المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : معلومات مهمه عن تاريخ محافظة القنفذة



المنادي
22-09-2014, 07: PM
يطيب لي أن أضع بين يديكم اهم المعلومات عن تاريخ محافظة القنفذة

بقلم الأستاذ الدكتور : أحمد بن عمر الزيلعي حفظه الله

والشيخ : حسن بن إبراهيم الفقيه حفظه الله

يشاركه فيها : يحي بن إبراهيم العجلاني حفظه الله
والاستاذ عبدالرحمن حلواني


اولا\ تاريخ يبه بقلم الدكتور احمد عمر الزيلعي



ذكر الدكتور أحمد عمر زيلعي أن التاريخ السياسي لأهل يبه شأنه شأن سائر تاريخ المحافظة ، ليس له في المصادر التاريخية كثير ذكر ؛ ذلك أن محافظة القنفذة ـ وعلى الرغم من أهمية موقعها الجغرافي ، وعمقها الحضاري – لم يكن لها نصيب من الذكر في أحداث التاريخ السياسي في العصور الإسلامية، لكون معظم المصادر التاريخية تركز على الأحداث والوقائع المتصلة بعاصمة الخلافة ،وبلاطات الخلفاء ، أما ما سواها فتكاد تكون في طي النسيان ، وستظل كذلك ما لمتتوافر الجهود للبحث والتنقيب في أعماق التاريخ للوصول إلى معرفة الأدوار التاريخيةالتي لعبتها المحافظة على مر العصور ، ومع ذلك فإننا على ـ سبيل التقدير ـ نرى أنها كانت جزءًا من المنطقة المشمولة بأحلاف قريش ، ولابد أنها كانت لها مواقفها التيأملتها تلك الأحلاف قبل الإسلام وبعده ، وأن أهلها شاركوا مع جحافل الفتح الإسلاميالتي انتشرت في أقطار الشام والعراق ومصر ، كما أنها كانت ضمن التكتلات المحليةالتي عاشتها الفترة التي أعقبت عصر الولاة ، أي ما بعد القرن الثالث الهجري ، ثم ماشهدته تلك الفترة من قيام كيانات محلية في كل من عشم والسرين إلى الشمال ، وحلي بن يعقوب إلى الجنوب .
أما في العصر العثماني فإن يبه وضواحيهاكانت من أكثر الأماكن في محافظة القنفذة التي لم تسلم من بطش العساكرالعثمانية وجبروتهم ، ذلك لأنها اتخذت سبيل المعارضة للوجود العثماني في وادي يبه ، وكانتكثيراً ما تتعرض بيوتها التي كانت من عشاش " ج عِشَّة " للحرق وآبارها للتدمير والردم بسبب ذلك الموقف المعارض للوجود العثماني في وادي يبه ، على الرغم من أنكانوا يعتبرون يبه نقطة متقدمة لهم في مواجهة السلطة العثمانية المتمركزة – حينذاك - في القوز ، وكانوا كثيراً ما يهرعون لمساعدة أهلها في الدفاع عنها ، والاستماتةفي سبيل حمايتها من ويلات الإحراق والتدمير .
وقد استمرت تلك المعارضة للعثمانيين حتىمجيء حكم السيد محمد بن علي الإدريسي إلى المنطقة في أوائل سنة 1329هـ فكان أهل يبه، ومعظم قبائلها بمن فيهم قبيلة القوازية القاطنون في قوز بالعير التي كانت مركز اًللسلطة العثمـانية ، وفيها ترابط حامياتها العسكرية ، كل أولئك كانوا من أوائل منانضم إلى النفوذ الإدريسي بقيادة محمد بنخرشان الذي عينه الإدريسي نائباً عنه فيحكـم شمال تهامة ، واتخذ من بلدة مخشوش ، بساحل وادي حلي ، مقراً لحكمـه .
