المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : مقال في صحيفة الرياض بقلم الشيخ محمد الناشري



الناشري
04-09-2015, 11: AM
من خطف ابتسامتنا وأحلامنا الوردية

بقلم الشيخ محمد بن أحمد الناشري

قبل أن يحل الإرهاب بمجتمعنا والمجتمع العربي والإسلامي كانت حياتنا تسير على الوجه المطلوب لا خوف ولا قلق نسافر شرقا
وغربا وشمالا وجنوبا بأرخص التذاكر للطيران ونصرف والباقي نعود به إلى وطننا، أتى الإرهاب وأول ضحاياه قتل النفس المحرمة
وتدمير البنية التحتية وبدد الأحلام الوردية والابتسامه التي كنا نتبادلها في كل مناسباتنا. الآن يمر اليوم وأكثر أوقاته كآبة وحزن
على ما نشاهده من قتل وترويع للآمنين لا ادري بالنسبة للداعمين لهذا الإرهاب ماذا قدم لهم وهم شياطين يتلذذون بأذية
خلق الله على كل لون وشكل، هناك صنف من البشرية امتلأ قلبه بالحقد والكراهية وهناك من بعض الجهات الخدمية أيضاً
بددت أحلام المواطن الوردية من خلال المشروعات المُتعثرة، العالم المتحضر يتسابق إلى تحقيق أحلام المواطن الوردية
على أرض الواقع والبعض منا يحاربها ألم تكنْ رغبتنا في الطيران حلماً؟ وكذلك في الغوص إلى أعماق البحار والمحيطات،
والنّزول إلى الوديان السّحيقة والكهوف المظلمة؟ ألم يكن الصعود إلى سطح القمر والاقتراب من الكواكب حُلماً كل ذلك
كان في يومٍ ما حلماً مُستحيلاً بعيد المنال، إنما رجال الأرض العظماء ومبدعوها ومفكروها وفلاسفتها، جعلوا الحلم حقيقة
والخيال أمراً واقعاً. إن أي عمل عظيم لابد أنه كان في لحظة من اللحظات حلماً وخيالاً، فقد كانت الكهرباء فكرة في رأس أحد
المبدعين، ونتيجة لعمله المتواصل وسهره الطويل وإيمانه العميق بفكرته، سعى ليل نهار لتحقيقها، لتحصد البشرية مكافأة
عمله نوراً، قلب الموازين ودفع حضارة الكرة الأرضية عشرات الأعوام نحو التقدم والازدهار.

إن الأحلام لا تتحقق إلا إذا آمنّا بها، ورافق ذلك الإيمان الصبرُ والعمل والمحاولة من جديد، فالأحلام لا تقل عظمة عن الأعمال،
فكل حلمٍ عظيم لابد أن يسانده عمل أعظم كي يتحقق، والحلم الجميل قد يجذب حلماً أجمل، مثلما تجذب الورود الفراشات
الملونة، والغيومُ المطرَ والثلوج والقمم النسور والصقور. إنما ليس كلّ من حلم حقّق ما حلم به.

فالأحلام مثلها مثل أي طفلٍ صغير، فهو بحاجة إلى رعاية وعناية، من تغذية وعلم حتى ينمو ويكبر ويصبح قادراً على العطاء.
أليست الأزهار هي أيضاً بحاجة إلى رعاية حتى تنمو وتطلق أريجها، ومن ثم تعقد ثمراً، محققة بذلك حلمها الذي كان بذرة
فصار شجرة؟! وأن أحلم وأعمل شيء.. وأن أجلس وأتمنى شيء آخر!

الحلم مفتاح ذهبي، يمشي أمامنا ويدخل قبلنا ليفتح الباب.

مِن الناس مَن يتكاسل ويتردّد ويخاف، فيتراجع هارباً، ومنهم من يغامر فيقتحم ويدخل الأبواب والغرف متحدّياً الصعاب
والمجهول، فالجبال لا تبدو مرتفعة إلا لأنّنا ننظر إليها من قعر الوديان.

والمبدع الحقيقي والأصيل لا يرى أحلامه فحسب، بل يحسّ بها داخل رأسه، فيمسكها بأعصابه ولا يجعلها تفِرّ
من بين عينيه ويديه، فيدوّنها ويسعى لتحقيقها، يقلّمها ويشذبها ويهذبها، يرعاها كأي فرخ طير، فإذا كبر الفرخ
ونبت ريشه أطلقه نحو الغابة وقمم الجبال.

إن الحلم الجميل ليس أقلَّ قيمة وقدراً من أي كنز، فالأحلام قد تأتي بالثروة والنجاح لمن صبر وعمل وتحمل،
في حين تبقى حياة الذين لا يحلمون إلا بحسد الآخرين وإهانتهم وإذلالهم مستنقعاً آسناً لا حراك فيه
إلا للضفادع والخفافيش والحشرات الزاحفة فلنحلم ويكبر الحلم معنا ننفذه على الأرض بعيداً عن الانضمام
لدواعش وأخواتها الكهوف المظلمة.

http://www.alriyadh.com/1079319

البرضاوي
04-09-2015, 01: PM
شكرا اخي
بارك الله في جهدك....

العامر
04-09-2015, 02: PM
بارك الله في جهدك...

الهودج
04-09-2015, 03: PM
الله يحمينا من كل فكر ضال

هلما
04-09-2015, 03: PM
شكرا جزيلا....

ابوذاكر
04-09-2015, 04: PM
شكرا اخي بارك الله قي حهدك

الهلولي
05-09-2015, 04: PM
شكرا على الموضوع

المهندي
08-09-2015, 09: PM
شكرا على الجهد........