بسم الله الله الرحمن الرحيم
قبيلة حرب:
ان قبيلة حرب كما في الكتابين بدئت في الهجرة من اليمن وتحديدا
من منطقة صعدة في تاريخ131هـ
وقد كانت بنوسعد بن خولان تسكن اليمن قرب صعدة فثارت
حرب بين سعد بن سعد والربيعة بن سعد بن خولان
وجرت بينهم وقائع دامية فتشتتوا فمنهم من اتجه الى الحجاز
وهم معظم بني سعد بن سعد وبنوغالب وتخلف ببلاد خولان
من بني حرب وبني غالب وسائر بطون سعد بن سعد
في ظل الحارث بن عمرلاْنه لم يدخل في الفتنة
ذلك ان شيخ بني حرب وربما كل بني سعد بن سعد
في ذلك العهد وهوعمروبن يزيد بن عبدالله بن الحارث الحربي
وكان بطلا شجاعا لم يرض المهادنة ولا الصلح مع الربيعة
بن سعد فنهاه الحارث بن عمرو الحربي في اشعار تدل
على الحكمة ورجاحة الراي فلم ينته عمرو فلج في الحرب
بدون هوادة فال الامرالى ان نزح هووقومه من ديارهم وهكذا
انتهت هذه الحرب بالنزوح وكان هذا النزوح الى الحجازهذا
الا قليم الواسع وهو يمثل اكبراقاليم الجزيرة العربية
فهو يمتد جنوبا الى حلي ابن يعقوب جنوب شرق القنفذة
بحوالي ستين كيلا وشمالا الى معان وشرقا الى عفيف وغربا
الى البحرالاحمر وقد قال لسان اليمن والنساب المعروف ابومحمد
الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني والعالم بانساب العرب
ان حربا هذه هي من حرب بن سعد بن سعد بن خولان
وهي يمنية قحطا نية النسب وقال الهمداني ان هذه انساب سعد
بن سعد بن خولان واولاد سعد بن سعد بن خولان هم الحارث
بن سعد وحرب بن سعد
وغالب بن سعد وسمهك بن سعد وقثم بن سعد واولاد
حرب بن سعد اربعة هم الفاحش ومالكا وعامرا والفياض
فمن ولد الفياض بن حرب ال عمرو بن يزيد وهم من ولد الحارث
بن سعد من بيت النعمان بن الفياض واولاد الفاحش هم سلمان
وسباقا ومسلما وضاحكا وهم اربعة ايضا واولاد سلمان
بن الفاحش بن حرب وهم زيادا وهم اهل العرج
واولاد زياد عمروالخيارهذا المختصر من كلام الهمداني
كما نقله كاتبنا وقد اختصرته انا
وتنقسم هذه القبيلة الكبيرة الى قسمين بنومسروح وبنوسالم
القسم الاكبرهوبنومسروح وهو يشمل بنوعمر وزبيد وكلهم
تحت اسم واحد هومسروح وهذا القسم من حرب هو ماينتمي اليه
الساكنين في محافظة القنفذة
مع استثناء بني عيسى فهم من بنوسالم وبنوسالم من حرب هم
اقل من مسروح واضيق ديارا اما ديار بنومسروح فهي شاسعة
وتشمل اغلب جنوب مكة المكرمة وايضا في المدينة ونجد
ومناطق اخرى وقد دخلت في التحالفات التي كانت بين القبائل
لذلك تحالفة مع عدة قبائل وكانت تمثل حلف شبابة مع قبيلة عتيبة
وزهران وبني الحارث وبني مالك وجهينة وبليا
بينما يشمل حلف خندف قبائل غامد وهذيل وسليم وثقيف ومطير
وسبيع والبقوم وعنزة
اما عن نسب قبيلة خولان اجداد قبيلة حرب
فقد قال ابن هشام : خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، ويقال : خولان بن عمرو بن مرة بن أدد بن زيد بن مهسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ، ويقال : خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج .
