قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فطالما أنهم زينة الدنيا فلا بد لنا أن نعتني بهذا العطاء من الله سواء الذكور أو الإناث. إن ظاهرة العنف التي نقرأ عنها كثيرا، تدمي القلوب فتارة نجد فتاة هاربة من الأسرة وتعاملها معها ولكنها تهرب إلى جحيم أكثر حرارة واشد عندما تجد نفسها بين التسليم لأمور منا فيه لآداب الإسلام أو التضحية بحياتها. كيف نتعامل مع أبنائنا هذا يحتاج إلى عُصارة فكر والى وقفة تدبر كيف نوازن بين التربية السليمة وبين العنف الذي يصل أحيانا إلى الموت المجتمع الآن غير المجتمع الماضي كانت تحصل مثل هذه الظاهرة ولكنها قليل انتشارها بين المجتمع عندما يُخطئ الشاب أو الشابة وتشعر بأنها سوف تنال العقاب من والديها فإنها تلوذ بالأقارب وتسمى وزيه عندهم ومن ثم تقوم هذه الاسرة بالوجاهة عند والديها لكن الوضع الحالي مختلف كثيراً فقد قل الحياء في بعض البشر ويتصيدون مثل مواقف العنف التي تجبر الفتاة على مُغادرة منزل أسرتها وتكون فريسة للذئاب البشرية وتكون النتيجة مؤلمة للفتاة ولأسرتها. الأطفال يلهون في الشارع الى وقت صلاة الفجر في الطُرقات دون رقيب ومن هنا تبدأ الشرارة حيث تواجد مروجو المخدرات ويجدون ضالتهم المنشودة وتنطبق عليه المقولة خرج ولم يعد. جُلساء السوء أول بوابة الانحلال الخُلقي فالمرء من جليسه كصاحب الطيب والكير الأول تكسب منه رائحة الطيب والآخر يحرق ملابسك. لقد اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف الجليس حيث تقمص الشخصية كيف نحافظ على أبنائنا من شرهم ونحن تركناهم صيداً ثميناً لهم. علينا أن نجتهد في متابعة أبنائنا والرفق بهم واحتضانهم وقضاء جُل وقتنا معهم لمعرفة أحوالهم فهم بحاجة ماسة إلى الحنان والشعور بأهميتهم عندما نجتمع على المائدة ونشرب الشاي ونعطي وقتاً كافياً للترفيه سواء في البيت أو في مواقع الترفيه بصحبتنا فنحن أولى بصحبتهم من الأشرار ونكون حافظنا على هذه الثروة المساجد وتعود الطفل في الصلاة فيها بصحبتنا تدخل روح الفضيلة في سلوك الطفل هُناك عدو وصديق في نفس الوقت داخل بيوتنا هو الأنترنت والجوال ومن على شاكلته إذا لم نتابع أبناءنا وبناتنا من خلاله فإننا سنخسر جيلاً بسبب ما يعُرض في هذه التكنلوجيا الحديثة وحتى الجوال فيكفي مسماه فإذا أحسنا التعامل مع هذه الأجهزة التي لامفر منها وكثفنا مراقبتنا على أطفالنا فلاشك أن المردود ايجابي في سلوك أولادنا عودوهم على حب الوطن هذا الذي ترعرعنا على ترابه وشربنا من مناهل علمه لانجرف وراء السراب الذي يحسبه الظمآن ماء. أعط من وقتك لأهل بيتك أنشغل بتربيتهم على الفضيلة والوسطية وحب الدين ثم المليك والوطن. والمحافظة على القيم والأخلاق وموروثنا وحضارتنا هي دليل أصالتنا فلنحافظ عليها.

*شيخ النواشرة بمحافظة القنفذة وتوابعها \ محمد بن أحمد الناشري*