المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : القبح والجمال والصديق الصدوق



الناشري
23-11-2016, 08: AM
يقاس العظماء بالفضيلة والشرف، لا بالثروة والمناصب
مع قهوة الصباح
كثير ما نقرأ في كتب السير والفلاسفة عن الصديق والعدو والقبيح والجميل لأنها المتداولة على مر الزمن فنجد إنه على مر الأزمان الى يومنا هذ تمر ألصداقه بحالات مختلفة فمنهم من يقترب منك لمالك ومنصبك ومايهمه إن كان في حقل القبح او الجمال
في صباح ذات يوم، التقى القُبح والجمال على شاطئ البحر، فقال كل منهما للآخر: هل لك أن تسبح؟ ثم خلعا ملابسهما وخاضا المياه، وبعد قليل عاد القُبح إلى الشاطئ، وارتدى ثياب الجمال ومضى هارباً.. وجاء الجمال بعد برهة، فلم يجد ثيابه، فخجل كل الخجل أن يكون عارياً، ولذلك لبس ثياب القبح ومضى في سبيله.
ومنذ ذلك اليوم والناس يخطئون كلما تلاقوا في معرفة بعضهم البعض. غير
أن هنالك نفراً ممن يتفرسون في وجه الجمال ويعرفونه رغم ثيابه.. وثمة نفر يعرفون وجه القبح، والثوب الذي يلبسه لا يخفيه أو يستره عن أعينهم..)
تجد صديقاً لصدقه فيما يدعيه من المودة، وسمي العدو عدواً لعدوه عليك، إذا ظفر بك.
والأصدقاء أنواع ولست ممن يقيم الرجال في زمن تغيرت فيه الأحوال ولكن نقول بإجتهاد
منهم كالريح، إما أن يزيلوا عنك غبار الأسى والحزن والكآبة، ويبعدوك عن المصائد والمكائد والأسلاك الشائكة، والنار الآكلة، والعقارب السامة،

ومنهم كالعواصف والزوابع والأعاصير، لا يهمهم إلا إقتلاع كل شيء من حولهم.
(ومثل الصديق الملخص كاليد تستعين باليد، والعين بالعين،
والصديق المزيف كالظل: يمشي وراءك عندما تكون في الشمس، ويختفي عندما تكون في الظلام).
ومنهم كالخمر، يفقدونك عقلك وتوازنك ليضحكوا عليك.. فيسلبوا مالك إن كنت من أصحاب المال، .
في جنونك سعادتهم. وفي سكرتك راحتهم..

(ويبقى الصالح من الرجال صالحاً حتى يُصاحب فاسداً، فإذا صاحبه فسد، مثل مياه الأنهار، تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر، فإذا خالطته ملحتْ).

وبعضهم كالماء، إما أن يسقوك عند عطشك، ويحملوك عند حاجتك، فتكون بذلك السفينة وهم ماء البحر، والسفن لا يمكنها أن تبحر فوق اليابسة.

(وإن الصديق الحقيقي، خير من الأخ الحقود).
وإنما ليس كل المياه متشابهة..
هناك مياه تحيي.. ومياه تميت..
عذبة وآسنة..
داء ودواء..
منها ما يرفع.. ومنها ما يُغرق الأحياء، ويبتلع الأموات.
(وبعض الصداقة من صنع الطبيعة، وبعضها من صنع الروح، وإن الصديق الصدوق ثاني النفس، وثالث العينين).
ومثلما لا يمكننا معرفة الذهب من التنك إلا بعد حك المعدن وتعريضه للنار.. هكذا الأصدقاء، لا يمكننا معرفة ودّهم وإخلاصهم وحبهم إلا بعد تعرضنا للمحن والشدائد ولهيب الحوادث..

فإن كنا على صواب وقفوا معنا، وإن كنا على خطأ نصحونا بلطف ورقة، فاللوم والعتب والتقريع العنيف والشماتة قد يؤدي كل ذلك إلى خسارة أعز الأصدقاء وأقرب الناس إلى قلوبنا. (وخنجر العدو أسلم وقعاً من شماته الصديق والأخ).
أليس من الواجب علينا أن نتمهل عند اختيار الصديق، ونزداد تمهلاً عند تغييره؟
(إن الأصدقاء الحقيقيين يصعب إيجادهم، ويصعب تركهم، ويستحيل نسيانهم

فيا صديقي: إن كنت أعمى وأنا مبصرا أبكم أصم، فضع يدك بيدي كي يدرك أحدنا الآخر.. فالسواد يظهر البياض، والبياض يوضح النقاط السود، فبعضنا كالحبر، وبعضنا كالورق، فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم. ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى).
يقال: تضيع الفضائل في الغايات.. كما يضيع ماء النهر بالبحر.. ويقاس العظماء بالفضيلة والشرف، لا بالثروة والمناصب. فالعاري من الشرف والفضيلة لا يمكن لأي شيء في العالم أن يستره.
وقيل: إن المال والشرف اجتمعا مرة، وحين أرادوا أن يفترقا، قال المال: إني ذاهب يا إخوتي، فإذا أردتم أن تجدوني فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم.
وقال الشرف أما أنا يا إخوتي، فإنني إذا ذهبت، فلن أعود أبداً.

نظر فيلسوف إلى رجل حسن الوجه، خبيث النفس، فقال: بيت حسناً، وفيه ساكناً نذل.
فما أكثرهم في هذا الزمن فلا تكون الدنيا نصب عينيك بمتاعها الزائل وكن راضيا بما قسم الله لك تكون اسعد الناس وأختار الصديق الصدوق
مع تحيات
الناشري محمد بن احمد الناشري العبد الفقير إلى الله

السويكت
23-11-2016, 08: AM
شكرا على الموضوع

الهيلمان
23-11-2016, 04: PM
تقبل مروري. ...

الكناني
23-11-2016, 11: PM
عساك على القوه....

ابوذاكر
24-11-2016, 04: PM
عساك على القوووه

السلامي
25-11-2016, 10: PM
يعطيك العافيه.....

المهند
25-11-2016, 10: PM
وفقك الله....