النبراس
23-10-2009, 05: PM
صحيفة المدينة
الرحلة السُّبيِّلِيَّة.. تأصيل الوفاء في حضرة الثقافة!
محسن علي السهيمي
مع سويعات الأصيل وفي بهو فندق (قرية البحر) عند مصب أحد فرعي دلتا وادي (قنونا) في البحر الأحمر، ومع عودة النوارس تشاهد حركة دؤوبة لا تهدأ وترى وجوهًا مألوفة تعرفتَ عليها عبر صفحات الفكر والإبداع. تطوف ببصرك في بهو الفندق فترى الدكتور عبدالمحسن القحطاني والدكتور يوسف العارف وعبدالله التعزي وعايض القرني ونبيل زارع وسعيد النغيص.. إذًا أنت في حضرة نادي جدة الأدبي الثقافي، لم ينته المشهد بعد فهنا الدكتور أحمد الزيلعي وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الثقافية بالقنفذة، الحديث يدور حول هموم الثقافة وتاريخ القنفذة التي -وبحسب المؤرخ غازي الفقيه- تأسست محكمتها الشرعية عام 1334هـ ومدرستها السعودية عام 1349هـ وبلديتها عام 1352هـ كثاني بلدية في المملكة، ويدور الحديث أيضًا حول محاضرة الليلة للدكتور الزيلعي التي ستقام على مسرح الكلية الجامعية. لكن الحديث الأكثر إثارة كان حول رحلة ضيف اللجنة الكبير وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل من الرياض إلى القنفذة والذي تقرر أن ينزل في مطار الباحة الخامسة عصرًا حيث كان في استقباله مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي وفق ما ذكر لي رئيس النادي الأستاذ أحمد المساعد ونائبه الأستاذ حسن الزهراني. ها قد غابت شمس الأربعاء ليأتي الخبر بأن سماء الباحة الغائمة أبت أن تفتح لطائرة الضيف فرجة لتهبط، فغيرت وجهتها إلى مطار جدة لتتضاعف المدة الزمنية لوصوله إلى القنفذة! وكأني بأعضاء نادي الباحة لم يتمنوا أن السماء كانت صافية مثل ما تمنوها في تلك اللحظات. الساعة التاسعة والنصف ومحافظ القنفذة، وكبار شخصياتها، ومثقفوها يترقبون قدوم ضيفهم، وما إن اقتربت عقارب الساعة من العاشرة حتى دلف الضيف بكل بهائه وتواضعه وحيويته وكأنه ما جاء من سفر! لتبدأ ليلة من أجمل الليالي الثقافية في مسيرة القنفذة بحفل خطابي وعرض ضوئي موجزين، ثم كانت محاضرة الدكتور الزيلعي عن (الملك سعود في ذاكرة أهالي محافظة القنفذة) عندما زارها عام 1374هـ وكم كانت دهشة المثقفين كبيرة وهم يسمعون حقائق وأرقاماً لأول مرة عن تلك الزيارة وما حفلت به وما تلاها من مشاريع الخير والنماء، ولم تنقضِ دهشة المثقفين حتى ارتجل الدكتور السبيل كلمة صفقوا لها كثيرًا لما حملته من بلاغة وبيان، وفيها أشاد ووعد وشكر، وكانت مداخلات المثقفين أمسية لوحدها إلا أن مداخلة الدكتور العارف (مشرف لجنتنا الثقافية) كانت فارقة حين قال إن هذا الوليد (اللجنة) قد شب عن الطوق ويريد الاستقلال بنادٍ أدبي، وعند الواحدة بعد منتصف الليل تفقد سعادة الوكيل المكتبة العامة بالقنفذة وخرج برأي حاسم حين أكد أن مبناها يصلح أن يكون مخزنًا وليس مكتبة أو مقرًّا للجنة. وفي الواحدة والنصف عُقدت جلسة مغلقة ضمت سعادته وأعضاء نادي جدة وأعضاء اللجنة بحضور الدكتور صالح معيض الغامدي حتى الثانية والربع، هنا أشفق الجميع على صحة الضيف وقالوا إن موعدنا غدًا العاشرة صباحًا ليردَّ بأنه لم يأتِ لينام وسوف يكون جاهزًا في وقت مبكر! ألم أقل لكم إنها ليلة ليست كبقية الليالي في مسيرة القنفذة؟ ليلة حفُلتْ بالفكر وتمخطرت في بُردة الثقافة وحلقت في سماء الإبداع.والسؤال: مَن غيَّب كل هذا الألق عنها طوال الفترة الماضية؟
همسة: أكرمني الأستاذ قينان بالاتصال بي شاكرًا على مقال الأسبوع الماضي، والشكر موصول لسعادته.
