المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : :: حذاء الطنبوري ::



الراقي
03-05-2009, 06: PM
:: إستراحة المجلة ::


:: حذاء الطنبوري ::
الطنبوري هذا كان تاجراً من أهل بغداد ..
وكان ثرياً وفي الوقت نفسه بخيلاً ..
وكان من بخله أنه كلما انقطع من حذاءه مكان وضع فيه رقعة
من جلد أو قماش ..
حتى أصبح الحذاء عبارة عن مجموعة من الرقع
يمسك بعضها بعضا..ً واشتهر في بغداد كافة
وعرف الجميعُ حذاءَ الطنبوري..عابهُ بعض أصحابه وأصرّوا عليه
أن يتخلص من حذائه..
فقام برمي الحذاء في مرمى القمامة وعاد إلى بيته !!
وفي الطريق مر بالسوق فوجد زجاجات رائعة الجمال للبيع ..
فأعجبته ولكنه ليس في حاجةٍ لها كما أنها غالية الثمن..
فتركها وسار في طريقه ..فوجد مسكاً رائعاً للبيع فأعجبه
وقرر أن يشتريه ولكنه قال : لا يصلح هذا المسك إلا في تلك الزجاجات ..
فعاد إلى الأول واشترى منه الزجاجات ..
عاد إلى الثاني واشترى منه المسك..
ذهب إلى البيت ووضع المسك في الزجاجات ووضعها
على رف في البيت وخرج لبعض شأنه ..
كان هناك رجل قد مر بجانب النفايات فرأى حذاء الطنبوري
ملقىً في القمامة ولم يتصور أن الطنبوري سوف يرمي
حذاءه ..
فقال : لعل بعض الأشقياء هم الذي فعلوا هذا وسوف أردها
إلى الطنبوري ..
فأخذ الحذاء وذهب بها إلى بيت الطنبوري ..
فقرع الباب فلم يرد أحد عليه .. فرأى النافذة مفتوحة
فقذف بالحذاء من النافذة..بالطبع فهمتم ما الذي حدث ……
لقد كسر الزجاجات وانسكب كل المسك على الأرض
ولم يبق منه شيء!!
عاد الطنبوري إلى البيت فرأى كل شيء ..
ورأى ذلك الحذاء بجانب الزجاجات ..فقال :
لعنك الله من حذاء .. فأخذ حذاءه وذهب بها إلى النهر
وألقاها هناك..
وكان هناك صياداً قد ألقى شباكه في النهر
فعلقت بها حذاء الطنبوري .. وعندما وجد الحذاء قال :
لابد أن أصنع إليه معروفاً وأعيد إليه حذاءه.
.وفعلاً ذهب إلى الطنبوري وأعاد إليه الحذاء ..
فأخذها الطنبوري ووضعهاعلى سطح بيته لتجف من البلل .
. فمر قط من سطح البيت فرأى الحذاء
فظنها قطعة لحم فأخذها بفمه ..فنهره الطنبوري ..
فهرب القط بالحذاء في فمه وأخذ يقفز فوق أسطح المنازل ..
فسقطت منه الحذاء على امرأة حامل فأسقطت حملها..
فأخذ زوجها الحذاء وذهب إلى القاضي شاكياً
من فعله الطنبوري بامرأته..
بالطبع كان عذر الطنبوري غير مقنع ..
فحكم عليه القاضي بدية الجنين وعاقبه على فعلته
وأذيته لجيرانه .. وأعاد إليه الحذاء ..
ثم إنه قال : سوف ألقيها هذه المرة في مكان لا يصل إليها أحد
فذهب بها إلى الحش ( المجاري بلغة عصرنا )
وألقاها في أحد المجاري .. وعاد إلى منزله وكله فرح وسرور
..مرّ يوم أو يومان فطفحت المجاري بالطريق وآذت الناس ..
فأتوا بعمال لتنظيف المجرى المسدود ..
فوجدوا حذاء الطنبوري !!!
فرفعوا أمره إلى القاضي .. فحبسه وجلده على فعلته ..
وأعاد إليه الحذاء ..
فقال : ليس هناك من حل إلا بحفر حفرةً في الأرض
ودفن الحذاء بها ..
وفعلاً في ساعة من الليل أخذ مسحاته
