معاشر الصائمين قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال: ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) فكيف ننجو عباد الله من هذا الحرمان والشقاء ؟ وكيف نكون في شهرنا هذا من الفائزين والسعداء ؟
علينا معاشر المؤمنين ابتداءاً ، وكما أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم ، أن يكون صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا إيماناً أي : تصديقا بمشروعيته ، وتحقيقا لفرضيته ، وإتباعا لهدي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا يصام رمضان عادة بل عبادة وقربى ، يراعى فيه المسلم أركانه ، ويحقق واجباته ، ويتجنب محظوراته ، ويتحرى سننه وآدابه ، ثم يؤديه احتسابا لأجره ، وتحريا لثوابه ، فلا يستثقل صيامه ولا يستطيل أيامه ، بل يحتسب فيه الثواب حين يطرق لكل عمل صالح باب ، ويستشعر فيه المنزلة العظمى التي خصه الله تعالى بها حيث قال جل وعلا في الحديث القدسي بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) فكيف بجزاء الرحيم وكيف بعطاء الكريم ؟ ثم علينا عباد الله لنكون بصيامه من السعداء ، ونتجنب الحرمان والشقاء ، ان نحقق مقصود الصيام وحقيقته ونؤديه كما أراد ربنا جل وعلا وأمر بقوله : ) يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون ( وللحديث بقية