خرج صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فنزلوا منزلاً، فذهب النبي صلى الله عليهوسلم فقضى حاجته.
ثم جاء إلى حوض ماء فتوضأ منه.. ثم قام صلى الله عليه وسلميصلي.. فجاء جابر بن عبد الله رضي الله عنه فوقف عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلموكبر مصلياً معه.. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده فأداره بهدوء حتى أقامه عن يمينه.. ومضيا في صلاتهما..
فجاء جبار بن صخر رضي الله عنه فتوضأ.. ثم أقبل فقامعن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأخذ بأيديهما جميعاً بكل هدوء فدفعهماحتى أقامهما خلفه..
وفي يوم كان صلى الله عليه وسلم جالساً فأقبلت إليه أم قيس بنتمحصن بابن لها حديث الولادة ليحنكه ويدعو له.. فأخذه صلى الله عليه وسلم فجعله في حجره.. فلم يلبث الصغير أن بال في حجر النبي صلى الله عليه وسلم.. وبللثيابه بالبول.. فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم على أن دعا بماء فنضحه على أثرالبول.. وانتهى الأمر.. لم يغضب.. ولم يعبس..
فلماذا نعذب نحن أنفسنا ونصنع من الحبةقبة.. ليس شرطاً أن يكون كل ما يقع حولك مرضياً لك 100%.
بعض الناس يحرقأعصابه.. ويكبر القضايا.. وبعض الآباء والأمهات كذلك.. وربما بعض المدرسين والمدرساتكذلك..
ولا تفتش عن الأخطاء الخفية.. وكن سمحاً في قبول أعذار الآخرين.. خاصة منيعتذرون إليك حفاظاً على محبتهم معك.. لا لأجل مصالح شخصية..
وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رقى منبره يوماً وخطب بأصحابه فرفع صوته حتى أسمع النساءالعواتق في خدورهن داخل بيوتهن !! ترى ماذا قال ؟!
قال صلى الله عليه وسلم: ( يا معشرمن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه: لا تغتابوا المسلمين.. ولا تتبعوا عوراتهم.. فإنه من يتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو فيجوف بيته ) صحيح. صحيح وضعيف الجامع الصغير [ 28/444].
نعم.. لا تتصيد الأخطاء.. وتتتبع العورات.. كن سمحاً..
كان صلى الله عليهوسلم حريصاً على عدم إثارة المشكلات.. ففي مجلس هادئ مع بعض أصحابه صفت فيهالنفوس واطمأنت القلوب قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( ألا لا يبلغني أحد منكمعن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ) ضعيف. صحيح وضعيف الجامع الصغير [ 29/466].
لا تعذب نفسك.. لا تثر على نفسك الغبار ما دام ساكناً.. وإن ثار فسدَّ أنفك بكُمكَّ واستمتع بحياتك