والراجح أن: خولان صعدة هم خولان قضاعة. وخولان العالية هم خولان كهلان. وهذا قول نسابة اليمن الحسن الهمداني .
أما نشوان الحميري فيرى بأن خولان العالية هم أيضا من خولان قضاعة.
يقول أبو منذر الخولاني:
أيـها الـسـائل عـن أنسـابنـا .... نحن خـولان بن عمرو بن قضاعــه
نحـن مـن حمـيــر فـي ذروتـهــا .... ولنا المربـاع فيها والربـاعه
ويقول المقدام بن زيد الخولاني:
نمتنا إلى عمرو عروق كريمـــة .... وخــولان معقود المكـــارم والحمـد
أبونا سما في بيت فرعي قضاعـة .... له البيت منها في الأرومة والعد
وأمي ذات الخــير بنت ربيعــة .... ضرِية من عيص السمـــاحة والمجـــد
غذتنا تبـوك من سلالة قيــذر .... بخبر لبــان إذ ترشــح في المهـــد
فنحن بنــوها من أعز بنيــة .... وأخوالنا من خير عــود ومن زنـد
وأعمامنا أهل الرياسة حميــر .... فأكرم بأعمـــام تعــود إلى جــد
ويقول نشوان الحميري :
بصعـــدة من أولاد خــولان سبعـة .... أحلهــم فيها القنـا و الصفائـح
صحار ورشــوان و حــي وهانـيء .... وأزمع أيضا ثـم سعــــد و رازح
مضوا مع حجر بن الربيعة قادهم .... إلى الحقل من صـــرواح ليث مكافـح
وإخوتهم ما بيــن صنعا ومــأرب .... معـايشــة أوطــانهـم والمســـارح
حبيــب وذكــران وعمـرو وأصهب .... وقيـــس جميعا و النبيت الجحـــاجح
بنو القــرم خولان ليوث قضاعة .... بني حمــير إن صــاح بالجــد صائـــح
سبب تفرق قبيلة خولان عن قضاعة :
هناك روايتان لأسباب تفرق قبائل قضاعة :
الرواية الأولى: رواية دعبل الخزاعي و الحسن الهمداني و نشوان الحميري وغيرهم وهم ممن ينسب قضاعة إلى حمير بن سبأ .
أن عامر (ماء السماء)بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد جرد جيشا إلى الشام بأمر الملك الملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير ،وولى عليهم زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، وعقد له الولاية وأمرهم بالسمع والطاعة. وكتب ماء السماء لزيد كتابا إلى أهل الشام . وكان كتابه:
لزيد إلى من حل بالشام حجــة ... من الملـــك الملطاط والقيـل عامر
على أن زيداً ليس يعصي وينتهي ... إلى أمــر زيـد كل باد وحاضـــر
ويعطونه الخـرج الذي يسألونـه ... وفـــاء ولا يلــقونه بالمعــاذر
وإلاّ فـلا يلحــون إلاّ نفوسهــم ... إذا ما منوا بالسلهبات الضوامر
فيقال: إن زيداً لما خرج بأحياء قضاعة إلى الشام والياً عليها، وصار إلى الحجاز وقع بينه وبين عشيرته كلام وحماشات ومحاسد فتفرقوا عنه، فمنهم من رجع إلى اليمن، ونسله خولان ومهرة ومجيد . ومنهم من نزل بالحجاز ونسله بلي وبهراء. وأما من مضى من قضاعة إلى الشام ومصر والبحرين؛ فنسله عاملة و كلب بن وبرة وتنوخ وسليح وخشين والقين والعليص . وأقام زيد بالحجاز، فأفترق نسله بها؛ من سعد وعذره وجهينة ونهد، فارتفعت إلى نجد العلياء، وقد كانت دهراً طويلا بتهامة.
وقد قيل عن ذلك:
والملك بعدهم إلى شدد به ... عصف الزمان كعاصف الأرياح.
الرواية الثانية: رواية عمر بن شبه وعبدالله البكري و ياقوت الحموي وغيرهم وهم ممن ينسب قضاعة إلى معد بن عدنان .
