المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : حكمت المحكمة..!! مسرحية من مشهد واحد



الاديب
10-10-2018, 01: AM
حكمت المحكمة..!!
👈من وحي الروايات الأصمعية👉
بقلم :غازي أحمد الفقيه
✍:إثر همهمات متداخلة وجلبة ارتفعت فيها أصوات
المراجعين بين يدي حراس مدخل المحكمة.!
دلف الى قاعة فض المنازعات المكتظة بالمتخاصمين
وهو يتأبط حجرا عتيقا بدت جوانبه من تحت ردائه
المهتريء رغم حرصه على إخفائه ،واخذصاحبنا
يتمتم بكلام غير مفهوم وهو يتجه نحوي.!
وعندما انتهى به المقام إلى جواري تأوه بصوت
مسموع جعل عيون من حولنا ترقبنا باندهاش
ثم رمى بجسده المتعب على المقعد البائس الذي
فقد إحدى قوائمه وكادصاحبنا أن يقع هو وحجره
في أحضاني.!وكدت انفجر ضاحكا لولا رهبة المكان
فساعدته على الاستواء
في مقعده في الوقت الذي ظلت يد صاحبنا اليسرى
متشبثة بذلك الحجر الغريب..!!
ابتسمت في وجهه ثم ربت على كتفه وخاطبته :
يا أخا العرب..؟! أجابني وهو يتفرس ملامح وجهي:
جميل أن تخاطبني بهكذا نداء..!!
تأملته فإذا هو شاحب الوجه تتدلى ظفائرشعره
المجعد على منكبيه بتلقائية بدائية لم تعرف
الأمشاط و(الاسششوار).! ودققت النظرفي
صفحتي خديه القمحيتين فإذا الدموع قد
حفرت لها أشطانا في بقايا وجنتيه..!!
قلت ماقضيتك..؟
قال: بعد أن دارت كفه اليمنى دائرة كاملة حول الحجرالذي
يحمله.! انظراليه إنه دليلي الوحيدعلى صدق الدعوى
التي رفعتها إلى فضيلة قاضي محكمتكم..!!
قلت: دعوى ضد من..؟!
اعتدل في جلسته ثم قال: ألم تسمع (بسيد العشاق)
الذي مات مقتولا..؟!
قلت: كلا ياصاحبي وأردفت ..ذهب زمن العاشقين ..
وطوت صحائف الأدب العربي وغيره ذلك الزمن الجميل..!
قال: مؤكدا..سيد العشاق جدي وقاتله
مدلل الأدب العربي.!!
قلت : مندهشا..من تقصد.؟
قال: ساخرا..الأصمعي.!
قلت :الأصمعي ..الأصمعي..ليس غيره..
قل غير ذلك ياهذا..؟!
تململت في مقعدي حيرة واستنكرت أذناي
ماسمعت وعدت أتأمل الرجل من جديد. وداهمني
شك في قوى الرجل العقلية
وفي صحة ما قاله آنفا..وقطع حيرتي نداء
كاتب فضيلة القاضي بصوت أجش..
(صاحب القضية رقم 215 ).!!
ينهض صاحبي ويتقدم تجاه منصة القاضي رافعا
عقيرته بصوت يسمعه كل من في القاعة :يال السخرية..!؟..حتى رقم قضيتي
العادلة هو نفسه سنة وفاة قاتل جدي..؟؟!
القاضي: بعد اثني عشر قرنا من الزمن تأتي ياهذا وتدعي بأن (الأصمعي) قتل جدك..سيد العشاق كما تقول.!!
المدعي: ذاك سيدي ميراث ورثته أبا عن جد ولن
أفرط فيه حتى تأخذ العدالة مجراها..!
القاضي: طالبناك بشهود وفي كل مرة تتعلل
بان لديك سيدالأدلة دليل الأدانة فهل أحضرته هذه المرة.؟!
المدعي: جئتك سيدي باعتراف الأصمعي نفسه
وموقعا منه..!!
الحاضرون: في دهشة واستغراب..وعلا الهرج
والمرج..ويرتفع صوت أحدهم: وهل عاد الأصمعي
للحياة من جديد ياقوم..؟!!
المدعي: بصوت حازم ..لا تعجبوا..هاهو دليلي..
ويضع الحجر الذي يتأبطه عند
دخوله قاعة المحكمة بين يدي القاضي ويقول:
اقرا فضيلة القاضي ما سطره الأصمعي
على جوانب هذا الحجر..!!
القاضي: يقرأ بصوت يسمعه الجميع..والحاضرون
في وجوم..!!
(كنت يوما أسير في البادية إذ مررت بححر
مكتوب عليه هذا البيت من الشعر:
أيا معشر العشاق بالله خبروا....
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته:
يداري هواه ثم يكتم سره.......
ويخشع في كل الأمور ويخضع
ويواصل القاضي قراءته والصمت يخيم على القاعة.!
ويقول الأصمعي عدت في اليوم الثاني
فوجدت مكتوبا تحت بيت الشعر الذي
كتبته بيت الشعر التالي:
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع.....!!
فكتبت تحته:
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره.....
فليس له شيء سوى الموت أنفع..!!
ثم عدت في اليوم الثالث يقول الأصمعي
فوجدت الشاب ميتا..!؟
فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.
المدعي: أرأيت أيها القاضي ..يقتل الأصمعي
جدي ويحوقل عليه.؟!!
القاضي: دعني أكمل ياهذا
يقول الأصمعي: إن الشاب فد كتب قبل موته آخر بيت له:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا..... . ...
سلامي على من كان للوصل يمنع..!!
الحاضرون :بصوت واحد..إنا لله وإنا لله راجعون..!!
القاضي: ياصاحب الدعوى ..يا أيها الكاتب..
..يسود الصمت قاعة المحكمة..انتظارا للنطق بالحكم .
حكمت المحكمة بعد قناعتنا بدليل الإدانة (غيابيا)
على المتهم(أبي سعيد عبدالملك بن قريب الباهلي..
المولود في البصرة عام 122 والشهير بالأصمعي .
بالسجن المؤبد.مع وقف التنفيذ نظرا لوفاة المتهم..!!
الكاتب: رفعت الجلسة..!!
المدعي: يحيا العدل..يحيا العدل...
وينخرط في نوبة بكاء طووووويلة....!!!
مسرحية من مشهد واحد .
وكتبها: غازي أحمدالفقيه

المهند
10-10-2018, 06: PM
شكر على الابداع

الهودج
14-10-2018, 09: PM
دمت بووود....

المنهل
14-10-2018, 09: PM
تقبل مرووري...