حوار مع التاريخ

أَفقِْ أَيُّها التّاريخُ ، نَبِّـــــهْ رِجالَــــــــنَا
فَـــــــــــيارُبَّ مَرْموقٍ لهُ أَلْفُ هَفْوَةِ


أِفْق أَيُّها التاريخُ ، أَدْرِكْ حَقيقَــــــــتي
فَعَنْ نــــَهْجَ ديني لن تَضِلَّ مَسيرَتي


أَفِق ، و انتَظِر من أُمَّتي وَثَباتِـــــــــها
فَلَن تَقِفَ الأعْداءُ في وَجْهِ وَثـــــبتي

فَلي من كِتابِ اللهِ أَعظمُ رائـــــــــــــدٍ
ومِنْ سُنَّةِ العَدْنانِ أَعْــــــــــظَمُ قُدْوَةِ

أَفِقْ فالفُؤادُ الحُّرِ لا يَعْرِفُ الخـــــــــنا
ولن تَصْلُحَ الأَيـــــــامٌ إلا بِسنـــــتي

سَفَحَتْ دَمَ الأَحْقادِ دُونَ شَريعَتــــــــي
وأَعْـــــــدَدْتُ للأَيـــــامِ كامِلَ عُدَّتي

وكَيْفَ يَنالُ اليَأْسُ قَلْبًا مُـــــــــــــوَحِّدًا
إلـــــى اللهِ يَرْنــــو مُؤْمِنًا كُل لَحْظَةِ

أُخوتًنا في اللهِ ، مَهْــــــما تَباعَـــــدَتْ
مَسافاتُ أَوْطاني مِثـــالُ الأُخُـــــوَّةِ

عَليها بَنى أَسلافُنا صَـــــــــرْحَ مَجْدِنا
فَكَيْفَ هَدَمْنا صَرْحَنا بالتـــــعَنــــتِ

وقُلْ لَلعِدى مَهْمَا يَجُــــــــورُنَ إننَــــــا
حَمَلْنا إلى الدُّنْيا مَعــــــــــالِمَ نَهْضَةِ

وَإِنّا سَنَمْضي في الطَّريقِ الذي مَضى
على نَهْجِهِ أَسْلافُــــنَا سَيْرَ حِكْمَــــةِ

وَإِنْ تــــــــَكُ أَوْطــــاني تَشَتَتَ جَمْعُها
فَعَمّا قَريب سَوْفَ تَمْضــــــي بِهِمَّةِ

أَيا أُمَّةَ الإِسْلامِ لا زِلْـــــــــــتُ صامِدًا
ولا زُلْتُ رَغْمَ الصَّدِّ والهَجْرِ أُمَّتِي

لَكَ اللهُ مازالَ الزَّمـــــــــانُ مُــــــغَرِّدًا
عَلى قِمَّةِ الإِسْلامِ أَعْـــــــــــظَمُ قِمَّةِ

خذُوا كُلَّ ما تَبْغــــونَ إِلا كَــــــرامَتي
فَمَوْتي لَذيذٌ في سَبـــــيلِ عَقـــــيدَتي

بَني أُمَّتِي ، إِنّ الحَـــــــــــياةَ رَخيصَةُ
إِذا لَمْ نَقُمْ فيها بإِحْـــــــــــياءِ شِرْعَةِ

أَفِيقُوا ، فَما للذِّئْبِ يا قَوْمُ ذِمَّـــــــــــــةُ
وأَكْبَـــــــــرُ عـــارٍ أَنْ أُضَيِّعَ ذِمَّتي