هي وصية كتبت بماء الذهب وإليك أختاه هذه الوصية راجياً لك الفائدة منها:
أي بنية! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركتُ ذلك لكِ، لكنها تذكرة للعاقل، وتوعية للغافل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبوها وشدة حاجتها إليها كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خُلق الرجال.
يا بنية! احملي عني عشر خصال تكن لك ذخراً، واحفظيها له تكن لك ذكراً:-
أما الأولى والثانية: فالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لمواضع عينيه والتفقد لموقع أنفه، فلا تقع عينُه منكِ على قبيحٍ ولا ينم منك إلا أطيب ريح.
أما الخامسة والسادس: فالتعهدُ لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبةٌ، وتنقيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت امره أو غرت صورة، وإن افشيت سره لم تأمني غدره.
ثم اتقي مع ذلك الفرح بين يديه إن كان ترحاً، والكآبة عنده إن كان قرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة، وأعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحسببت وكرهتِ، والله يَخيرُ لك.