أستغفر الله العظيم وأتوب إليه 40 مليون دولار - عفوا -أقصد 40 مليون مرة...

ثم أحمد الله وأثني عليه كثيرا... فحتى الآن الفضائيات العربية انحصرصراعها في اكتشاف النجوم والنجمات والمُدندنين والمدندنات، ولو أنها فكرت في تطوير أبحاثها في "علم المغنى" لترتقي من اكتشاف النجوم إلى استكشاف الأقمار والأجرام السماوية لكانت العروبة في خبر "أحسن الله عزاءكم" ولكانت المروءة في خبر "عظّم الله أجركم" ولكانت القيم والمبادئ كلها في خبر "لله ما أخذ وله ما أعطى"...

أما بعد:

إذا كنتَ مواطنا عربيا أصيلا... "عربيا أصيلا" بأتم معاني الجملة فلا تقرب هذا المقال، إذا كنت قد بارزت يوما عنترة بن شداد في ميادين الفروسية أو جالست امرؤ القيس على طاولة في مقاهي دمشق، أو ارتشفت الشاي مع أبو ليلى المهلهل في خان الخليلي فلا تقرب هذا المقال،إذا كنت من زمن عمرو بن كلثوم أو عاصرت صلاح الدين الأيوبي أو محمد الفاتح وأسرجت خيلك لفتح بيت المقدس أو القسطنطينية... إذا كنت شاركت في الفتوحات الإسلامية في شبه الجزيرة العربية واتجهت إلى العراق وفارس شرقا وإلى بلاد الشام شمالا، ثم زحفت إلى مصر وشمال افريقيا، وعبرت البحر المتوسط إلى شبه الجزيرة الأيبيرية فهذا المقال لا يعنيك بأي حال.إن هذا المقال مُهدى إلى جماعة "لوووول" وفريق "كوووول" وإلى كل عربي "نص كُمّ"...

إن هذا المقال مرفوع إلى "الفاتحين الجدد"، الذين يفتحون خطوط الهاتف وخطوط الطول والعرض ويعسكرون ليلا أمام شاشات التصويت من أجل استرداد الأراضي العربية المغتصبة... مُهدى إلى الصامدين من طبقة "البروليتاريا" الذين يحرثون صفحات الفيس بوك ويكدحون في"المزرعة السعيدة" لتحقيق الاكتفاء الغذائي للأمة العربية، إلى الذين يشقون صفوف الغبار في معارك "وادي الذئاب" و"وادي الملوك" و"نهر الغانج"... إلى جيوش الفاتحين بقيادة "إيزيل" و"كوسوفي"، إلى كتائب الفارس الغازي العظيم "مراد علمدار" التي ستفتح بسواعدهم فلسطين وتعيد أمجاد الدولة العثمانية.

إلى أجناد لميس وسيلا وفرسان كارمن وميرهان... وأخيرا وليس آخرا إلى خيباتنا العربية المتكررة في مواسم "الشطيح والرديح"*
اعلموا يرحمكم الله أن الحياء شعبة من الإيمان، وأن أبا القاسم عليه الصلاة والسلام قال في حديث شريف: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيهما يحب لنفسه)) ، وإني على يقين لا يقبل التفاوض أن ذلك الحب الذي تحدث عنه سيد ولد آدم لا يتضمن "الحب الممنوع" و"الحب كله" و"الحب المستحيل"...وقد قُلتُ ذات مرة "إن الوعي العربي يحتاج إلى راق شرعي" ولكن الواقع يقول إن الوعي العربي مصاب بالزهايمروبالتخريف وبكل أنواع الأمراض النفسية والاجتماعية... الواقع يقول: إن فاقد الوعي لا يعطيه!



واعلموا يرحمكم الله أننا انتقلنا من زمن أينعت فيه الرؤوس، إلى زمن أينعت فيه الرؤوس وأزهرت وأثمرت وانتشرت رائحتها ولم تجد قاطفايقطفها. واعلموا أيضا أن الأصمعيُّ شكَّ ذات زمن في لفظ استخذى (أي خضع)، وأحبَّ أن يستثبت: أهي مهموزة أم غير مهموزة ، فقال للأعرابيّ: أتقول استخذيتُ أم استخذأتُ؟

قال الأعرابي: لا أقولهما.
قال الأصمعيّ: ولِمَ؟!

قال: لأنَّ العربَ لا تستخذي (لا تخضع)!

فلا تستخذوا أكثر يرحمكم الله!

منجية إبراهيم


منقول