المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : آليات...المذاكرة الناجحة



جنون الصمت
17-01-2010, 06: PM
يعدّ الاهتمام بالكتاب والمذاكرة والدراسات العلمية في أي مجتمع دليلاً على التقدم الفكري والثقافي والمادي.
وبالإضافة إلى فوائد العلم الدنيوية حرصت الشريعة الإسلامية على آثار العلم الأخروية حتى ان أول إرشاد الهي لهداية البشرية يوصي بالمذاكرة والقراءة،
[اقرأ باسم ربك الذي خلق].


وتعتبر المذاكرة الصحيحة من أهم طرق طلب العلم وتحقيق نتائجه الدنيوية والأخروية.


وعندما نسمع أو نقرأ عن آثار المذاكرة النافعة يتبادر إلى ذهننا


أسئلة ملحة منها:


هل نحن نذاكر بالمقدار الكافي؟


هل نشعر بالارتياح عندما نذاكر بحيث نتطلع إلى المزيد؟


ما هو مقدار معرفتنا بآليات المذاكرة الناجحة؟


ان الجواب على هذه الأسئلة يستلزم الإجابة على سؤال آخر هو:


ان الإجابة على هذا السؤال هو خطوة أساسية لمعرفة مدى رغبة المرء إلى المذاكرة.


وتتكون المذاكرة الناجحة من ثلاثة أقسام هي:
1. الفهم 2. الحفظ 3. الاستذكار .


يؤدي الاختلال في كل قسم من الأقسام المذكورة إلى فشل المذاكرة أو قلة فائدتها.


وإذا أردنا ان نلتزم بالمراحل الثلاث في المذاكرة النافعة ونحصل على النتائج المرجوة علينا أن نستعين بالسبل العلمية المُعدّة لذلك.


أسلوب المذاكرة المفيدة
يستحسن الانتباه إلى النقاط التالية قبل كل شيء:


ان الخطوة الأولى في أي عمل نريد النجاح فيه هي [الرغبة والدافع] إلى ذلك العمل.
ولا يكفي الذكاء ولو كان خارقاً إلى تحقيق النجاح في حال عدم وجود دافع ومشوق لذلك العمل.


ان امتلاك رغبة ودافع قوي للمذاكرة يذلل الصعوبات التي قد تعتري هذا المسار وتسبب في الاستفادة الأفضل منها.


كما ان الرغبة هي الشرط الأساسي إلى إيجاد التركيز والانتباه في حين المذاكرة. فكلما كانت الرغبة لشيء أشدّ كان التركيز كذلك.


ويعتقد الأخصائيون في علم التربية والتعليم: "اننا عندما نرغب في شيء نندفع إليه لا شعورياً وننتبه إليه بدقة أكثر".


وتنطبع المعلومات التي نرغب إليها بصورة أسهل في ذاكرتنا ونستذكرها كذلك.
ومن الممكن أن نضطر إلى مطالعة كتاب لا دافع لنا من مطالعته،


ونستطيع في هكذا حالات ومن أجل إيجاد دافع ورغبة للمذاكرة أن نفكر بالهدف من وراء قراءة هذا الكتاب وآثاره المفيدة.
وبعد أن تهيئنا للمذاكرة يبقى سؤال ينبغي الإجابة عليه هو:



ما هي الطريقة أو الطرق التي نستطيع من خلالها أن نذاكر بأسلوب


صحيح وننشد إلى المذاكرة بصورة أفضل؟



ان العوامل التي تسبب تشتت الحواس موجودة في أغلب الأوقات في حياة الإنسان وهي عامل لفقدان التركيز حين المذاكرة.


لذا من الأفضل أن نستعرض طرق المذاكرة الناجحة في بداية الأمر ومن ثم نعرج على حالات تشتت الحواس وطرق علاجها.


ان ذهن الأشخاص الناجحين لا يتوقف عن النشاط مطلقاً ويتطلع دائماً إلى النشاط الأكثر.
وإذا كان العمل الذي نقوم به [المذاكرة] لا يشدّ الحواس سيسعى الذهن لا شعورياً إلى ان يجد ما ينشدّ إليه.


وعلى ما تقدم فإن تشتت الأفكار هو ميل الذهن إلى النشاط ولكن النشاط الذي لا نرغب فيه.


طريق العلاج


علينا ان نعرف قبل كل شيء ان نشاط الذهن تحت السيطرة ويستطيع المرء أن يشغله بما يرغب ويريد.


ولكي نشغل ذهننا بالمذاكرة علينا ان نستفيد من المذاكرة المركزة كي
نتخلص من تشتت الأفكار في حين المذاكرة ونهيئ الجو المناسب لنشاط الذهن الهادف.


في هذا النمط من المذاكرة ينشغل الذهن بكل مفردة من المتن الذي يذاكره وبذلك يكون قد ذاكر بالصورة الصحيحة.


يساعد هذا الأسلوب في المذاكرة إلى فهم المادة بصورة جيدة وحفظ المفاهيم والنقاط المهمة.


