فستان مَكسي!

كنبات الفطر تكاثرت واستنسخت من بعضها، وعمت وطمت مدننا صغارها وكبارها، فكما ابتلينا بظاهرة (أسواق أبو ريالين) ها هي المولات والمراكز التجارية للملابس الجاهزة تتزاحم وتتناغم جدارًا بجدار ويافطة بيافطة، مستدرجة المواطن والمقيم الذي قصدها راكضًا وماشيًا يطلب مبتغاه، وراجيًا أن يجد فيها ضالته.!
أبوخديجة واحد من هؤلاء حفيت قدمه يتنقل بينها، بين هذا المول وذاك باحثًا عن فستان مكسي يليق بصغيرته ذات الاثني عشر ربيعًا، ليكون هدية نجاحها، ولتبتهج به بين زميلاتها، صعد سلالم تلك المولات والمراكز وهبطها، فتش بعناية جميع أقسامها استنجد بالبائعين فيها (وكلهم وافدون) فلم يعثر على بغيته تأفف، تضجر، استجمع قواه ذاهبًا باتجاه مول إثر مول، وكان يعود منها جميعًا بخفيه، تذكر أنه لم يقصد آخر المولات وأشهرها، وماذا يقول لصغيرته إن عاد إليها بدون ما وعدها به، قاد مركبته مسرعًا ودلف المول مؤملاً العثور على ما يريد فلم يجده، وعندما خارت قواه، قرر أن يصفع مدير المول بسؤاله الحارق: أمعقول ألا أجد في الأسواق ثوبًا للحشمة، تبسم مدير المول وهمس في أذنه: لقد غامرنا ذات مرة، ووفرنا ما تطلبه وأمثالك فبارت بضاعتنا، وكسدت في كراتينها، وقررنا عدم المجازفة مرة أخرى، وكما رأيت فمعظم اسواقنا (كت ومِني وميكرو)، والجميع (صنع في الصين) إلاّ القليل.
خذها نصيحة يا صاحبي: اتكل على الله ومشّ حالك، والجود من الموجود! قالها مدير المول ضاحكًا..
تمتم أبوخديجة بكلام غير مفهوم، وغادر المول لا يلوي على شيء، وصدى ضحكات مدير المول ترن في إذنيه.
غازي أحمد الفقيه - القوز