المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : غادة الجنوب تبحث عن منقذ للسفن الإيطالية



الكناني
16-07-2008, 09: PM
الـقـيـزخـانـة.. صمدت 200 عام
غادة الجنوب تبحث عن منقذ للسفن الإيطالية

من صحيفة عكاظ

نعمت القنفذة كغيرها من مدن ومناطق المملكة بإشراقة العهد السعودي الميمون وشملها مثل غيرها نعيم الامن والإستقرار والرخاء ونشطت بها الحركة التجارية والعمرانية والعلمية والثقافية والأدبية وظهرت على الخارطة كمعلم هام وميناء مهم وحمل اسمها احد شوارع مكة المكرمة كما اطلق اسم (زاوية القنفذة) التي تقع كجزء من ارقى مواقع النشاط التجاري في وسط جدة . بقيت هذه المدينة محافظة على نقائها وصفائها وأصالتها وطيبة اهلها منذ أول ولائها للعهد السعودي في عام 1343هـ تقريبا الى يومنا هذا وكان اول امير عين للقنفذة في عهد الملك عبدالعزيز –رحمه الله- اسمه سعد المبروك في حدود عام 1343هـ تقريبا وخلفه الأمير صالح العلي في حدود عام 1352 هـ ثم خلفه الأمير السديري ثم الأمير فهد بن زعير ثم الأمير عبدالعزيز بن ابراهيم آل ابراهيم ثم الأمير عبدالله المحمد (رحمهم الله جميعا) وأول قاض عين بالقنفذة في عهد الملك عبدالعزيز هو القاضي الشيخ عبدالقادر كمال ثم خلفه الشيخ حامد عطي ثم الشيخ الحديثي وكانت بداية ادارة التعليم معتمدية معارف القنفذة عام 1376هـ وفي جمادى الأولى عام 1378هـ تحولت إلى إدارة تعليم وكل ذلك كان في بداية تنعم مدينة القنفذة بظلال دوحة الأمن والرخاء والإستقرار السعودي الزاهر. اشارت بعض المصادر الى ان مدينة القنفذة لم تكن شيئا مذكورا الا بعد ان بدأت مدينة حلي بن يعقوب في الإضمحلال فبدأت القنفذة تتبوأ مقعدها على الخارطة وهناك من يرى او يعتقد بأن الراحلين من مدينة حلي بن يعقوب هم الذين استوطنوا القنفذة كما مر معنا وهي ليست جزيرة وإن كانت قديما تشبه شبه ( الجزيرة ) كون القسم الشمالي من وادي قنونا كان يمر من شمال مدينة القنفذة والقسم الجنوبي يمر من جنوبها وفي حالة المد البحري ينساب ماء البحر مع مجريي الواديين ويختفي ماء البحر في حالة الجزر الا انه بعد ان توسعت مدينة القنفذة عمرانيا فقد تجاوز المد العمراني هذين المجريين شمالا وجنوبا واصبحا في احضان المدينة بعد ان قامت بلدية القنفذة بوضع الحواجز الخرسانية للمجريين كما انشأت جسورا مسلحة للعبور من فوقهما واستغلتهما كمنظر جمالي فجعلت منهما خليجين صناعيين يحتضنان البلد القديم كما عملت البلدية على تسهيل تدفق مياه البحر عبر هذين المجريين من خلال صيانه فنية هندسية متطورة فأضفيا على المدينة منظرا سياحيا خلابا وجمالا بحريا رائعا حتى يخيل للرائي لمشهد البحر وكأنه عملاق ازرق يمد ذراعيه ليقبل رأس فتاته الجميلة غادة الجنوب .
احياء وحارات