إلا أن هذا الوضع لم يستمر طويلاً ، ذلك أنالشريف الحسين بن علي ، حاكم الحجاز من قبل الخلافة العثمانية ، هرع هو وأبناؤه : فيصل ، وعبد الله على رأس جيش من العربان ، والجند النظامية لفك الحصار عن متصرفلواء عسير سليمان كمالي باشا ، فكان خروجهم من مكـة في يوم الأحد 26 ربيع الثانيسنة 1329هـ وواصلوا زحفهم حتى تمركزوا في أم الجِرْم ، إلى الشمال الشرقي من القنفذة .
أما القبائل المؤيدة للإدريسي ، ومنهم قبائل وادي يبه ، التي كان مشايخها في ذلك الوقت أحمد بن خيرة ، شيخ النواشرة ، وعلي بن مديني ، شيخ القوازية وبيطلي ، شيخ بني يعلي بساحل يبه ، ومحمد بن فارس ، شيخ قبائل المقاعدة بالحبيل ، وموسى بن علي الشاردي ، شيخ قبائل الشواردة بالجرد على بعد حوالي سبعة كيلو مترات إلى الشرق من الحبيل فقد تصدى هؤلاء للقوات الشريفية في خبت عَجْلان ، على بعد حوالي 15 كيلو متراً إلى الجنوب الشرقي مـن القنفذة ، فحدثت عدة اشتباكات ومناوشات بين الفريقين على مـدى عشرين يومـاً من 9 جمادى الأولى إلى الأول من جمادى الآخرة سنة 1329هـ وفي هذا اليوم الأخير كانت المعركة الفاصلة التي هزمت فيها القبائل الموالية للسيد الإدريسي ، وتراجعت إلى غابات وادي يبه الكثيفة قليلاً إلى الجنوب ، وكان من بين القتلى في معركة عجلان ، شيخ قبائل المقاعدة بالحبيل محمد بن فارس رحمه الله ، وقتل وجرح معه آخرون من أهل الحبيل كذلك .
ولم يطل الوقت بالمنطقة بعد هذه الأحداث حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى سنة 1333هـ وطرد العثمانيون نهائياً من المنطقة بعد هزيمتهم على يد الحلفاء بزعامة بريطانيا العظمى في سنة 1337هـ ثم طرد الأشراف بعد ذلك على يد القوات السعودية من بارق ، وشمال تهامة في مطلـع سنة 1343هـ ودخلت يبه ،وسائر محافظة القنفذة ـ صلحاً ـ تحت الكيان الكبير للمملكة العربية السعودية .
ومما يسجل ليبه في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) استقبالها لأول وفد سعودي نزل بها في ربيع الأول عام 1343هـ ببلدة الحبيل ، وقد قدم هذا الوفد إليها من أبها في طريقه إلى القنفذة لاستلامها من الشريف عبد الله بن حمزة الفعر ، آخر أمير لها من قبل الأشراف . وكان الوفد أو الهيئة – كما هو اسمها في مذكرات تركي بن ماضي – مكوناً من محمد بن عجاج ، أول أمير سعودي للقنفذة ، وتركي بن محمد بن تركي الماضي ، وعين وكيلاً لمالية القنفذة ، ثم عبد الوهاب أبو ملحة الذي انضم إلى الوفد من بارق ، وبصحبتهم مائة رجل على راية سعودية كان قد بعث بها جلالة الملك عبدالعزيز من الرياض ، ويسجل للحبيل كذلك في التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية استقبالها للعساكر السعودية التي أرسلت لإخماد عصيان أهل الرَّيْث الساكنين في جبل القَهْر أثناء تمردهم على الحكم السعودي بها في سنة 1375هـ وقد خيمت جحافل هذه العساكر بين البئرين قطيطة والحويجية لبعض الوقت وسط حفاوة الأهالي، وسعادتهم بالأمن الذي تحقق لهذه البلاد على يد ولاة أمرها من ملوك آل سعود أيدهم الله .


