المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الألفة المجتمعية قديما وحديثا



الناشري
25-07-2018, 11: AM
لا بد من الامل في وجود الخير في المجتمع
حتى ونحن في زمن كثر فيه الحسد والحقد والكراهيه
ولم يعد الاحساس بمشاعر الحب والألفة كلماضي
وذلك لدى الكثير من الناس إلا ماشاء الله كما يقال.

ولكن يظل بين الحُب والكراهية درجات ومستويات، ولكل مستوى ودرجة شكل من التعبير والتجلي، وللمحبة فتنتها، فهي غاسلة للقلوب، مطهّرة للأنفس، مزيلة لما علق بها من أدران الغيرة الحمقاء، والحسد المؤدي إلى الحقد البغيض.

الكثيرون يقولون إن الناس في الأزمنة الماضية كانوا يحبون بعضهم أكثر، أما اليوم فقد فسد بعض الناس وتغلفت قلوبهم بصداء المصالح الآنية الضيقة، متجاهلين أن القضية ليست متعلقة بالزمن الجميل، والماضي العريق، وإنما بما تقود إليه شراهة حُب التملك البغيض.

المسألة إذن ليست في النفس البشرية ومكوناتها، ولا بالعواطف ومحدداتها، وإنما هي من مخرجات الوضع المجتمعي، والمنسوب الثقافي، وضريبة التقدم التقني، وشيوع نمط حياة اﻹستهلاك، وبالتالي الغايات التي يرسمها الناس لحياتهم، لأن الناس كما هو معروف، يتحددون بالأهداف التي يضعونها أمامهم وبالوسائل
التي يستخدمونها للوصول إليها.

الأوضاع الاجتماعية التي يسودها النفاق والانتهازية والمراءاة، تقاس فيها قيمة الإنسان بما يملك، مادياً ومعنوياً، تنتج أنفساً مريضة، بطرائق تفكيرها وأنماط سلوكها، التي تتواءم مع الحالة المجتمعية السائدة، وتصبح النفس فيها فريسة للجشع ونمو الكراهية، والكيد بالآخرين. أما الأجواء الاجتماعية السوية المعافاة، القائمة على أساس من التنافس الشريف الخلاق، واحترام المهارات، والخبرات المتراكمة، وتساوي الناس في الحقوق والواجبات، وسيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، واحترام كرامات الناس، فتعطي ثماراً يانعة، من أنفس تبلغ أقصى درجات النقاء، وتتجلى فيها أطيب المشاعر، وتظهر الأخوّة والتعاطف والإيثار.

مسألة الحُب والكراهية، ليست شخصية فردية، وإنما هي ذات منشأ اقتصادي اجتماعي،ثقافي، يكتسي لبوساً فرديا

يبقى الانسان الذي يقول (لقد ولدت لأحب لا لأكره هو القدوة)!
وجوهر النفس البشرية: المحبة مقابل الكراهية، والتعاطف مقابل النفور، والصدق في مواجهة الكذب والرياء، والمبدئية في وجه الانتهازية واقتناص الفرص والنيل من الآخرين.

من العبث أن نطلب من الناس أن: أحبوا بعضكم بعضاً، ونَقّوا أنفسكم من الأدران.. الأجدى والأنفع أن نطهّر المجتمع، ونحسّن التربة، ونجتث الأسباب التي تقود إلى الظواهر البشعة والضارة بالفرد والمجتمع، ومن أهمها: جشع التملك، الذي يتعارض مع جوهر الشخصية الإنسانية، التي كانت في طفولتها الأولى، بعيدة عنه، فكلما ازداد حُب التملك لدى الناس، قلت لديهم فرص تحقيق إنسانيتهم، وتعاظمت عندهم رهبة الموت.

متى نصل إلى يوم نقول فيه لمن نحب: إننا نقدر فيك، أيها الصديق، أيتها المرأة، أيها الأخ، (يا مثلي في اﻷخلاق، وشريكي في الإنسانية) نبل موقفك وإخلاصك في علاقاتك، ونجاحك في مساعيك، وجديتك في العمل، ومسؤوليتك نحو الآخرين بالحماس نفسه المدوي عندما نتحدث عن عيوب ونواقص هذا الصديق أو الأخ، (ومتى نرى الخشب في أعيننا، قبل أن نرى القذى في أعين المقربين منا)؟!

متى نفرح لإنجازاتهم وكأنها مكاسب شخصية لنا، وليست عوائق أمام تقدمنا؟ فالذي لايبتهج لمنجزات غيره، من الصعب أن يلامس حقيقة الفرح. ومتى نخرج من دوامة المكاسب الصغيرة التي نغوص في مستنقعها، فتجرنا إلى زيفها، وتجرفنا مع تيارها؟ متى تعي الضحية أنها مسؤولة عن مصيرها، بقدر وعيها وثقافتها وترفعها وإدراكها لمكوناتها الفردية والاجتماعية، لأنه من المستحيل الفصل بين الفردي والاجتماعي في بنية الشخصية الإنسانية
مع تحيات
· الناشري محمد احمد العبد الفقير إلى الله

الهودج
25-07-2018, 01: PM
تقبل شكري.....

المهابي
30-07-2018, 10: AM
عساك على القوه

المنذر
30-07-2018, 10: AM
دمت بووووود....

المراسل
02-08-2018, 09: PM
دمت بووووود.....

المعلمي
03-08-2018, 03: PM
عساك على القوه

المهند
06-08-2018, 11: AM
بالتوفيق.....