المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : هل أعـتذر لإبـنـي



برنس2009
24-06-2009, 02: PM
هل أعـتذر لإبـنـي
أثناء تقديم احد الاساتذة لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظ الاستاذ ان هناك رجلاً قد تغير وجهه، ونزلت دمعة من عينه علي خده، وكان الاستاذ وقتها يتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم، وخلال فترة الراحة جاءه هذا الرجل وحدث الاستاذ على الانفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟ قال الاستاذ له : لا والله ! فقال: إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي، ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه فاسدة، كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه، فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل، ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟
هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة ؟ وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟
قال الاستاذ له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد، وإن ما عمله ابنك خطأ ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيماً في سلوكه، فرد عليه الرجل قائلاً: أنا أبوه أعتذر منه؟ نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه!
قال الاستاذ: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما علي المخطئ أن يعتذر، فلم يعجبه كلامه، وتابعة الدورة وانتهي اليوم الأول، وفي اليوم الثاني للدورة جاءة الرجل مبتسماً فرحاً ففرحة الاستاذ لفرحه، وقال له: ما الخبر؟
قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت ورمي رأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه. ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل، فإني لن أعصيك أبداً .
وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة،
نعم إن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً، بل إن النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم في إحدى الغزوات كان يساوي بين الصفوف، فوضع عصاه في بطن أحد الصحابة ليساوي وقوفه مع بقية الصف، فطلب هذا الصحابي أن يقتص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي فعلته، فكشف النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن بطنه وأعطاه العصا ليقتص منه، ولكن الصحابي انكب علي بطنه يقبله، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم: لم فعلت ذلك. فقال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك، واستشهد الصحابي في تلك المعركة .
إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ، وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر..
هذا ما كان يقوله الاستاذ في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصدقاءة وكان تعليقاً على كلامه ان هناك قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك، فوقع الكتاب خطأ علي وجه الطفل وجرحه جرحاً بسيطاً، فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا، فلما ذهب به إلي غرفة الطوارئ في المستشفي لعلاجه وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح؟ يقول: كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني، ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح .
ثم قال صاحب القصةً، أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه...
فالإعتراف بالخطأ والإعتذار لا يعرف صغيراً أو كبيراً أو يفرق بين أب وابن.
http://www.shattalarab.com/vb/images/smilies/smiles/smiles/newsmile/6.gif




_________

http://www.shattalarab.com/vb/image.php?u=23495&type=sigpic&dateline=1241862249برنس2009
م/ن

البرضاوي
24-06-2009, 05: PM
بارك الله فيك موضوع جميل ومفيد
حفظك الله

الغريب
24-06-2009, 06: PM
موضوع رائع بارك الله فيك أخي على مواضيعك الرائعة دائماً

حربيه والفخرليه
25-06-2009, 02: AM
نعم إن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً
ويجب على من يخطىء إن يعتذر لمن أخطىء
في حقه سواءكان كبيرا ام صغيرافا لإعتذار يصفي
النفوس ويحسسه انه مهم عند هذا الشخص
مشكور أخوي وبارك الله فيك ويعطيك الف عافيه

أبو صقر
25-06-2009, 03: AM
ألف شكر اخي برنس 2009 موضوع جميل ومفيد.......

البسمة
25-06-2009, 04: AM
إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ، وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر..

في جميع الأحوال يظل الأب رائع مهما كانت عيوبه فالحياة بلا أب ضياع

فالأب عظيم بكبريائه وتواضعه وفي جميع حالاته

بارك الله فيك أخي برنس2009 على هذا الطرح الرائع والله يعطيك العافية