---------------------------------------------------


ثانيا \ معلومات اكثر شمولية
للشيخ : حسن بن إبراهيم الفقية
والاستاذ يحي بن إبراهيم العجلاني

وهي مطابقة في غالبها لمل ذكره
الاستاذ العجلاني في كتابه عن ( القنفذة نشأة وتاريخ ).


القنفذة كانت تتبع مكة المكرمة مباشرة وبقيت كذلك لكن في زمن والي مصر محمد علي باشا أرادت الدولة العثمانية أن تخضع بلاد عسير لسيطرتها خلال النصف الأول من القرن الثالث عشرالهجري ففي عام1229هـ نزلت قوات محمد علي باشا في ميناء القنفذة وعاثت فيها فسادا تقطع رؤوس اهلها ثم تقطع آذانهم وترسلها إلى مصر دليلا على انتصارها في عسير، وقد تصدى طامي بن شعيب المتحمي لهذه الحملات البربرية التي كان يقوم بها الأتراك والأرنأوط من جنود محمد علي وقامت معركة بين رجال طامي وبين قوات محمد علي بعد ان سيطر طامي على موارد المياه في الآبار، وعندما حاولت قوات محمد علي الوصول اليها بالقوة حدثت معركة فاصلة انتهت بهزيمة قوات محمد على هزيمة ساحقة اذ لم ينج من قوات محمد علي الا القليل. يقول المؤرخ والمفكر التربوي الشيخ حسن بن ابراهيم الفقيه: حاول محمد علي تلافي الهزيمة وارسل فرقة من الخياله لنجدة القوة المهزومة الا ان فرقة النجدة هزمت هي الأخرى . وقد اثرت تلك الهزيمة في موقف محمد علي باشا فقام ببعض المصالحات مع اهالي الحجاز عامة وعقد محالفات مع قبائلها. لم تكن الهزيمة التي تلقاها محمد علي في القنفذة كافية لإقناعه . فقامت قوات محمد علي بالاستيلاء على القنفذة عن طريق قوة جاءت محمولة عن طريق البحر، ولكن طامي كان لها بالمرصاد فتصدى لها وهزمها للمرة الثانية شر هزيمه بمساعدة رجال تهامة في القنفذة ورجال عسير، وقدعادت فلول قوات محمد علي الى جدة بعد أن تم طردها من القنفذة. وحاول محمد علي أن يغير طريق هجومه على عسير فاتجه الى الشمال عن طريق غامد وزهران الا انه ايضا انهزم وانسحب . ثم جرت بعد ذلك عدة معارك ووصلت نجدات متتالية كانت بقيادة محمد علي نفسه الذي غير طريقه في الهجوم على عسير بالكلية فجاء اليها عن طريق تربة وبيشة وبعد عدة معارك ضارية تمكن محمد علي من دخول بلاد عسير وانسحب طامي الى المخلاف السليماني.