ان الاسم الاختصاري لهذا الأسلوب في المذاكرة هو [P.Q.R.S.T]


الذي يعبر عن الحروف الأولى لكل من المراحل الخمسة في المذاكرة النافعة، أي


مرحلة النظرة السريعة [Preview]، ومرحلة إعداد الأسئلة [Question]، ومرحلة القراءة [Reading]،


ومرحلة الاستذكار [Self- recitation]، ومرحلة الاختبار [Test].
1. مرحلة النظرة السريعة:


في هذه المرحلة من المذاكرة نذاكر عناوين الفصول فقط كي تتكون لنا صورة أولية عن الموضوع الذي نرغب في مذاكرته.


الغاية من وراء هذه المرحلة هو تنشيط الذهن عن طريق المعلومات البسيطة والصغيرة الحجم،


وفي الحقيقة ان المعلومات الأولية عن الموضوع تشكل ركناً أساسياً في الرغبة إلى قراءته.


في مرحلة النظرة السريعة لا نذاكر المتن بصورة دقيقة وانما نلقي عليه نظرة سريعة ونتلقى منه مجموعة من المفاهيم الأولية.
ولكي نحقق هذا الهدف نقرأ عناوين كل فصل ثم نلقي نظرة سريعة على العناوين الفرعية والصور والمؤشرات التوضيحية.


وبعد هذه الخطوات علينا ان نراجع معلوماتنا المسبقة عن الموضوع
وما نعرفه ويرتبط به حتى نستطيع ان نشكل صورة متكاملة عن ما نريد مذاكرته.


ان أهم نقطة في هذه المرحلة هي ان نذاكر خلاصة كل فصل بصورة دقيقة ونبذل قسط من التأني حول كل معلومة جاءت فيها.


ومن الممكن ان تقدح أسئلة في الذهن حين مذاكرة خلاصة كل فصل حيث نستطيع ان نجيب عليها بعد المذاكرة المفصلة.


2. مرحلة إعداد الأسئلة:
يساعد إعداد الأسئلة بعد الفراغ من مرحلة النظرة السريعة إلى تفعيل
نشاط ذهن المذاكر وتقوية الدافع للاستمرار في المذاكرة.
ونقصد من إعداد الأسئلة أثناء المذاكرة وبعدها مرور الأسئلة التي أعدها المذاكر وخطرت على باله والبحث عن أجوبة شافية لها.


وبعبارة أخرى ان وجود أسئلة تشغل ذهن المذاكر هي عامل محفز


إلى فهم المتن بصورة افضل وعند ذلك سوف تتحول المذاكرة إلى مشوار هادف وممتع.
ان النقطة التي يستحسن الالتفات إليها هي:
ان الأسئلة تطرح من قبل المذاكر كما يجيب عليها وعلى هذا فكلما
كان نشاط ذهن المذاكر أقوى والأسئلة المعدة من قبله علمية ومتينة تزداد نسبة النجاح في المذاكرة.
3. مرحلة المذاكرة المفصلة:


في هذه المرحلة نذاكر المتن بصورة دقيقة ونجيب على الأسئلة التي


اشتعلت في الذهن في المرحلة الثانية ونتأمل في المطالب التي نذاكرها
ونسعى إلى إيجاد صلة بينها وبين معلوماتنا المسبقة عن الموضوع.


يستحسن في هذه المرحلة من المذاكرة الالتفات إلى النقاط التالية:


ـ سرعة المذاكرة: ان المذاكرة البطيئة تتعب الذهن وتقلل من رغبة الشخص إلى المذاكرة.
ولذا ينبغي تنظيم سرعة المذاكرة حسب نوع المتن الذي نذاكره.


ـ جهّز كل ما يمكن أن تحتاجه: ضع على الطاولة التي تذاكر عليها


أقلام وأوراق لتلخيص المادة كي لا تضطر إلى قطع المذاكرة لتحضير تلك الأشياء.


ان القلم والورق أفضل الأشياء التي تستطيع ان تشد ذهن القارئ إلى المذاكرة الجادة.


بإمكانك ان تقيد الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنك عند المذاكرة والنقاط
المهمة على ورقة مستقلة أو تضع عليها علامة في الكتاب،


شرط ان لا تتجاوز العلامات نسبة 10% إلى 15% من


المتن لأنها إذا كانت من اجل تشخيص المفردات والجمل المهمة للمذاكرة اللاحقة فالعلامات الكثيرة تغاير ذلك الهدف.


4. مرحلة المراجعة:


حاول ان تستذكر النقاط المهمة بعد قراءة كل قسم من المتن واحرص على تكرارها الى حين حفظها.
وبإمكانك ان تراجع المفاهيم التي تلقيتها من المتن بصوت عالي وإذا لم


تستطع ذلك بسبب حضور الآخرين كررها وأنت تحرك شفاك.


كما تستطيع مراجعة النقاط المهمة من كل فصل من خلال توجيه
البصر إلى الخلاصة في حال تعذرت المراجعة بصوت عال.


5. مرحلة الاختبار:
حاول ان تجيب في هذه المرحلة من المذاكرة على الأسئلة التي أعددتها في المرحلة الثانية


والاهم من ذلك هو البحث عن الصلة بين ما قرأته وتريد قراءته.