وخرج إلى خارج البيت وأخذ يحفر في مكان بعيد بجانب جدار
.فسمع الجيران صوت الحفر فظنوا أنه سارق
يريد نقب الجدارفأبلغوا الشرطة !!!
فجاء الحرس فوجدوا الطنبوري يحفر بجانب الجدار ..
وعندما سألوه عن السبب ..
قال : لأدفن الحذاء!! وبالطبع عذرٌ غير مقنع ..
فحبسوه إلى الصبح .. ثم رفع أمره إلى القاضي ..
فلم يقبل من عذره وجلده وحبسه بتهمة محاولةالسرقة
وأعاد إليه الحذاء ..
فاهتدى أخيراً إلى طريقة ……
ذهب إلى الحمام العام ( تشبه المسابح العامّة في عصرنا هذا )
وترك الحذاء خارج الحمام وعاد إلى بيته وليأخذه من يأخذه..
صادف ذلك وجود أحد الأمراء في الحمام .. وقد جاء سارق
وسرق حذاء الأمير ..وعندما خرج الأمير لم يجد الحذاء..
من أخذها ؟؟
قالوا : ننتظر وصاحب آخر حذاء هو السارق ونبحث عنه..
فلم يبق إلا حذاء الطنبوري..
وبالطبع لا حاجة للبحث عن السارق
من يكون فقدعرفه كل أهل بغداد بهذا الحذاء!!!
رفع أمره إلى القاضي بتهمة سرقة حذاء الأمير..
فغرّمه القاضي قيمة الحذاء وجُلد وأُعيدت إليه حذاؤه ..
وأخيراً قال : سوف أخرج إلى خارج بغداد وأدفنها هناك..
فخرج إلى الصحراء وأخذ يحفر في الأرض ..
فداهمه الحرس وأخذوه إلى السجن ورفعوا أمره إلى القاضي ..
وجيء به إلى القاضي ..
فقالوا : قد عثرنا على القاتل..وكانوا قد وجدوا
رجلاً مقتولاً في هذا المكان ..
وعندما حملوه وجدوا تحته آثار حفر ..
فحفروا فوجدوا كيساً من الذهب ..
فقالوا : إن القاتل إنما يريد الذهب ولابد أن يعود للبحث عنه.
.فاختبؤا وأخذوا في مراقبة المكان فجاء الطنبوري
يحفر في المكان نفسه..
فأقسم لهم الأيمان أنه لم يقتل أحد وأقام الشهود والبينات
أنه لم يخرج من بغداد منذ زمن ..
وأخذ يقيم الحجج على ذلك حتى ثبتت براءته ..
فأطلق القاضي سراحه ولكن بعد تأديبه على إزعاجه للحرس
المكلفين بمراقبة المكان بسببٍ تافهٍ جداً وهودفن الحذاء!!!
فقال للقاضي : يا سيدي اكتب صكاً بيني وبين هذا الحذاء
أني بريءٌ منه فقد أفقرني وفعل بي الأفاعيل ..
وقص عليه ما تعرض له بسبب الحذاء..
فضحك القاضي وقال : يا أحمق هلا مزقته أو أحرقته!!!


منقول من مجلة الرسالة الخاصة بمنتدى بني عيسى

برنس2009
03-05-2009, 07: PM
الحمد لله

صدقاً أخي الحبيب rhwan قصة رائعة بمعنى الكلمة

وكنت قرأتها سابقاً ، وفجأه تذكرتها عندما وردت هذه العبارة ( حذاء الطنبوري ) على لسان أحد أحبتنا في العمل فقررت العودة إليه وقراءتها مرة أخرى .

فعلاً رائعة وصادرة من إنسان رائع

شكر لك ورفع قدرك

الـــقرنــــي
04-05-2009, 02: AM
مشكور اخي بارك الله فيك

القرني

وراش
04-05-2009, 04: PM
قصة رائعة بمعنى الكلمة

النبراس
05-05-2009, 02: AM
جهد مميز تشكر عليه

الغريب
05-05-2009, 02: PM
قصة جميلة بارك الله فيك

امير الكلمه
06-05-2009, 01: AM
مشكور اخوي

الساهر
06-05-2009, 12: PM
يعطيك العافيه أخوي العزيز
000

أبو صقر
07-05-2009, 12: AM
الله يعطيك العافية اخي العزيز