يصرخ باستفزاز، ويحاول أن يحجم الإسلام ويجعله من اختراع محمد صلى الله عليه وسلم، ويطالب بأن يوضع الإسلام في الأسر؛ أي تحت السيطرة والحصار.

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [يونس: 15].

وفي مقابلة مع "مارك تابسون" انتقد "مارك دوري" [37] إجماع شبه الجزيرة العربية على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، يقصد الاعتراض على حديث لا يجتمع دينان بجزيرة العرب! 16-

عيسى عليه السلام
قال تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 171].

في مقال بعنوان: "ضريبة الرأس حتى هبوط المسيح[38]عليه السلام"، وبأسلوب مثير مستفز يذكر الغرب بأن الجزية لن تسقط عنهم حتى يهبط المسيح عليه السلام.

ويقول "مارك دوري" في مقال بعنوان: "عيسى المسيح المسلم" [39]: يزعم المتنبئ (!) محمد مجيء السيد المسيح، وزعم بأن هذا مستند لقراءة مغربلة لجون 14:26، يتعمد إنكار الوحي، ويحاول بشتى الطرق أن يزعم أن القرآن يعتمد على ما هو مكتوب في نسخ التوراة والإنجيل، وهي فرية سبقه إليها كفار مكة، وتولى دحضها الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

الآية التي استشهد بها لا تثبت مجيء عيسى عليه السلام، ولكنها تثبت بشارة المسيح عليه السلام بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6].

وفي مقال آخر بعنوان: "عيسى هل كان نبي الإسلام؟" [40] يصول ويجول، ويؤكد أن المسيح عليه السلام نبي خاص لهم، ويكرر الكلام نفسه أيضًا بعبارات أخرى في مقاله: عيسى المسيح المسلم [41] الذي سيحطم كل الأديان ما عدا الإسلام.

وأتبع "مارك دوري" الحديث بحديث آخر وهو: (يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويلغي الجزية)، الله سيحطم كل الأديان ما عدا الإسلام، وعيسى سيعيش أربعين سنة ثم يموت، وقال بأن هذا الحديث في سنن أبو داود هكذا، وذكر طرفًا من حديث رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، وحتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها).

ذكر مارك دوري هذا الحديث هكذا "ابن ماري... سيقدم قريبًا بينكم كقاضٍ عادل، يلغي الجزية، والثروة تفيض لدرجة أن لا أحد سيقبل الإحسان".

هل تيقنتم من موضوعية هذا الأكاديمي وأمانته؟!

خيبر
ينبش مارك دوري في التاريخ، ويخرج ما يثير الصدام، وينفخ فيه ليؤجج الصراع الدامي، قال "دوري" [42]: "نعم نحن نتذكر خيبر، الصحف الأسترالية لم تعرف اسم Khaibar، أخطأت حتى في كتابتها، كتبوها هيباه Hibah، على الرغم من الأهمية البارزة للعلاقات الدينية المشتركة، يبدو اسم خيبر الآن منسيًّا، وأهميته محجوبة، بالرغم من أن مصير يهود خيبر له نتائج بالغة الأهمية للتاريخِ العالمي، بالرغم من ذلك فإن هذه الصفحة من التاريخ مزقت، وخرجت من الوعي الجماعي للعالم غير الإسلامي، حان الوقت لخيبر كي ترجع إلى مكانها الشرعي".

تأملوا الجملة الأخيرة جيدًا، في مقال آخر بعنوان أنشودة خيبر، وأسطول غزة الصغير[43]، كأنه يلوم العالم الذي عرف حصار خيبر، ولم يقدم لهم الطعام، فكيف اليوم يقدم الطعام لغزة، ويزعم أن أنشودة خيبر يقصد "خيبر،خيبر، يا يهود... جيش محمد سوف يعود" كانوا ينشدوها في الأسطول المتجه إلى غزة، في ادعاء مكشوف، عار من الصحة تمامًا.

موازنة الفلسفة الإسلامية بالفلسفة المسيحية
يقول "مارك دوري"[44]: "في ديني الكاثوليكي الكثير من القديسين اتهموا أنفسهم بـ(أسوأ الناسِ) لماذا؟ لأنهم قديسون كاثوليكيون يعملون هذا؟ باختصار مفيد، هم كانوا متواضعين، وهي مزية تميل إلى تنوير العقول، عرف هؤلاء القديسون عيوبهم ونقائصهم وذنوبهم، ثم صححوا رؤية عيوبهم، هؤلاء القديسون وصفوا أنفسهم بـ(أسوأ الناس). من الناحية الأخرى، المسلمون الشريرون المتعصبون، أكثر المخلوقات تفاخرًا، وتغطرسًا على وجه الأرض، يصنفون أنفسهم كـ(أفضل الناس)، هؤلاء المتعصبون المتغطرسون مملوءون بالفخر من غير سبب".