كانت مدينة القنفذة مكونة من قسمين رئيسيين كبيرين غربي وشرقي كل قسم يضم عددا من الحارات والأحياء الصغيرة ويفصل بين القسمين مجرى الماء الذي يعرف اليوم بالبحيرة وبداية إمتداد القسم الغربي من الجنوب الى الشمال تبدأ من مبنى الطاحونة الأثري الذي لا يزال قائما الى يومنا هذا الى بحر الحربي الذي يقع فيه اليوم سوق شعبي ويمتد من الغرب الى الشرق من موقع قيادة حرس الحدود بالقرب من الميناء القديم الذي كان يعرف بإسم الصقالة وهو الميناء البحري الذي لايزال قائما الى الآن وينتهي العمران شرقا على الحافة الغربية لمجرى البحيرة المقام عليه اليوم شارع الملك فيصل, ويضم هذا القسم الحارة اليمانية التي تسكنها العديد من الاسر من أهل مدينة القنفذة وتوجد في ذلك القسم مقبرة للأطفال تسمى مقبرة ابو سريع وهي مسورة ومغلقة ولم يعد يدفن فيها احد . والحارة الشامية التي تضم الناعمية والطوالبة وكانت توجد منطقة تقع شمال شرق القسم الغربي تعرف بإسم (الماقفة ) وتوجد بهذه المنطقة جميع المستلزمات الضرورية التي كانت تسوق لمدينة القنفذة من الحبوب والتمور والحطب والزيت والسمن البري وخوص الطفي والحبال والقطران , وكان يوجد في الموقع المذكور مبنى يسمى (البنقلة) وهو معد لبيع الأسماك ومزود بدورات المياه، وكان يوجد بالقرب منه حوض كبير للمياه مزود بعدد من الصنابير يستعمل لسقيا الناس والمواشي كالجمال التي تجلب عليها المواد المسوقة وقد قامت البلدية في حدود عام 1401هـ تقريبا بهدم مبنى البنقلة واستبداله بسوق الأسماك الذي كان يقع جنوب المدرسة السعودية الذي ازيل مؤخرا وانشئ بدلا عنه سوق الأسماك الحالي الواقع بالقرب من الميناء البحري . وقد اقيم في موقع الماقفة والبنقلة القديم مقهى ومحل ملاهي ثم تحول اخيرا الى حديقة عامة وهي الحديقة التي تقع شمال الجسر الخرساني الذي يلتقي بالقرب منه شارع الهاتف بشارع الملك فيصل جنوب مبنى المحافظة القديمة .
اما القسم الشرقي وهو وإن كان اقل مساحة آنذاك من القسم الغربي الا انه لايقل عنه اهمية من حيث عدد الحارات والمباني والسكان الا ان اغلب ساكنيه ممن قدموا من القرى المجاورة، وكان يمتد من الغرب الى الشرق من الحافة الشرقية لمجرى البحيرة ومن الجنوب يمتد من شمال مقبرة الحكمي الواقعة غربي سوق السوري الى الحافة الجنوبية لمجرى وادي قنونا الذي يصب في البحيرة اليوم وكانت هناك بعض البيوتات من القش توجد شمال مجرى السيل لكنها قليلة جدا ومحصورة .
بدايات المد العمراني
في مطلع عام 1398هـ ظهرت بادايات المد العمراني بمدينة القنفذة فقامت الحارة الشرقية الواقعة غرب مقر الدفاع المدني الحاضر وقام الحي الغربي المعروف بحي الشاطئ ثم زحف العمران شمالا متجاوزا بحر الحربي الى المستشفى العام ثم واصل زحفه اخيرا حينما قامت احياء الخالدية ولازال الزحف مستمرا شمالا حيث تم توزيع منح في مخطط الشاطئ الواقع غرب الثعالبة وكذلك مخطط جنوب القنفذة .
يقول المؤرخ والباحث الشيخ حسن الفقيه : تعتبر مدينة القنفذة من الموانئ المهمة على الساحل الغربي بالمملكة, وقد عاشت هذه المدينة حياة تجارية وحضارية خلال القرون الخمسة الماضية , لعبت خلالها دورا مهما في الحياة العامة بتهامة الحجاز فكانت بحكم موقعها بابا بحريا للمنطقة التهامية والسروية التي تتدلى جبالها من الشرق كما كانت مدخلا جنوبيا للتجارة وحجاج اليمن والهند إلى مكة المكرمة في فترات من تاريخها .