السيطرة على الميناء
ويضيف الفقيه: وانتهى الأمر بتسليمه لقوات محمد علي باشا، حيث ارسل الى مصر فاعدم بها وقيل بل اعدم في الإستانة وقد انفجرالموقف بين رجال عسير وبين احمد باشا في مكة فشن احمد باشا هجومين على بلاد عسيراحدهما عن طريق القنفذة والآخر عن طريق الحجاز وقد وصل احمد باشا الى ابها ولكنه وقع في مأزق بسبب سيطرة الثوار على ميناء القنفذة وميناء عتود وتمت محاصرة احمد باشا في ابها واضطر الى توقيع صلح مع اهل عسير اعترف بموجبه باستقلال عسير فسمح له بالجلاء بقواته عن طريق القنفذة ومنها الى الحجاز.
وفي 29 رمضان سنة 1287هـ تحرك رديف باشا الى جدة ومنها الى القنفذة التي جعلها مركزا لتحركات قواته الحربيةعلى عسير. وقد عقد اجتماع في القنفذة بين الشريف عبدالله بن محمد عون ووالي جدة خورشيد باشا والقائد التركي رديف باشا وانضم اليهم احد شيوخ حلي... عمر عبدالله الكناني. ثم ارسل محمد بن عائض الشيخ فايز العسبلي الى رديف باشا لعقد صلح معه ولم يقبل رديف الصلح ولم يقبل مشاورة الأشراف مما دفع الشريف عبدالله واخوانه واعوانه الى ترك القنفذة والعودة الى جدة على قارب عن طريق البحر.
وزحف رديف باشا الى محائل وهناك تعرض جنده لمرض وبائي ومكث هناك بعد ان اقام لهم مستشفى عسكريا وطلب جلب مدافع ذات مدى طويل فجلبت له الى القنفذة ومنهاارسلت الى الشقيق فاحكم العثمانيون حصارهم على قوات محمد بن عائض وضرب حصونه بالمدافع وتوسط شريف مكة لدى الباب العالي ليمنح محمد بن عائض العفو مقابل استسلامه .فاستسلم في شهر محرم عام 1289هـ فحضر هو ومجموعة من رجاله الى مقر القائد التركي احمد مختار باشا وطلب الأمان . الا ان بعض المصادر تنقل لنا بأن رديف باشا لم يكن راضيا عن تأمين محمد بن عائض وعندما حضر رديف باشا الى مقر القائد احمد مختار كلمه بالتركية بأن يقتل ابن عائض وكان ابن عائض يعرف بعض الكلمات التركية فوثب على رديف باشا وطعنه بخنجر مسموم وقتل رجال رديف الأمير بن عائض في الحال ونقل رديف باشا الى الشقيق وتوفي هناك متأثرا بجراحه.
بعد عام 1289هـ استقر الحكم العثماني في عسيرالى عام 1337هـ أي ما يقرب من 48 سنة حيث اقيم للحكم العثماني ادارة في عسير اطلق عليها اسم متصرفية واتخذت مدينة ابها مقرا لها وتقرر ان يتبع تلك المتصرفية ستة مراكز هي : جيزان ومركزها صبيا , محايل ومنطقة رجال المع ومركزها الشعبين , بلاد رجال الحجر ومركزها النماص , بلاد غامد وزهران ومركزها رغدان , القنفذة . وكل مركزمن هذه المراكز يسمى قائم مقامية وجميعها تراجع المتصرف في ابها وهو يراجع الوالي العثماني المقيم في اليمن او الحجاز واحيانا كان يراجع السلطان في استانبول .
وخلال الفترة من عام 1289هـ الى عام 1337هـ جرت عدة احداث تتعلق بالقنفذة كان من ابرزها عزل قائم مقام القنفذة عام 1313هـ حيث وجدت وثيقة من متصرف لواء عسير الىقائم مقام القنفذة والعاملين معه في ادارة مركز القنفذة يوضح بها عزل قائم المقام الاول الشيخ علي فائز بك وتعيين الشيخ فائز بك بدلا عنه. وكما وجدت وثيقة لحدود لواء عسير (ورد بها بتصرف)حدود لواء عسير في تهامة والسواحل من دوقة الى ابو عريش وسواحلها من جهة ولاية مكة مرسا دوقة قبايل المشاييخ وزبيد , ومرسا رحمان لبني زيد والمرفأ القنفذة ويبه مملحة وحلي والمرفا البرك والقحمة والمرفا الشقيق ومرسا الجعافرة والمرفا جيزان هذه جملة المرافئ البحرية ارتباطها القنفذة ومحايل وصبيا وابو عريش . وورد في وثيقة اخرى ما نصه : مادة 8 بيان اسامي قبائل قضاء القنفذة بني زيد اميرهم حسن بن خضر , زبيد واميرهم ابن مرزوق , دوقة المشاييخ واميرهم شامان, بني عيسى واميرهم ابن عويظة والسليتي , حرب واميرهم محمد بن موسى بن المدرمح , اشراف الأحسبه واميرهم ابن المبارك , اشراف العجالين واميرهم ياسين
بني يعلا اهل يبه واميرهم بيطلي ابو عطله , بالعير واميرهم علي بن مديني وعرايفهم شعوان وعمر بن شيبة ومحمد بن سليمان وابو عجرة وابن فارس , حلي مخشوش ابراهيم بن شامي واحمد صمي وابن الصغير وبن عجي . ماده 9.. العرضية المبنا واميرهم جابر بن جاري العسبلي , بني يحيى واميرهم علي بن سعد ودخيل . بني رزق واميرهم بن وهاس وبن عمارمحمد , بني منتشر عساف بن علي وابن جريد وابن درويش آل سليمان وعمارة وبلحارث ردعان بن عبدالله وحسن بن معيض ـ..)