فمن الممكن ان تضطر في مرحلة الاختبار إلى تصفح صفحات الفصل
مرة ثانية كي تطمئن من صحة المواضيع والمفاهيم المهمة التي نقشت في ذهنك من خلال المذاكرة.


لا ترجئوا مرحلة الاختبار إلى ليلة الاختبار المدرسي.
ينبغي مراجعة الخلاصة بعد مذاكرة المتن بصورة مباشرة. ومن الممكن


ان يتصور المرء ان المذاكرة على مثل هذه الصورة تأخذ الوقت الكثير
وتستهلك وقت أطول من المذاكرة على شكلها الكلاسيكي،


ولكن علينا ان نعلم ان الوقت الذي يهدر مع المذاكرة الغير جادة والمشتتة في هذا الأسلوب تستهلك كماً أكبر من الوقت.


ففي الأسلوب الكلاسيكي للمذاكرة نفقد الكثير من الوقت بسبب


تشتت الحواس ولكن في الأسلوب الجديد لا معنى لضياع الوقت كما
اننا ننشد إلى المذاكرة برغبة ودافع أقوى ونتيجة ذلك هي التعلم الأفضل.


في نهاية الكلام ينبغي الانتباه إلى النقاط التالية:


ـ امزح مع الكتاب!
إننا عندما نشاهد التلفاز أو نتحدث مع أخلائنا ترتسم على وجناتنا الابتسامة والفرح ونشعر بالراحة لكن عندما يأتي دور الكتاب والمذاكرة نصبح عبوسين!
ان هذه الحالة تشكل أول مانع في طريق المذاكرة النافعة.
حاول ان ترسم في ذهنك صورة مريحة وإيجابية عن المذاكرة.
وبعبارة أخرى امزح مع الكتاب أي اشعر بالراحة والمتعة عند المذاكرة وذلك من خلال مزج الأمثلة الجذابة والملموسة بالمواضيع الجافة.


ان المواضيع المهيجة والجذابة تحفظ في الذاكرة لأمد طويل كما انها تستذكر بصورة سهلة.


ولذا لا تحاولوا أبداً ان تنقلوا بعض المواد الجافة الخالية من الروح بنفس الحالة إلى الذهن.


ـ إعادة صياغة العبارات بصورة سلسة:


أعد صياغة العبارات بلسان سلس ومريح وقابل للفهم.
ان إعادة صياغة العبارات تُعين الشخص على حفظ واستذكار النقاط المهمة بشكل أفضل.
ـ ضع نصب عينيك هدفك النهائي من المذاكرة لا صعوبات الطريق:


بمجرد التركيز على النجاح النهائي عند المذاكرة تستطيع ان تذاكر براحة


بال وتستمتع بالمذاكرة.
ـ التعلم التدريجي:


كلما كان وقت المذاكرة قصيراً كلما كانت النتائج الحاصلة أفضل،
فعلى سبيل المثال: إذا كان الشخص ممن يطالع في اليوم الواحد 6
ساعات عن موضوع واحد وغيّر أسلوبه في المذاكرة ـ أي قسّم الـ 6 ساعات إلى ساعتين في كل يوم ولمدة ثلاثة أيام وهو ما يساوي الـ 6 ساعات فعند ذلك ستكون النتائج أفضل بكثير من الصورة الأولى. ويستطيع المرء في هذه الحالة ان يذاكر عن عدة مواضيع في كل يوم من دون ان يخسر شيئاً من الوقت.


ـ كن مركزاً على برنامجك اليومي:


بعد البرمجة للمذاكرة شدّ ذهنك إلى برنامج نفس اليوم لان في كثير من الأوقات يؤدي التفكير في برنامج الأيام القادمة وحجم المواد الكبير الذي ينبغي مذاكرتها إلى الإحباط واليأس.


ـ الوضوح في الهدف:


ان تعيين الهدف من وراء المذاكرة عامل مهم في شدّ الحواس إلى المذاكرة. وتتحقق الأهداف عندما تكون واضحة ودقيقة.
وعلى سبيل المثال تقول: هدفي من مذاكرة هذا الكتاب هو "معرفة أسباب قلة شعور الإنسان المعاصر بالسعادة".


ـ لا تفكر بالمواضيع المزاحمة:


تتداعى إلى ذهن المذاكر في بعض الأوقات مواضيع ليس لها صلة بموضوع المذاكرة مما تسبب تشتت الحواس.
ان أفضل طريقة لمواجهة هذه الحالة هي كتابة الموضوع المزاحم على


ورقة صغيرة حيث نستطيع ان نتخلص منه ونرجئ التفكير فيه إلى مرحلة ما بعد انتهاء المذاكرة.

أبو صقر
17-01-2010, 08: PM
ألف شكر ...............

البرضاوي
17-01-2010, 08: PM
موضوع قيم
بارك الله فيك وفي جهودك

البسمة
18-01-2010, 07: PM
موضوع رائع ومفيد .. بارك الله فيك

جنون الصمت
19-01-2010, 07: PM
منورررررين يعطيكم العافيه ع المرور