نزحت قضاعة من تهامة بعد حرب جرت لهم مع نزار بن معد ، ثم سارت بلي وبهراء وخولان ومن معهم إلى بلاد اليمن ، فوغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها فأقاموا بها زماناً ، ثم أنزلوا عبداً لأراشة بن عبيلة بن قسميل بن فَران بن بلي يقال له أشعب في بئر بمأرب، ودلوا عليه دلائهم ليملأها لهم فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم، ويبطيء عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي، فغضب من ذلك فحط عليه صخرة، وقال: دونك يا أشعب فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك، واقتتلوا حتى تفرقوا فتقول قضاعة: إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خولان وإن مهرة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر، ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم (زيد الله) ،
ويقول في ذلك الملثم بن قرط البلوي:
ألم تر أن الحــي كانوا بغبطة .... بمأرب إذ كانـوا يحلونــها معا
بلـى و بهــراء وخــولان إخوة ... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا
أقام به خــولان بعد ابن أمه ... فأثرى لعمري في البلاد وأوسعــا
فلم أر حيـــا من معد عمارة ... أجل بــدار العز منــا وأمنعا
وينسب ابن الكلبي الأبيات السابقة لقائد بن أقوم البلوي.
ديانتهم في الجاهلية :
كان الخولانيون يعبدون قبل ظهور الإسلام صنم لهم اسمه عم أنس عميأنس.
وكان لهم أيضا الصنم يعوق مشتركين فيه مع قبيلة همدان.
وقد ذكر ياقوت الحموي أثناء حديثه عن مخلاف خولان ،أنه في خولان كانت النار التي تعبدها اليمن ،وقد تكون هذه العبادة قد اقتبست من الفرس عبدة النيران.
أخبار خولان في كتابات المسند القديمة :
ورد اسم خولان في كتابات قديمة كثيرة فمن هذه الكتابات نص يخبر عن نشوب حرب في أيام ملوك سبأ ، سقط منه اسم الملك، وسقطت منه كلمات عدة وأسطر أضاعت المعنى. وقد شارك أصحاب هذه الكتابة في هذه الحرب، وعادوا منها موفورين سالمين، ولذلك سجلوا شكرهم للإله المقه رب مدينة حرونم حرون حروان، لأنه نجّاهم، ومن عليهم بنعمة السلامة. ويفهم من الكلمات الباقية في النص أن قبيلة خولان كانت قد ثارت على سبأ، فجهز السبئيون حملة عسكرية عليهم، دحرت خولان، وتغلبت عليها، وحصل السبئيون على غنائم كثيرة. وكان يحكم خولان قيل لم يرد في النص اسمه، ولعله سقط من الكتابة، وقد أشير إليه ب (ذي خولان) . وورد في نص معيني ما يفيد اعتراض جماعة غازين من الخولانيين لقافلة معينة كانت تسلك طريق معان التجاري، وقد أفلتت من أيدي الغزاة ونجت، ولذلك شكرت الآلهة، لأنها ساعدتها في محنتها، وحمتها، ونجّتها من التهلكة، وعبرت عن شكرها هذا بتدوين النص المذكور. وهناك نص آخر يشير حول تعرض الخولانيون والسبئيون لقافلة تجارية معينة في الطريق بين ماون ماوان و رجمت رجمة. وفي هذه الأخبار دلالة على نشاط الخولانيين في مناطق تقع شمال اليمن قبل الميلاد بأزمان، وأنهم كانوا من الذين يتحرشون بالطرق التجارية ويعترضون سبل المارة، كما يفعل الأعراب. ولعل هؤلاء الخولانيون كانوا من الأعراب المتنقلين. وقد ذهب (الويس شبرنكر) و (نيبور) إلى إن قبيلة خولان هي قبيلة حويلة المذكورة في التوراة، ولكن هناك صعوبات كثيرة يراها الدكتور جواد علي تحول دون قبول هذا الرأي.