بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بدايةً أسعد الله أوقاتكم بكل خير..
وددت أن يكون موضوعي هذا (دعوة إلى إتقان العمل ) في وقت ساد فيه الأهتمام بالأجر
أكثر من الأهتمام بالعمل..
ففي بعض الأحيان يمكن أن يدخل موظف أو عامل في مكان وعنده روحية الإتقان، لكنه يرى التسيب فيمن يعمل معهم، فيتأثر بهم ويصبح واحد منهم وتعمه حالة التسيب.

علينا أن نتواصى بإتقان العمل، ونجعل ذلك حالة عامة كما يقول القرآن الكريم: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[14] ، وعلينا أن نعلم أن الله رقيب على أعمالنا، كما أن الإسلام يوصينا بالإتقان.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه » . وفي نص آخر: « أن يحكمه » .

وجاء في تفسير الآية الكريمة ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ عن الإمام الصادق : « ليس أكثركم عملاً وإنما أحسنكم عملاً » فليس المعيار هو الكم، بل الكيف هو المهم.

وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتجربة أمام أصحابه حينما أنزل سعد بن معاذ في لحده وصار يلحده فيضع لبنة هنا ثم يطلب آجراً ويطلب طيناً رطباً ويرتب الأمر بإتقان حتى لا يكون هناك خلل، فتعجب الأصحاب: يا رسول الله هذا قبر، وليس غرفة عرائس فتصنع فيها ما صنعت وتتقنه وتتعب نفسك فيه، فقال الرسول لهم: «إني لأعلم انه سيبلى ويصل البلى إليه و لكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه»[15] .

وقال الإمام زين العابدين : « أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملاً » [16] .

فحاول أن تضبط عملك، وأن تجعل عملك في أفضل صورة.
أسأل الله العلي القدير يعينني وإيكم لكل مافيه رضاه...
ولكم مني أطيب تحيـــــــــــــه،،،