المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : السعادة الوهمية



الناشري
10-10-2015, 03: PM
السعادة الوهمية مقال في جريدة الرياض
صفحة الرأي

السعادة الوهمية

بقلم الشيخ محمد بن احمد الناشري

سوف تُسأل عن مالك من أين اكتسبته

قال الشاعر:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

إن من سنة الله على هذه الحياة بين عباده أن جعل الناس متفاوتين في السعادات كما يتفاوتون في الأرزاق وفي قوة البدن وصحته، أو في العقل وغير ذلك، ومع كثرة المُغريات الدنيوية ينسى كل منا أنه سوف يُسأل، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا ضَيَّعَ مِنْهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ"، وما أكثر من اكتسب المال بطرائق ملتوية وتفسيرات تتماشى مع رغبته، المهم إنه يسعد نفسه ومن حوله، جرب الناس في شتى العصور ألوان المُتع المادية، وصنوف الشهوات الحسية، فما وجدوها وحدها تحقق لهم السعادة أبداً، وربما زادتهم مع كل جديد هما جديدا.

إليكم بعض النماذج (فرعون وأتباعه في المُلك) ولكنه مُلك بلا إيمان وتسلط بلا طاعة، ومن الغرور بالمال إذا به يقول: (ما علمت لكم من إله غيري) فتلك هي السعادة الوهمية التي بحث عنها فرعون (حتى حلت عليه لعنة الله) كان لفرعون مُستشار وعندما عرض عليه فرعون ما قاله نبينا موسى عليه السلام أن اسلم، ولك ملك مصر وسعادة الدارين، قال له مستشارة أتكون عبداً بعد أن كنت تُعبد فحرمه من نعيم الدنيا والآخرة.

ونأتي إلى (قارون) لقد منحه الله كنوزا كالتلال، ولقد رأى نفسه أنه في سعادة فأصبح يفخر على قومه، وسعى في الأرض فساداً، وكانت النتيجة في قول الله تعالى: (فخسفنا به وبداره الأرض)، وهذا جزاء من يطغى ويظلم ويتكبر ويؤثر السعادة الوهمية على السعادة الحقة، حقاً إن الناس مختلفون في هذه السعادة الإنسانية وقد أشكلت عليهم إشكالاً جعلهم يتفارقون في شأنها، ولا يهتدون إلى مكانها، فالفقير يرى أن السعادة في الثروة، والمريض يرى إنها في الصحة والعافية، والذليل يرى أنها في الجاه، والعاشق يرى أنها في الظفر بالمعشوق، والبدوي الذي نشأ في الصحراء حيث صفاء السماء ورقة الهواء ولو رافقه شظف العيش يرى أن هذه هي السعادة، وبعض الناس يرى أن السعادة في جلب المال حتى ولو من طرائق الحرام، وما أكثرهم في هذا الزمان. ونماذج كُثر ممن تجبروا وظلموا وخانوا أماناتهم سواء فيما أسند إليهم من أعمال، أو في الحق العام، وطلب الشهادة من أجل نيل منصب، والركض وراء الملذات والشهوات، فتجد حياته وهو في تخبط وهذه السعادة الوهمية.

ومن الناس من يلج في قلبه الرضا بما قسم الله به وبين يديه ما يمكنه من كسب الحرام ولكنه رضي بالحلال وخرج من وظيفته برضاء الله عليه وما تيسر من المال الحلال، ينشرح به صدره، ويسعد به أهله، فوجد الدرة المنشودة والسعادة المفقودة ويحس ببرد اليقين وبالرضا من رب العالمين. فلنعلم جميعاً أن متاع الدنيا زائل ولا يسعد القلب إلا برضا الله، ولا ينشرح الصدر إلا بطاعته، فلتكن خاتمة حياتنا فيما يرضي الله، ولنرد المظالم إلى أهلها بما فيها بيت مال المسلمين فهو حق للجميع.

http://www.alriyadh.com/1089305

المريبي
11-10-2015, 11: AM
عساك على القوووه

المهندس
11-10-2015, 11: AM
وفقك الله....

المروعي
11-10-2015, 11: AM
يعطيك العافيه

المهاجر
11-10-2015, 11: AM
بوركت أخي. ...

المهاجر
12-10-2015, 09: AM
دمت سالما...

الملهوي
12-10-2015, 09: AM
بالتوفيق وإلى الامام