البارجات الايطالية
يقول الباحث الشريف يحيى بن ابراهيم العجلاني: تعرضت السفن العثمانية لضرب البارجات الإيطالية لها ولا زالت بقايا السفن العثمانية غارقة في البحر بالقرب من القنفذة الى يومنا هذا منذ عام 1332هـ تقريبا وذلك لأن الحرب العالمية الأولى عندما اندلعت نيرانها وتكالبت فيها الأعداء وتقاطعت المصالح اوجدت الكثير من التداخلات السياسية التي يصعب حصرها في مجال واحد ولكن من المناسب ان نشير هنا أن إيطاليا عندما اعلنت الحرب على ليبيا عام 1911م أي في عام 1331هـ تقريبا وذلك ان ليبيا تعتبر آخر الولايات العثمانية في شمال افريقيا والتي لم تكن سقطت في يد الاستعمار الأوروبي وهو الاستعمار الذي اخذ يجتاح ولايات الدولة العثمانية بعد مؤتمر برلين عام 1878م . وقد انشأت ايطاليا فرعين لبنك روما في برقة وطرابلس ونجح هذان الفرعان في الاستيلاء على اراضي الليبيين عندما عجزوا عن سداد القروض. وطلب الليبيون من الدولة العثمانية النجدة من الأطماع الإيطالية لكن الدولة العثمانية لم تهتم بطلبهم واستغلت إيطاليا علاقاتها مع انجلترا وكذلك تسوية الاوضاع بينها وبين فرنسا ولم تعارضها في مراكش كما حصلت على موافقة من روسيا والمانيا وانجلترا على احتلالها لليبيا واستغلت إيطاليا ظروفا كثيرة ومتعددة كلها كانت في صالحها ومنها عزل السلطان عبدالحميد وقيام حركة الدستور وإهمال الاتحاديين لولاية ليبيا فشنت إيطاليا الحرب على ليبيا واحتلت طبرق ودرنة والخمس واخذ الصراع يحتدم بين القوات الايطالية والقوات التركية في ليبيا وقد اسقطت القوات الايطالية قنبلة عن طريق الجو على القوات التركية ولم تكن تركيا تملك سلاحا جويا ولم تكن القوتان متكافئتين ونحن لا نريد التوسع في هذا الامر حتى لانخرج عن صلب الموضوع ولكن نريد ان نقول ان ايطاليا عندما قامت الحرب العالمية الأولى وحربها مع تركيا لا زالت في ليبيا مستعمرة رغم بقاء ايطاليا الى فترة على حياد عن الانجرار للوقوف مع احد الاطراف قبل ان تعرف حقيقة الموقف ثم استغلت الظروف الدولية وعقدت اتفاقا مع السيد محمد الادريسي في صبيا لمساعدته بضرب القوات العثمانية على الساحل الشرقي المقابل لجزيرة سواكن وهو ساحل القنفذة طبعا وبالفعل تم ذلك فقامت البوارج الإيطالية بضرب السفن العثمانية بالقرب من ميناء القنفذة ولا زالت تلك السفن غارقة في شواطئ القنفذة الى اليوم كما اسلفت .الا ان الاتفاق الذي حصل بين السيد محمد الادريسي وبين إيطاليا لم يتجاوز امداد الأخير له بالذخيرة ووقفت علاقته بها عند هذا الحد واستبدلها بعلاقة جديدة مع بريطانيا في السنة الاولى من قيام الحرب العالمية الأولى.
ومما يجب الإشارة بصدد الحديث عن الحرب العثمانية الإيطالية ان نشيرالى بعض الأسماء التي لمعت في بعض المصادر لبعض رجالات القنفذة الذين ساندوا العثمانيين في حربهم مع ايطاليا اثناء قصف السفن العثمانية بشاطئ القنفذة من قبل بوارج ايطاليا ومن تلك الأسماء التاجر بامحرم الذي كان يملك اربعة محلات تجارية في القنفذة ويمد عسير ببعض المواد التموينية وكذلك عائلة باجبير في جدة والقنفذة فهذه الأسماء برزت اثناء شن إيطاليا لحربها ضد الدولة العثمانية وضربها لميناء القنفذة. وعندما قامت الحرب العالمية الأولى استغلت بريطانيا الظروف المواتية ضد تركيا فشجعت شريف مكة على اعلان الثورة ضد تركيا وقامت بمساعدته عن طريق مبعوثها لورانس وعقدت اتفاقا مع السيد الادريسي في صبيا وقامت بمساعدته واعترفت له بالسيادة على تهامة من القنفذة شمالا حتى اللحية جنوبا وتعهدت بحمايته من أي تعد خارجي حتى تأمن جانبه وهي تخوض الحرب ضد تركيا , ثم شنت الحرب بواسطة اسطولها في الهند على العراق واحتلت البصرة وحركت قواتها من مصر بواسطة مندوبها السامي السير مكماهون ثم تولت دعم ثورة الشريف حسين في الحجاز وبعثت بلورانس مع نجله فيصل الذي حاصر المدينة لطرد الاتراك منها ولم يفلح ثم توجه الى فلسطين ومنها الى سوريا وفي خضم هذه الصراعات حدثت امورجذرية اهمها زوال اربع امبراطوريات كبرى هي : المانيا والنمسا – هنغاريا – روسيا القيصرية – الدولة العثمانية . ويدخل ضمن تلك الاحداث الجسيمة ما مهد الظروف التي ادت الى ذهاب امارة اشراف الحجاز بعد فشل ثورة الشريف حسين باشا وفشل الرسائل التي تبادلها مع السير مكماهون الذي لم يكن يريد الا استخدامه كأداة للتغلب على العثمانيين فقيض الله الملك عبدالعزيز "رحمه الله" في الوقت المناسب وحسم أمر امارة الشريف ثم تم بعد ذلك اعلان توحيد المملكة فيما بعد , بعد ان قضى على كل القوميات والعصبيات وبسط سلطة الشرع الحنيف



