أن أسوء ما يمكن أن يحدث للمرء هو أن يلتف على عقله
والأقسى والأدهى أنه يضن بأنه يحسن صنعا وأنه شخص متمكن
وأنه يعمل على أسس مبدئية وأخلاقيه صنعها هو من صلب عقله
من غير أي تأثير خارجي طرأ عليه
وأنه يستخدم عين ثالثه يرى بها ما خلف كواليس الأمور وينظر لنفسه بأنه قمة وأنه قادر على استخراج الحق من جوف الباطل والعمل به, يدعي الكمالية العقلية غير قابل للنقاش العقلي لأنه يعتقد بأن عقله بلغ الزبى من طفرة حكمته وفهمه فلم يبقى أي مكان فارغ في عقله ليستقبل بهي وجهات نظر الآخرين
و لم تعد تسمح له كبرياء وعزة فهمه بأن يأتي كائن من كان و يتجرأ ويجرحه
و يصحح له نظره هو نظرها أو مبدأ هو أسسه
أو أو حتى أدراك لبعض المفاهيم الحياتية التي أعيد تدويرها وتشكليها كل بحسب مصلحته وحاجته
يتلاعب بالمفهوم العام لتعاريف الأشياء يصنف الأشياء كيفما أتفق
يؤمن بأن التطور والحداثة تطورت هي نفسها حتى شملت الإدراك والمفاهيم والمبادئ والأخلاق
يرضي نفسه أولا
يطبل لذاته ويشجعها على أن لا تلتفت لا لضمير ولا لمبدأ بل يأمرها بمواصلة رحلة التخبط التي يعيشها بدون أي وقفة تأمل للماضي ولا شكر للواقع
ولا حتى نظرة تعقبية للمستقبل من جراء هذا التخبط اللحظي الذي يمتطيه
و لا يحثها على استخراج الحكمه من أخطاء الآخرين
يعمل على قواعد أصلها هش يذريها الفراغ
لا تملك جذور بل أنها فقاعات أصول تملك في رحمها فراغ أخلاقي لاتسمن صاحبها ولا حتى تغنيه من جوع
بل تجعله بالدرك الأسفل من الخلق تجعله مكتوف الأخلاق حبيس الضلالة يتحرك داخل دائرة ضيقة مغلقة لا يرى من خلالها نور الحياة
توهم له الخير وتبطن له الشر تسل أنيابها بعد أن يقع ضحية في فكرها.
وما يزيد الموقف حماقة و بلاهة هو استغلال هذا التطرف الفكري من أطراف خارجية تعيش على جهل رواد هذا الفكر بل يحفروا لهم حتى يقعوا في شر أفكارهم يراقبونهم من بعيد ويطبلون لهم ويحرضونهم على هذه الأفكار لمآرب شخصية هم خططوا لها ليشبعوا بها حاجاتهم ويتسترون بالكلمة المغشوشة الطيبة وخفض جناح الذل لهم ولين وسهولة جانبهم ويعطرونها بدماثة الخلق حتى يتمكنوا من عملهم التخريبي ويبدأ بنشر الرعب في نفوس الآخرين وينقلب (غول) فيكشر عن أنياب فكره الإرهابي فيبدأ يبطش بلسانه يأكل من كل الجهات ومن ثم يتركهم فضله وبنهاية مسلسل عملهم الأرهابي يقولون لهم (يداك أوكتا وفوك نفخ)
ولكن أنا أرد عليك بلسان الله تعالى (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار)



الكل يحرص على نفسه ويبدأ بمحاسبة أفكاره قبل أن تتطرف وتحملك إلى مالا طاقة لك به وبالنهاية هي من تحجك وليس أنت فأنت كنت الراعي الرسمي لها وهي كانت الرعية أنت كنت ولي أمرها أهملتها فأهملت نفسها فوقعت في شر إهمالك وأصبحت بليدة لا تعرف ماذا تريد والى أين تريد أن تصل. عقولنا وأفكارنا هي شعلتنا وهي وقودنا وهي من تصل بنا إلى بر أمان الحياة بعد الله فلنحافظ على أفكارنا ونراعيها ونعاملها معاملة صادقة ولا نغشها لأن المتضرر الأول والأخير هو أنت وسوف تبكي على نفسك وحيدا.
منقول بتصرف