واضاف قائلا : يعود تاريخ نشأة بعض تلك المدن – الساحلية – البحرية ( كلويكة كوم ) و( والجر) و ( جده ) و ( الشعيبة ) إلى ما قبل الاسلام وظهر بعض آخر منها في العصر الإسلامي وإن كان لايعرف على وجه التحديد أوالضبط التاريخ الذي قامت فيه كل منها , لكن بعض المدن البحرية التي قامت في العصر الإسلامي يمكن معرفة الحقبة التاريخية التي نشأت فيها على وجه التقريب ومن تلك المدن مدينة القنفذة التي نحسبها قامت على حياة هذا الميناء أو المرسى الطبيعي وانبعثت نواتها على شاطئه منذ حوالى القرن الثامن الهجري غالبا .. وليس معنى ذلك ان هذا الميناء أو المرسى الطبيعي الذي قامت بجواره القنفذة لم يستعمل لرسو السفن إلا في ايام حياتها , بل نعتقد انه كان مرسى طبيعياً موجوداً على هذا الساحل قد استخدمه منذ اقدم الأزمنة رواد البحر من اصحاب سفن الصيد والتجارة التي كانت تجوب مياه البحر الاحمر وترتاد شواطئه سواء للاستقرار في بعض مواقعه الجغرافية كالجزيرة التي تظلله من الغرب أو الجزيرة الاخرى القريبة منه , أو للجوء إليه عند هبوب العواصف والإستكنان في مياهه الهادئه .
المعالم الأثرية
يقول عبدالرحمن حلواني احد المهتمين بتاريخ القنفذة ان مبنى الطاحونة «القلعة» من اقدم المباني التاريخية في المحافظة والذي بقي حتى الان صامدا رغم الظروف البيئية التي تشهدها مدينة القنفذة دون ان يحظى باهتمام من قبل هيئة حماية الاثار من اهم المعالم الأثرية وقد انشئ واستعمل لطحن الحبوب بمحرك كان يعتمد على الأشرعة والهواء وهو مبنى دائري الشكل يبلغ قطره سبعة امتار وارتفاعه مثل ذلك وكان يستخدم الى وقت قريب لتخزين مواد الوقود كالكيروسين والبنزين والزيت التي كانت تمون به سيارات البريد بين مكة وجدة والقنفذة وجيزان واطلق عليه مؤخرا اسم (القيزخانة).
ويذكر انه قد مضى على بنائه مدة تزيد على مائتي عام , ولعل ذلك عائد الى قوة بنائه وضخامة احجاره وشكله الإسطواني الذي ساعده على مقاومة العوامل الطبيعية كالرياح والعواصف والأمطار .
كذلك تعتبر المخازن التجارية الحجرية التي اصبحت اليوم مهجورة نوعاً من الآثار والمعالم القديمة التي تدل على ان مدينة القنفذة تضرب بجذورها في اعماق القدم التاريخي .
دعم المتاحف
أوضح مدير وحدة الآثار ومتحف القنفذة الحسين بن حسن الفقيه بأن وكالة الوزارة للآثار والمتاحف قد دعمت وحدة المتحف بتسوير المواقع الأثرية القديمة ووضع لوحات إرشادية عليها , وأضاف الفقيه شهدت الفترة الأخيرة توجه الكثير بالاهتمام بالآثار والمقتنيات القديمة والبحث المستمر والوعي ملحوظ في الجانب الأثري ولكن المعاناة تكمن في وجود متحف بدون وجود جهات راعية لإقامة مهرجانات للتراث والآثار .