لم يصنف المسلمون أنفسهم كأفضل الناس، لكنهم خير الناس، سبحان الملك، هذه الآية القرآنية أفضل آية تستخدم في الدعوة في بلاد الفرنجة؛ لأنها تؤكد أن المسلم أفضل؛ وهو دليل من الكتاب يجعل الفرنجي الذي هداه الله يسر بها كثيرًا ويعتز بإسلامه اعتزازًا طيبًا.

قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... ﴾ [آل عمران: 110].

مواقف الصحابة والتابعين كثيرة، ولا يمكن أن توازن بين الثرى والثريا، وخذ مثلا:
في الاستيعاب في تمييز الأصحاب لابن عبد البر،.. قال معاوية لضرار الصدائي‏:‏ يا ضرار صف لي عليًّا‏.‏ قال‏:‏ أعفني يا أمير المؤمنين‏.‏ قال‏:‏ لتصفنه‏.‏ قال‏:‏ أما إذ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه‏.‏ ويستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة‏، طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن‏.‏ وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استنبأناه‏.‏ ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبةً له‏.‏ يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييئس الضعيف من عدله‏.‏

وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضًا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول‏:‏ يا دنيا غُري غيري، ألي تعرضت، أم إلي تشوقت، هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير وخطرك قليل‏.‏

آهٍ من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق‏.‏

فبكى معاوية وقال‏:‏ رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال‏:‏ حزن من ذبح ولدها وهو في حجرها‏.‏

دعمه للمرتدين
أجل لقد ترك هذا القس وعظه، وانطلق في سباب مقزز متواصل ينقد المسلمين، اعترض على مسجد نيويورك The Ground Zero Mosque Dividing America، واعتبره نقطة الصفر التي تقسم أمريكا، وانتقد المملكة العربية السعودية وطالب بفتح كنائس بها، وانتقد مصر، والسودان، وانتقد (أسلمة) النساء المسيحيات وعدها اختطافًا، وتعرض لمسجد دار الهجرة Dar al Hijrah Mosque وتعرض لحماس.

حتى في مقال طبيعة المسلمين[45] حاول أن يغوص في طبيعة المسلمين بانطباعاته السلبية، وفي مقال له حول الارتداد الإسلامي[46] هاجم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام مقزز، واتهم تراثه النبوي بالمظلم! وهو سباب لا يستند لدليل.

ليس هناك داع لهذا السباب، ودعمه للمرتدين لو ووزن بغيره فإنه يتقدم على دعم تيري جونز، ويتفوق على جويل ريتشارد سون، وينافس أم المرتدات المستشرقة فيليس تشسلر في دعمه السخي غير المحدود للمرتدين، وعلى سبيل المثال قام بتلميع وفاء سلطان مرارًا وتكرارًا، وأعلى من شأن كتابها "الله الذي يكره"، وتابع نجلاء الإمام [47] منذ بداية ظهورها[48] ومرورًا باختفائها [49]، وحتى تنصرها[50].

يندفع السؤال بعفوية حول القابضات على الجمر، ماذا قدمتم للمسلمات الجدد في بلاد الفرنجة؟




منقول عن شبكة الالوكه الاسلاميه

الالمعي
08-04-2013, 11: PM
الله يعطيك العافيه اخي الكريم

الكناني
08-04-2013, 11: PM
بلادنا فيها بيت الله الذي في حمايته

المنادي
08-04-2013, 11: PM
اغلبية المستشرقين كان لهم دور سلبي ولم يكن الانصاف محالفا لهم

ابو عزام
09-04-2013, 12: AM
تقبل مرورري اخوي.......

الزير
09-04-2013, 01: AM
موضوع جميل اخي........

المعلمي
09-04-2013, 01: PM
دمت في حفظ الرحمن

المهابي
09-04-2013, 01: PM
موفق والى الامام.......

المجالسي
10-04-2013, 11: AM
يعطيك العافية اخوي ولا عدمناك

سامر
01-06-2013, 11: AM
دمت بود اخي الفاضل

الوادي
02-06-2013, 08: PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...