------------------------------------

ثالثا\ الأستاذ : عبد الرحمن حلواني

منذ أقدم العصور كان الشريط الساحلي الشرقي الموازي للبحر الأحمر من الطرق البرية المشهورة التي ترتاده قوافل التجارة البرية من اليمن إلى الشام وبالعكس محملة بأصناف التجارة العالمية . وقد نشأت على مسافات متباعدة على طول هذا الطريق استراحات ومحطات لاستراحة هذه القوافل من عنا الرحلة الطويلة ونمت هذه الاستراحات والمحطات حتى أصبحت مدناً تزخر بالأسواق التجارية يجد فيها المسافر طعامه وطعام راحلته وما يحتاجه من أصناف التجارة كما قامت أيضاً على طول هذا الساحل مراكز لحراسة القوافل من قطاع الطرق ومن تعديات بعض القبائل وقد تكون مدينة القنفذة من القرى والمراكز التي قامت في هذا الموقع ثم نمت وتطورت حتى أصبحت كما هي الحال في الوقت الحاضر ، ومن قراءتنا في المصادر القديمة نجد محطة تسمى القناة قد تكون القنفذة قامت مكانها أو قريباً منها لأن موقعها نفس موقع القنفذة حيث يذكر الهمداني في كتابة صفه جزيرة العرب أن القناة من المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء وأنها ملتقى مياه وادي قنونا أحد أودية السراه الذي تصب مياهه في البحر الأحمر على شواطئ القنفذة وفي بعض الأحيان وعندما تشد مياه السيول تغمر السيول شوارع هذه المدينة ، ولكن الحكومة السعودية وضعت الطرق الكفيلة التي تمنع السيول من دخولها عن طريق الكباري والحواجز. ولم يظهر أسم القنفذة في الكتابات التاريخية على حد علمنا إلا مع بداية القرن التاسع الهجري بعد انقراض دولة بني حرام في وادي حلي وفي القرن الثالث عشر كانت منطلقاً لحملات محمد علي باشا الحربية على عسير كما أنها كانت ميداناً لتطاحن القوى المتصارعة العثمانيين والإيطاليين ولا تزال هناك شواهد من سفن الأتراك غارقة في مياه البحر الأحمر جنوبي القنفذة من جراء قصف البوارج الإيطالية ، كما أنها كانت قاعدة لحملات العثمانيين وحلفائهم الأشراف على عسير ، ولم تشهد هذه المنطقة الاستقرار والأمن إلا عندما سادها الحكم السعودي فقد نمت وازدهرت من جميع النواحي العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية .



منقوووول

نبهان
22-09-2014, 10: PM
الف شكر على الموضوع

الرعد
22-09-2014, 11: PM
جزاك الله خير.....

ابوذاكر
23-09-2014, 07: AM
بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع

الطلحي
23-09-2014, 06: PM
الف شكر.....

العلوي
23-09-2014, 07: PM
شكرا على المعلومات المهمه

المعاند
23-09-2014, 07: PM
وفقك الله........

الملهوي
23-09-2014, 07: PM
بوووركت اخي......

الهيلمان
23-09-2014, 07: PM
دمت في حفظ الرحمن

القلم الحر
24-09-2014, 02: AM
بارك الله في جهوود الجميع