القنفذة ... ثقافة
محسن علي السهيمي
القنفذة (المدينة) عُرفت أول ما عُرفت في مطلع القرن الثامن الهجري وكانت تُسمى (البندر) وسُمِّيت أيضًا (قنونا) نسبة للوادي المتحدِّر من الجبال الشرقية في العرضيتين حيث تقع بين دلتا ذلك الوادي الخصيب. تزخر المحافظة بالعديد من المواقع الأثرية التي من أشهرها – قرية عشم بالمظيلف وسوق حباشة بالعرضية الشمالية كما أثبت ذلك ابن المحافظة الباحث الأستاذ حسن الفقيه، بالإضافة لذلك ففيها بلدة – حلي – التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته باسم – علي بن يعقوب – لن أستطرد في تاريخ وآثار المحافظة إنما كانت هذه إلمامة بسيطة ندلف منها إلى عنوان المقال (القنفذة ... ثقافة). ليس من قبيل المبالغة إن قلتُ إن ابن محافظة القنفذة شاعر بطبعه وذو مشاعر متدفقة يتلمس مواطن الجمال وتستثيره الأمواج، ويطرب لهزيم الرعود. لقد تشكَّل ابن محافظة القنفذة وفق معطيات الطبيعة ونمط الحياة فالبحر بخيراته وأمواجه والسَّهل بامتداده والبرُّ بخضرة نباته والجبل بسحائبه الممطرة وشموخه تتقاطع جميعها في شخصية ابن محافظة القنفذة ليكُونَ المُخرَجُ لوحةً فسيفسائية تجسدها ثقافة ابن المحافظة التي تندلق من شعور صادق وتتشكَّل في فكر ناضج ورغبة للمعالي جامحة وشاعرية متدفقة وخيال خصب وإبداع لا متناهٍ، من هنا كان ابن المحافظة تواقًا لكل جديد ، شغوفًا بما يُنمي ثقافته ويُثري فكره، ولهذا جاب وطنَه طولاً وعرضًا وارتحل في البلدان ينهل من معين الثقافات المتباينة ويطلب العلم وينشد مسالك الترقي فانعكس ذلك على المحيطين به فسلكوا مسلكه حتى غدا ابن محافظة القنفذة ذا شأن في كل موقع، ولن أزيد على المرحوم الوزير محمد سرور صبان، والشيخ الدكتور علي الحذيفي، والدكتور أحمد الزيلعي، والدكتور عوض القوزي والأستاذ إبراهيم علي الفقيه والأستاذ علي خضران القرني وغيرهم الكثير. وتحت إلحاح المكوِّن الطبيعي لابن المحافظة غدت الثقافة هاجسًا لا يمكن التخلي عنه فكان لابد من مظلة تجمع النُّخب الثقافية وتوجه الحراك الثقافي في المحافظة؛ لذا خاطب مثقفوها وزارة الثقافة والإعلام في عهد وزيرها السابق بمؤازرة وكيل الوزارة الدكتور عبدالعزيز السبيل لافتتاح نادٍ أدبي فأثمرت جهودهم عن ولادة (اللجنة الثقافية بالقنفذة) تحت مظلة (النادي الأدبي الثقافي بجدة) الذي آزرها بكل جهد، فمارست أنشطتها منذ سنة ولَّتْ بعدد من الفعاليات الثقافية، مما أدى إلى انبعاث مواهب عديدة من تحت رماد النسيان متجهة إلى اللجنة بفعل جاذبية الثقافة تطلب عضويتها أو رعاية مواهبها، ومع هذا فاللجنة تتطلع للأفضل دائمًا، وكوني عضوًا فيها فليس سرًّا إن قلتُ إن الدورة القادمة سوف تحفل بإذن الله بما يروِّي عطش مثقفي المحافظة للإبداع. وهنا نُفسِح المجالَ لمثقفي القنفذة ليسطروا رسالة فياضة بألوان الأمل ويضعوها بين يدي -وزيرٍ شاعرٍ مثقفٍ- مفادها أن مثقفي القنفذة ينتظرون بُشرى قريبةً بـ(نادي القنفذة الأدبي) بإمضاء معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة.
مجسمات تراثية بثريبان
العرضية الجنوبية - عبد الله الرزقي:
نفذت بلدية ثريبان عددا من المجسمات التراثية التي تمثل نموذجا للتاريخ والتطور العمراني في العرضيتين. وأوضح رئيس البلدية المهندس فايز الشهري أن الشعار الجديد مستوحى من الهوية التراثية العمرانية لتهامة العرضيتين.
