جلست الأم كعادتها كل مساء...تساعد ابنائها في مراجعة دروسهم وأعطت طفلها الصغير كراسة ليتعلّم الرسم...حتى لا يشغل إخوته الباقين عن المذاكره...
ثم فجأة تذكرت أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها..زالشيخ المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبنى في حوش البيت الكبير....
أسرعت بالطعام إليه ..وسالته إن كان بحاجة لأي خدمة أخرى....ثم عادت لأولادها...
لاحظت أن الطفل الصغير يقوم برسم خطوط ودوائر على شكل نموذج لبيت فسألته :ما الذي ترسمه يا بني ؟؟
أجابها بكل براءة :إني أرسم بيتي الذي أعيش فيه عندما أكبر وأتزوج يا امي..
أسعدهارده...فقالت :وأين ستنام ؟؟
فاخذ الطفل يريها مخطط البيت.....فهذه غرفة النوم....وهذا المطبخ.....وهذا الصالون...وهذه غرفة الضيوف ...وترك مربعا منعزلا خارج الإطار الذي رسمه.....
فقالت له : ولمن هذه الغرفة خارج البيت...إنها منعزله عن باقي الغرف ؟؟
رد عليها الإبن بعفويته : إنها لك يا امي.. ستعيشين فيها كما يعيش جدي..
صعقت الام لجواب إبنها الصغير....وإحتلتها تساؤلات حارقه,,,,,هل سأكون وحيدة حقا خارج البيت؟؟؟ هل سأقضي مابقي من عمري وحيدة بين أربع جدران دون أن اسمع لأفراد أسرتي صوتا ؟؟؟وهل وهل وهل؟؟؟؟
ثم بدون تأخير عزمت على قرار....رتبت غرفة الضيوف جيدا....ثم جاءت بكل اثاث والد زوجها...ونقلته هناك حيث دفء الاسرة يحضنه...
عندما عاد الزوج من عمله...تفاجأ بما رأى.....فسألها ما الداعي لهذا التغيير ؟؟
ردت عليه والدموع تترقرق في عينيها : "إنني أختار أجمل الغرف التي سنعيش فيها إذا أطال الله في عمرنا....وعجزنا عن الحركه,,