المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : سيل جمعان من بارق إلى القنفذة



البارقي
13-02-2016, 08: AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستبيحكم عذرا بالحديث
عن رواية اسمها
سيل الجمعة او كما يقال في تهامة سيل جمعان...
هناك في بارق في تخوم السراة التهامية شمالا من منطقة عسير
يبتدأ اليوم مع خيوط الفجر لطفل تهامي يصحو ليقوم بمتابعة صغار الأغنام مع والدة وعيناه تحدق للغرب
مستمتعا بمشاهدة البروق ووالدة يعاجلة لكي ينهي ذلك العمل قبيل ان يصل المطر قائلا له ..خلص معنا معينة ... وهي جملة تعني أنجز العمل حيث أننا سنعيش يوما ماطرا باذن الله
وماهي الا دقائق قليلة حتى بدأ الصبح يخيط بضياءة والسماء ملبدة بالغيوم والضباب يتهادى على قمم الجبال وبينما كان منهمكا بعملة تغيرت الاجواء وعاد الظلام يحيك الافق غربا والرعود لها عبر صدى البحر وقعا متفردا تمر الدقائق فتجود السماء بخيراتها وتجري الشعاب عبر تجاعيد تلك التخوم التهامية كان الوقع متوسطا ولم يدم طويلا لكن جاد بخير وبعد ان توقف المطر حان الوقت ليتوجة بقطيع الأغنام الى الجبال
ولم يكن في خلدة أنه سيعيش لحظات ماطرة يخلدها التاريخ كأعظم سيل لقرن من الزمن لديار بارق فمرت الساعات والمطر يتوقف تارة ويعود تارة كأمطار ديم تغدق الأرض وترويها وحينما انتصف النهار لم يكن يعلم ان هناك حدث جلل يحدث في سواحل تهامة نحو القنفدة والقوز وحلي ومحيطها
مر الوقت ومع ارتفاع صوت الحق
الساعة الثالثة والنصف عصرا
سمع والدة ينادية أن يسرع ويعود هو وقطيع الأغنام فهناك في الشمال الغربي حدث جلل وسحاب يجر الخطى والليل يصاحبة
‪ وحيث انه كان يرعى بقطيعة شرقا من منزلة عاد وعيناه غربا ليشاهد مشهد لم يتكرر منذ ثمانية عشر عام
فشاهد الخيال مظلما والرباب في صدر السحاب يجر الخطى ملامسا الأرض وصل منزلة مع لحظة وصول ذلك الخيال المظلم فكانت السحابة تلامس الجبال قليلة الارتفاع بعد ان انخفضت بشكل لم يعده من قبل ماهي الا لحظات حتى انفكت السماء كأفواة القرب فلم يعد يشاهد سوى البياض فايستمر المطر وكونه قد شغف به لم يبق نافدة في المنزل الا وتعلق بها متخفيا من والدة الذي كان يكثر من الدعاء والاستغفار فالحدث جلل ولكي لايمنعة من المشاهدة
يمر الوقت والوقع كما هو غزير وبعد ساعة ونصف من الاغداق توقف المطر لخمس دقائق فقط ليشاهد مشهدا غير مؤلوفا فالأرض كلها تحولت لأودية تجر في مقدمتها
أشجار السدر والسمر بعد ان اجتثتها من عروقها أمواج تتلاطم وصرخات في المنازل تكثر من التكبير والاستغفار والدعاء فعاد المطر واشتد وقعه فكان صوت الهطول وتلاطم أمواج السيول يدخل الرهبة الى النفس استمر الحال حتى العشاء وبدأ الهطول يقل والدعوات تزداد بتوقفة فالقلوب وجلت والناس هلعت
فتوقف المطر ونام ذلك الطفل مبكرا
ليصحوا ذاهبا بقطيعة ليشاهد الارض ليست الأرض والجبال ليست الجبال
كل شئ تغير وبدأت أخبارمليئة بالحزن تتوارد لأنفس حملتها السيول
ومنازل دمرت وسيارات جرفت
في حدث سمي بسيل جمعان
شال البشر والحجر فسجلت تهامة
من بارق لحلي للقوز للقنفدة وماوقع في محيطها قرابة 60 حالة غرق
لن يسعفنا الوقت للتداخل في تفاصيلها ونكتفي براوية ذلك الطفل التهامي لحدث لن ينسى
اسمة ...جمعان..

هيازع البارقي

السلوم
13-02-2016, 08: AM
جميل جدا.....

المعدي
14-02-2016, 01: PM
بالتوفيق.....

البيرق
15-02-2016, 01: AM
الف شكر.....

المنهالي
15-02-2016, 01: AM
يعطيك العافيه

الرامي
15-02-2016, 01: AM
وفقك الله....

الرهوان
17-02-2016, 12: AM
بالتوفيق.....

المهاري
28-02-2016, 07: PM
عساك على القوه