الرحلة السُّبيِّلِيَّة.. تأصيل الوفاء في حضرة الثقافة!
محسن علي السهيمي
مع سويعات الأصيل وفي بهو فندق (قرية البحر) عند مصب أحد فرعي دلتا وادي (قنونا) في البحر الأحمر، ومع عودة النوارس تشاهد حركة دؤوبة لا تهدأ وترى وجوهًا مألوفة تعرفتَ عليها عبر صفحات الفكر والإبداع. تطوف ببصرك في بهو الفندق فترى الدكتور عبدالمحسن القحطاني والدكتور يوسف العارف وعبدالله التعزي وعايض القرني ونبيل زارع وسعيد النغيص.. إذًا أنت في حضرة نادي جدة الأدبي الثقافي، لم ينته المشهد بعد فهنا الدكتور أحمد الزيلعي وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الثقافية بالقنفذة، الحديث يدور حول هموم الثقافة وتاريخ القنفذة التي -وبحسب المؤرخ غازي الفقيه- تأسست محكمتها الشرعية عام 1334هـ ومدرستها السعودية عام 1349هـ وبلديتها عام 1352هـ كثاني بلدية في المملكة، ويدور الحديث أيضًا حول محاضرة الليلة للدكتور الزيلعي التي ستقام على مسرح الكلية الجامعية. لكن الحديث الأكثر إثارة كان حول رحلة ضيف اللجنة الكبير وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل من الرياض إلى القنفذة والذي تقرر أن ينزل في مطار الباحة الخامسة عصرًا حيث كان في استقباله مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي وفق ما ذكر لي رئيس النادي الأستاذ أحمد المساعد ونائبه الأستاذ حسن الزهراني. ها قد غابت شمس الأربعاء ليأتي الخبر بأن سماء الباحة الغائمة أبت أن تفتح لطائرة الضيف فرجة لتهبط، فغيرت وجهتها إلى مطار جدة لتتضاعف المدة الزمنية لوصوله إلى القنفذة! وكأني بأعضاء نادي الباحة لم يتمنوا أن السماء كانت صافية مثل ما تمنوها في تلك اللحظات. الساعة التاسعة والنصف ومحافظ القنفذة، وكبار شخصياتها، ومثقفوها يترقبون قدوم ضيفهم، وما إن اقتربت عقارب الساعة من العاشرة حتى دلف الضيف بكل بهائه وتواضعه وحيويته وكأنه ما جاء من سفر! لتبدأ ليلة من أجمل الليالي الثقافية في مسيرة القنفذة بحفل خطابي وعرض ضوئي موجزين، ثم كانت محاضرة الدكتور الزيلعي عن (الملك سعود في ذاكرة أهالي محافظة القنفذة) عندما زارها عام 1374هـ وكم كانت دهشة المثقفين كبيرة وهم يسمعون حقائق وأرقاماً لأول مرة عن تلك الزيارة وما حفلت به وما تلاها من مشاريع الخير والنماء، ولم تنقضِ دهشة المثقفين حتى ارتجل الدكتور السبيل كلمة صفقوا لها كثيرًا لما حملته من بلاغة وبيان، وفيها أشاد ووعد وشكر، وكانت مداخلات المثقفين أمسية لوحدها إلا أن مداخلة الدكتور العارف (مشرف لجنتنا الثقافية) كانت فارقة حين قال إن هذا الوليد (اللجنة) قد شب عن الطوق ويريد الاستقلال بنادٍ أدبي، وعند الواحدة بعد منتصف الليل تفقد سعادة الوكيل المكتبة العامة بالقنفذة وخرج برأي حاسم حين أكد أن مبناها يصلح أن يكون مخزنًا وليس مكتبة أو مقرًّا للجنة. وفي الواحدة والنصف عُقدت جلسة مغلقة ضمت سعادته وأعضاء نادي جدة وأعضاء اللجنة بحضور الدكتور صالح معيض الغامدي حتى الثانية والربع، هنا أشفق الجميع على صحة الضيف وقالوا إن موعدنا غدًا العاشرة صباحًا ليردَّ بأنه لم يأتِ لينام وسوف يكون جاهزًا في وقت مبكر! ألم أقل لكم إنها ليلة ليست كبقية الليالي في مسيرة القنفذة؟ ليلة حفُلتْ بالفكر وتمخطرت في بُردة الثقافة وحلقت في سماء الإبداع.والسؤال: مَن غيَّب كل هذا الألق عنها طوال الفترة الماضية؟
همسة: أكرمني الأستاذ قينان بالاتصال بي شاكرًا على مقال الأسبوع الماضي، والشكر موصول لسعادته.
