][ العــــــروسُ ][


الليلةُ موعدُ زفافِهَا,كلُّ الترتيبَاتِ قدْ اتُّخِذَتْ
والكلُّ مهتمٌ بها أمُّها وأخواتُهَا وجَميعُ أقاربِهَا بعْدَ العصْرِ
ستأتِي (الكوافيرة) لتقُومَ بتزْيينِهَا الوقتُ يمضِي،
لقدْ تَأَخَّرتْ الكوافيرةُ
وها هيَ الآنَ تأتِي ومعَها كاملُ عدَّتِهَا، لتبْدأَ عمَلهَا بِهمَّةٍ ونشَاطٍ والوقْتُ يمْضِي


بسُرعةٍ قبلَ أنْ يُدركنَـا المغْرِبُ!

وتمضي اللحظاتُ وفجأةً، ينْطقُ صوتٌ مدّوٍ،
إنَّهُ صوتُ الحقِّ، آذانُ المغربِ

العروسُ تقولُ: بسرعةٍ فوقتُ المغربِ قصيرٌ.


الكوافيرة تقولُ: نحتاجُ لبعضِ الوقتِ اصْبري فلمْ يبقَ إلا القليلُ.
ويمضي الوقتُ ويكادُ وقتُ المغربِ أنْ ينتهي
والعرُوسُ تُصرُّ علَى الصلاةِ الجميعُ يحاولُ أنْ يُثنيهَا عنْ عزمِهَا
ويقولونَ: إنَّكِ إذا توضّأتِ فستَهدمينَ كلَّ ما عملناهُ في ساعاتٍ
تُصرُّ على موقفِهَا وتأتيهَا الفتَاوى بأنْواعِها ،
فتارةً اجمعِي المغْربَ معَ العشَاءِ وتارةً تيمَّمِي
لكنَّهَا تعقِدُ العزمَ وتتوكَّلُ علَى اللهِ، فما عنْدَ اللهِ خيرٌ وأبْقَى
وتقُومُ بشموخِ المسلِمِ لتتوضَّأَ، ضاربةً بعرضِ الحائِطِ نصائِحَ أهلِهَا
وتبدأُ الوضوءَ بسمِ اللهِ حيثُ أفْسدَ وُضوؤُهَا ما عمِلتْهُ الكوافيرةُ
وتُفرشُ سجَّادتَهَا لتبْدأَ الصلاةَ اللهُ أكبرُ
نعمْ اللهُ أكبرُ مِن كلِّ شيءٍ، اللهُ أكبرُ ومهْمَا كلَّفَ الأمرُ
وها هيَ في التشهُّدِ الأخيرِ مِنْ صلاتِها وهذهِ ليلةُ لقائِهَا معَ عريسِهَا
ها قدْ أنْهتْ صلاتهَا ومَا إنْ سلَّمتْ علَى يسارِها
حتَّى أسْلمتْ روحَهَا إلَى بارِئِهَا
ورحلتْ طائعةً لربِّها عاصيَةً لشيطانِهَا
نسألُ اللهَ أنْ تكونَ زُفَّتْ إلى جِنانِهَا


م\ن