ولفت الفقيه بأن محافظة القنفذة بها العديد من المواقع الاثرية المميزة وعلى سبيل المثال لا الحصر قرية عشم والتي عرفت بالسابق كأشهر مكمن لمعدن الذهب في الجزيرة العربية, كما ورد ذكرها في معجم البلدان ومعجم الحموي وكانت بها العديد من النشاطات أما الآن فقد باتت عبارة عن آثار لماض عتيق, وقال الفقيه بأن وحدة الآثار بالقنفذة تشرف على مواقع أثرية عده مثل قرية عشم الاثرية ومدينة حلي بن يعقوب وقلعة العيينة بحلي وحصون الشريف بركات بوادي الاحسبة ومبنى الطاحونة الاثرية بمدينة القنفذة وبقايا السفن الحربية العثمانية في مياه شواطئ القنفذة وحيلة المقاعدة بوادي يبه والمباني والمقابر الأثرية بقرية مشرف بوادي يبه وجزر جبل الصبايا بالبحر الأحمر وسوق حباشة التاريخي بوادي قنونا والذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين أثناء تجارته لزوجته خديجة رضي الله عنها.
وأشار الفقيه بان متحف القنفذة يحوي العديد من القطع الاثرية النادرة جدا كنقوش حجرية شاهدية ومدفع قديم وغليون ومسرجة وقدر مصنوع من الحجر الصابوني بالاضافة إلى الأركان الموجودة في المتحف والتي تحوي أدوات زينة وملبوسات قماشية ومصنوعات فخارية وركناً للاسلحة القديمة المتنوعة وركناً لأدوات الزراعة والعملات والوثائق (مخطوطات – كتب قديمة – صور).
وعن التطلعات قال الفقيه نتطلع إلى إقامة مبان على الطراز المعماري الذي كان سائدا في محافظة القنفذة والذي كان يبنى من الحجر البحري الجيري والذي يطلق عليه مسمى ( المنقبي ) والذي اختفى في الفترة الحالية , وكما نتطلع إلى استخراج السفن الايطالية الغارقة أمام شواطئ القنفذة والتي تم إغراقها من قبل القوات العثمانية أثناء محاوله إمبراطورية ايطاليا الاستيلاء على شواطئ البحر الأحمر الشرقية لتوسيع نفوذها آنذاك وهي موجودة منذ ما يزيد على 150 عاماً .
وطالب الفقيه بأهمية مشاركة القطاع الخاص في إقامة مهرجانات تراثية لإبراز الجوانب التراثية في محافظة القنفذة خصوصا في مواسم الإجازات ليقضي سكان القنفذة والزائرون اوقاتا مفيدة .

قبائل قوز بلعير

ورد في الحلقة الثانية ما ذكرته احدى المصادر المغلوطة ان من قضاء قبائل القنفذة قبيلة بلعير حيث ذكر ان اميرها كان علي بن مديني وورد خطأ في المعرفين شعوان وعمر بن شيبة بينما اتضح ان عمر بن شيبة وشعوان هما احد اطراف قبائل النواشرة التابعين للشيخ احمد بن خيرة حيث ان مشايخ قوز بلعير هم علي بن مديني وبيطلي واحمد بن خيرة. ونعتذر لمشايخ وقبائل النواشرة عن هذا الخطأ غير المقصود الذي خالف الحقيقة في تاريخ قبيلتهم0

الرادار
16-07-2008, 11: PM
مشاركة رائعة اخي الكناني يعطيك العافية

العيسي
17-07-2008, 02: PM
روعة الله يوفقك

النبراس
20-07-2008, 04: PM
وفقك الله

الساهر
26-07-2008, 07: PM
بارك الله فيك

الكناني
07-09-2008, 06: AM
اشكر كل من مر على موضوعي

المهاوي
15-09-2010, 08: AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو صقر
15-09-2010, 12: PM
وفقك الله ........