القنفذة ... ثقافة
محسن علي السهيمي
القنفذة (المدينة) عُرفت أول ما عُرفت في مطلع القرن الثامن الهجري وكانت تُسمى (البندر) وسُمِّيت أيضًا (قنونا) نسبة للوادي المتحدِّر من الجبال الشرقية في العرضيتين حيث تقع بين دلتا ذلك الوادي الخصيب. تزخر المحافظة بالعديد من المواقع الأثرية التي من أشهرها – قرية عشم بالمظيلف وسوق حباشة بالعرضية الشمالية كما أثبت ذلك ابن المحافظة الباحث الأستاذ حسن الفقيه، بالإضافة لذلك ففيها بلدة – حلي – التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته باسم – علي بن يعقوب – لن أستطرد في تاريخ وآثار المحافظة إنما كانت هذه إلمامة بسيطة ندلف منها إلى عنوان المقال (القنفذة ... ثقافة). ليس من قبيل المبالغة إن قلتُ إن ابن محافظة القنفذة شاعر بطبعه وذو مشاعر متدفقة يتلمس مواطن الجمال وتستثيره الأمواج، ويطرب لهزيم الرعود. لقد تشكَّل ابن محافظة القنفذة وفق معطيات الطبيعة ونمط الحياة فالبحر بخيراته وأمواجه والسَّهل بامتداده والبرُّ بخضرة نباته والجبل بسحائبه الممطرة وشموخه تتقاطع جميعها في شخصية ابن محافظة القنفذة ليكُونَ المُخرَجُ لوحةً فسيفسائية تجسدها ثقافة ابن المحافظة التي تندلق من شعور صادق وتتشكَّل في فكر ناضج ورغبة للمعالي جامحة وشاعرية متدفقة وخيال خصب وإبداع لا متناهٍ، من هنا كان ابن المحافظة تواقًا لكل جديد ، شغوفًا بما يُنمي ثقافته ويُثري فكره، ولهذا جاب وطنَه طولاً وعرضًا وارتحل في البلدان ينهل من معين الثقافات المتباينة ويطلب العلم وينشد مسالك الترقي فانعكس ذلك على المحيطين به فسلكوا مسلكه حتى غدا ابن محافظة القنفذة ذا شأن في كل موقع، ولن أزيد على المرحوم الوزير محمد سرور صبان، والشيخ الدكتور علي الحذيفي، والدكتور أحمد الزيلعي، والدكتور عوض القوزي والأستاذ إبراهيم علي الفقيه والأستاذ علي خضران القرني وغيرهم الكثير. وتحت إلحاح المكوِّن الطبيعي لابن المحافظة غدت الثقافة هاجسًا لا يمكن التخلي عنه فكان لابد من مظلة تجمع النُّخب الثقافية وتوجه الحراك الثقافي في المحافظة؛ لذا خاطب مثقفوها وزارة الثقافة والإعلام في عهد وزيرها السابق بمؤازرة وكيل الوزارة الدكتور عبدالعزيز السبيل لافتتاح نادٍ أدبي فأثمرت جهودهم عن ولادة (اللجنة الثقافية بالقنفذة) تحت مظلة (النادي الأدبي الثقافي بجدة) الذي آزرها بكل جهد، فمارست أنشطتها منذ سنة ولَّتْ بعدد من الفعاليات الثقافية، مما أدى إلى انبعاث مواهب عديدة من تحت رماد النسيان متجهة إلى اللجنة بفعل جاذبية الثقافة تطلب عضويتها أو رعاية مواهبها، ومع هذا فاللجنة تتطلع للأفضل دائمًا، وكوني عضوًا فيها فليس سرًّا إن قلتُ إن الدورة القادمة سوف تحفل بإذن الله بما يروِّي عطش مثقفي المحافظة للإبداع. وهنا نُفسِح المجالَ لمثقفي القنفذة ليسطروا رسالة فياضة بألوان الأمل ويضعوها بين يدي -وزيرٍ شاعرٍ مثقفٍ- مفادها أن مثقفي القنفذة ينتظرون بُشرى قريبةً بـ(نادي القنفذة الأدبي) بإمضاء معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة.
مجسمات تراثية بثريبان
العرضية الجنوبية - عبد الله الرزقي:
نفذت بلدية ثريبان عددا من المجسمات التراثية التي تمثل نموذجا للتاريخ والتطور العمراني في العرضيتين. وأوضح رئيس البلدية المهندس فايز الشهري أن الشعار الجديد مستوحى من الهوية التراثية العمرانية لتهامة العرضيتين.