المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : أدب الاختلاف الثقافة الغائبة



المهند
17-05-2016, 07: AM
أدب الاختلاف الثقافة الغائبة

اختلاف الآراء بين العلماء صفحة مفتوحة منذ القِـدَم، وتاريخنا الإسلامي حفظ لنا الكثير منها، ولكن في غالب سطورها كانت النقاشات بين تلك القامات الفكرية معتدلة ومنصفة، تُـقَـدِّر جداً رأي الطرف الآخر، وتحترمه مهما كان؛ لأن الهدف من تلك الاختلافات أو النقاشات الاجتهاد للوصول للحقيقة فقط!
وفي هذا الميدان حملت لنا الكتب والمرويات العديد من قواعد الاختلاف المذهبية، فهذا الإمام الشافعي رحمه الله يعلن بصراحة ووضوح اتساع صدره لآراء المخالفين له في المسائل الاجتهادية: (قولي صحيح يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)!
وهذا الإمام أبو أحمد الكرجي القَـصَّـاب ينطق مؤكداً: (مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ )!
تلك هي سُــنّـة العلماء في الاختلاف، ولكن الملاحظ في عصر اليوم، أن بعض العلماء والدعاة المعاصرين أصبح منهجهم إنْ لم تكن معي فأنت ضِــدي، بل منهم مَـن تنازل عن مهمةِ نـشْــرِ وترسيخ المذهب أو الفكر الذي يؤمن به، ويراه باجتهاده حَـقّـاً فلا أثر له أبداً في تلك الساحة!
لأنه تفرغ تماماً لمتابعة مُـخَـالِـفِـيْـه الذين رآهم خصوماً وأعداء له، يطاردهم، يُـسَـفِّـه أقوالهم، ويلاحقهم بعبارات وأوصاف القَـدْح والـذّم هنا وهناك، بل منهم مَـن وصل في هذا الطريق لمحطة أن يستعدِي على مخالفيه المجتمع والحكومات، مُـشَـكِـكَــاً في عقائدهم وانتماءاتهم ووطنيتهم!
أولئك بمنهجهم الإقصائي هم أحد أسباب الانقسام المجتمعي، وفي المقابل هناك علماء استثمروا أوقاتهم وقدراتهم في بيان الحَــقّ، بعيداً عن لَعْـنة الـصّـراعات مع هذا التيار أو ذاك؛ ولذا كَـتَـبَ الله لهم القبول من مختلف أطياف المجتمع، فكان لهم الأثر الواضح والتأثير الكبير في قيادته.
ومن النماذج القريبة إلى نفسي في هذا الإطار - مع التقدير لكل علمائنا- (الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء)؛ فهذا الرجل الطيب صوته مسموع، وحضوره طاغٍ في مختلف القضايا العلمية والوطنية، فهو مدرسة في منهجه العلمي والدعوي؛ فلعل طلبة العلم يفيدون من تجربته الثرية والناجحة.
أخيراً الاجتهاد والاختلاف في غَـيرِ الـمُـسَـلَّـمَات، وما هو معلوم من الـدِّين بالضرورة، قد يكون رحمة، ولكن بالتأكيد ليس فيه خصومة، قال يونس الصَّـدفي: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإنْ لم نتفق في مسألة)!.

كتبه : عبدالله منور الجميلي

السماري
17-05-2016, 07: AM
الم تكن معي فأنت ضد الدين
منهج فاسد دمر الامة

الالفي
17-05-2016, 10: AM
الله يصلح الحال.....

المهري
17-05-2016, 11: AM
يعطيك العافيه.....

ابوذاكر
17-05-2016, 02: PM
يعطيك العافيه

الكناني
17-05-2016, 09: PM
تقبل احترامي...

المعاند
17-05-2016, 10: PM
الله يهدي الجميع إلى التسامح

المهاوي
20-05-2016, 01: PM
بوركت أخي. ....

الكناني
21-05-2016, 01: PM
جزاك الله خير