ايه الاخوة الكرام إن من اللطائفِ القرآنية الدقيقةِ في قوله سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[الأنفال: 60] أن يأتي الأمرُ بإعدادِ القوة لإدخالِ الرعبِ والرهبةِ إلى قلوب الأعداءِ في سياقِ الحديث عن المعاهداتِ ونقضِ اليهودِ لها في كلِ مرةٍ، فإن المعاهدةَ ليست سوى حبر على ورق، لا أثر لها في الواقعِ إن لم تكن مدعمةً بالقوةٍ التي ترتعدُ لها فرائص العدو، كلما فكرَ في نقضِها أو إبطالِ مفعولِها، وبعدَ الأمرِ بإعدادِ القوةِ الرهيبةِ يأتي الحديثُ عن السلمِ لأنَ السلمَ إن لم يكن من موطنِ القوةِ والعزةِ فهو تنازلٌ للعدوِ وخضوعٌ لشروطِه، فيكونُ استسلامًا لا سلامًا.
اقرؤوا ذلك كلّه في قولهِ تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[الأنفال: 60، 61].
ايه الاحبة متى حقّقنا الشروط الربانية التي جعلها اللهُ أساسًا لنيل النصر على عدونا فتحَ اللهُ لنا مغاليق الأبوابِ، وهيأ لنا أفضلَ الوسائلِ وأكرمَ الأسبابِ، وحقق لنا وعد رسولنا في قوله: ((لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمونَ اليهودَ، وحتى يختبئ اليهودي من وراءِ الحجرِ والشجرِ إلا الغرقد؛ فإنه من شجرِ اليهود)).
ايه الكرام لن يكتبَ النصرُ الموعودة به هذه الأمة ما دامت تسيرُ في متعرجاتٍ مظلمةٍ، بعيدة عن صراطِ الإسلامِ، والعدو يعرفُ هذا ولا يزالُ همُه أن يبعدَ الشعوبَ الإسلامية عن عقائد الإسلامِ وتطبيقاتهِ، ليطيل أمد بقائِه.
فيا ترى، من تكون هذه الفئةُ التي تتبنى الإسلامَ بصدقٍ وتخوض المعركة بإخلاصٍ حتى تنالَ مجدَ النصرِ على العدو الرابضِ في ديارنا؟ طوبى لمن كانَ رائدَ هذه الفئة، وطوبى لمن كان قائدًا فيها، وطوبى لمن كان جنديًا من جنودِها. طوبى لمن شرّفه اللهُ بالجهادِ الحقِ تحتَ رايةِ الإسلامِ الناصعةِ، بعيدًا عن راياتِ الجاهليةِ، بعيدًا عن المزايدات السياسية، بعيدًا عن الخيانات، ودون جعجعةٍ إعلاميةٍ مضللةٍ. طوبى للمجاهدين والمرابطين في غزة ولسانُ حالهم هناك: الصبرُ من أبوابِ الظفر، والمنيةُ ولا الدنية، واستقبال الموتِ خيرٌ من استدبارهِ، وهالكٌ معذور خيرٌ من ناجِ فرور. طوبى ـ عباد الله ـ لأولئك كلِّهم، ولا عزاء للقاعدينَ والمخلَّفين
والى القاء في موضوع اخر وحلقات اخرى وارجو ان اقد افت اخواني الكرام في هذا المنتدي المتألق ولكم مني خالص الدعاء بالسعادة في الدنيا والاخرة .محبكم