رفقاً بالقوارير..؟!
منذ فجر الاتصالات الحديثة، وهيمنة الاقمار الاصطناعية على كل شبر من فضاء الله الواسع، سرقت القنوات الفضائيات تجارية وحكومية الوقت من مشاهديها، واقتحمت تلك القنوات دون استئذان اوقات راحتهم وحتى حجرات نومهم وسعت مع سبق الاصرار إلى اختطاف الكثير من شقائق الرجال الجميلات وزجت بهن في اتون اضوائها المبهرة و(بربغندا) استديوهات برامجها، ونصبت حبائلها لبعضهن في تقديم نشرات اخبارها السياسية، بل واقحمتهن فيما لم يخلقن من اجله، فعهدت اليهن على مدار الساعة في قراءة احداث الحروب وجرائمها المتعاقبة، مجبرة لهن وبدم بارد على ادمان مشاهدة تلك المجازر الرهيبة التي تبثها، دون التفاتة إلى ما قد يصيبهن من امراض عصبية ونفسية لعل أهونها الاكتئاب! ناهيك عن سهر الليالي الطوال وبهرجة الاضواء، مما تسبب في ذبول محياهن وتلاشي زهور شبابهن وكل ذلك بسبب استغلال حاجتهن للوظيفة مع توفر الموهبة والقدرة لديهن، والمتتبع لحال بعضهن مقارنة بمثيلاتهن ممن اوكل اليهن ما يناسب فطرتهن كبرامج الأمومة والطفولة وشؤون المنزل وحتى البرامج الترفيهية لن يستعصي عليه ادراك البون الشاسع بين هؤلاء واولئك اللاتي تأكلهن هذه القنوات لحماً وترميهن عظاماً بالية! فلماذا لا يوكل للرجال ذلك، لما لهم من قدرة توافق ما خصهم به الله تعالى؟ فهل يتنبه اولئك المستغلون وخصوصاً ممن هم من ابناء جلدتنا، الى ذلك الجانب الانساني الذي تناسوه، ونسوا معه وصية سيدنا المصطفى محمد عليه وآله افضل الصلاة وازكى التسليم (استوصوا بالنساء خيرا.. الحديث)! أم ترى فتنة الكسب المادي قد رانت على افئدتهم..والله المستعان.

الاستاذ \ غازي أحمد الفقيه - القوز
http://www.al-madina.com/node/432696...%B1%D8%9F.html