المساعد الشخصي الرقمي


مشاهدة النسخة كاملة : الرهاب الاجتماعي توتر يكبل الحياة ويصيبها بالشلل



المهاجر
08-09-2008, 07: AM
شاب في الثلاثين من عمره , يعمل في شركة خاصة براتب جيد, يفكر في الزواج منذ سنوات لكنه يؤجل الأمر في كل مرة لأنه يخشى مواجهة الآخرين في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.. وآخر متزوج ولديه أولاد ويعمل موظفاً حكومياً، مهتم بطلب العلم الشرعي ويحب المشاركات الدعوية بدرجة عالية, إلا أنه يصعب عليه مخاطبة الناس، بل يخاف ويرتبك عندما يكون يؤم الناس في الصلاة حتى إنه فكر أن ينتقل إلى منطقة أخرى لا يعرفه فيها أحد. وثالثة طالبة جامعية تحس بالارتباك أمام الآخرين, حتى أصبحت لا تستطيع الحديث في القاعة الدراسية ويصعب عليها توجيه الأسئلة لأستاذة المادة , بل وتصاب بالارتباك والتوتر إذا شعرت بأن زميلاتها يركزن الأنظار عليها, فاضطرت أن تنقطع عن الدراسة أكثر من سنتين.
النماذج السابقة هي جزء من قصص واقعية لشباب وفتيات أصيبوا بمرض الرهاب الاجتماعي، أي عدم القدرة على التواصل مع المجتمع بصورة طبيعية.بشكل يعمل على إعاقة تقدمهم، وتعاملهم مع أبسط الأمور في حياتهم وتصيبهم بالشلل الاجتماعي
وعرف رئيس فرع الجمعية السعودية للطب النفسي بالمنطقة الجنوبية الأستاذ بجامعة الملك خالد بأبها الدكتور موسى بن أحمد آل زعلة الرهاب الاجتماعي لـ"الوطن" بأنه نوع من أنواع القلق, وهو عبارة عن حالة من الخوف والقلق والتوتر تصيب الإنسان عندما يكون محل ملاحظة الآخرين ومحط أنظارهم , مع شعور بالارتباك والخجل الشديد والتلعثم في الكلام , بالإضافة إلى زيادة في ضربات القلب وارتعاش في اليدين واحمرار في الوجه, وزيادة في التعرق, مع الشعور ببرودة في الأطراف.
وأضاف أن هذه الحالة تحدث في مواقف مختلفة , منها دخول الشخص المصاب بها إلى مكان فيه أناس مجتمعون في مناسبة اجتماعية أو عندما يتقدم للإمامة بالناس في الصلاة أو عندما يدخل على مسؤول أو مدير أو أحد رؤسائه في العمل وغيرها من المواقف الماثلة. لافتا إلى أن هذا المرض يصيب الرجال والنساء على حد سواء مع ملاحظة أن انتشاره في الإناث أعلى من الذكور ولكن حضور الذكور للعلاج ومراجعة العيادات النفسية أكثر.
وأشار آل زعلة إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض تصل إلى 13% حسب الدراسات الغربية، مبينا أن هنالك عدة احتمالات تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، قد توجد كلها في شخص واحد أو بعضها وهي تتمثل في أسباب جينية وراثية وأسباب عضوية كيميائية ومنها اختلال بعض النواقل العصبية في جسم المصاب، إلى جانب بعض أساليب التربية الخاطئة، والتي تتسم إما بالحماية الزائدة والتدليل فينشأ الطفل ضعيفاَ في شخصيته, أو تكون التربية قاسية وتتسم بالضرب والعنف وعدم احترام شخصية الطفل مما يفقد الطفل الثقة في نفسه ويصيبه بالخجل المرضي.
وفيما يتعلق بالأساليب العلاجية بين الدكتور آل زعلة أن في حالة الإصابة بهذا المرض لابد من مراجعة طبيب نفسي يقوم بتشخيص الحالة وعلاجها, وذلك عن طريق العلاج الدوائي، والذي يتمثل في إعطاء المريض عقاقير دوائية تساعد في تعديل الاختلال الذي يحصل في النواقل العصبية، ومن ثم يبدأ الخوف والخجل في الاختفاء تدريجياً. بالإضافة إلى العلاج عن طريق الجلسات النفسية الذي يشتمل على تعليم الاسترخاء حتى يستطيع الشخص المصاب أن يقاوم التوتر الذي يصيبه وزيادة ثقته بنفسه وعدم الاهتمام بنظرة الآخرين ، وتشجيعه على خوض المواقف المحرجة ومواجهتها مما يؤدي إلى انخفاض مستوى القلق لديه ، ويكون ذلك بصورة متدرجة، من المواقف التي يكون فيه توتر أقل إلى المواقف الأعلى في التوتر، فضلا عن تعليم مهارات توكيد الذات ومهارات التوصل اللفظي وغير اللفظي، مشددا على ضرورة اجتماع العلاج الدوائي وغير الدوائي حتى يحصل المريض على أفضل النتائج.
وأكد آل زعلة أنه رجوعا إلى النماذج الثلاثة أعلاه نماذج واقعية من العيادة النفسية ، وكان نتيجة تقبلهم للعلاج النفسي أن تحسنت حالتهم كثيرا فالشاب الأول بعد استخدام العلاج الدوائي واستفاد من بعض التوجيهات السلوكية , ومع بداية فصول الصيف الماضية قدم لي دعوة لحضور زواجه. فيما مارس الشاب الثاني أنشطته الدعوية في منطقته بدون توتر أو ارتباك. أما الفتاة فقد عادت لدراستها حتى تخرجت، وهي الآن تنتظر الوظيفة.

الحربي
08-09-2008, 11: AM
شكرا على الموضوع المفيد

د/ابومشعل
09-09-2008, 07: PM
يعطيك العافية أخي المهاجر موضوع مهم جدا.

الساهر
09-10-2008, 09: PM
بارك الله فيك
أخوي العزيز على الموضوع المفيد

الرادار
10-10-2008, 06: AM
وفقك الله وبارك فيك

المهاجر
14-10-2010, 09: AM
اشكركم على المرور

وارش
14-10-2010, 11: AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الشاعر محمد الحربي
14-10-2010, 11: AM
موضوع مهم أشكر لك طرحه

الكناني
26-07-2011, 07: AM
يعطيك العافية