كَيفَ تَكُونُ أَرْوَاحُنَا بَعدَ المَغِيب ؟؟..
هَل سَتَعتَلِي سُحُب الشَوقِ وَالحَنِين ..

أَمْ تُحَلِقُ فِي فَضَاءاتِ النِسيانٍ
وَالذِكْرَيَات .. مَاذَا بَعدَ الرَحِيل ؟؟
أيَامُ العُمرِ تَمْضِي وَيَزدادُ الحَنِينِ لَهُمْ ..
هُم ..
كَانُوا شُمُوعَاَ تُضِيءُ دُرُوبَنَا وَلَيَالِي العُمْرِ
الخَالِيَةَ مِنَ النُورِ ..
نَسْتَمِدُ مِن نُورِهِمُ دِفءُ الأَحَاسِيسِ وَالحُبْ ..
فَتَرْقُدُ أُمْنِيَاتُنَا عَلَى أَوْصَالُ
الأَحْلاَمُ المْمَزَقَةُ شَوْقَاً بِلِقَائِهِمْ ..
وَتَسْتَبيِحُ الأَوجَاعُ جَوَارِحُنا
كُلَمَا زَاراتنَا أَطيَافِهِم ..
وَالدَمْعُ يَنْهَمِرُ كَالسَيْلُ مِن
أَعيُنِنَا حَسْرَاتٌ وَآلآمٌ تَضيعُ بِهَا
مَلاَمِحُنَا وَتَتَشَوَهُ ابْتِسَامَاتُ
شِفَاهُنَا بِصًرَخاتِ الْوَجَعُ وَالإفْتِقَادْ ..
وَهُمْ ..
أَرْوَاحٌ تَسبَحُ فِي سَمَاءِ الغِيَاب .. يَشْعُرُونَ
بِمَا يُحِيْطُ بِنَا مِنْ أَشْوَاكِ الْوِحدَةِ وَالإِنْكِسَارْ ..
وَنَحن ..
نَحنُ نُشَيِدُ أَسْوَارَ أَحْزَانِنَا عَزَاءً بِغِيَابِهِمْ ..
تَجْتَرُ آَهَاتُنَا أَمْعَاءَ أَفْرَاحٍ كَانَت لَنَا
أَجْمَلُ أَيَامُ الْحَيَاةِ بِوُجُودِهِم ..
فَبَنَيْنَا قُبُورَ الغُرْبَةِ وَالضَيَاعِ
بَرَحِيلِهِمْ وَتَوسَدنَا أَرْصِفَةُ الشَوْقِ
وَالحَنِينِ لَهُمْ وَرَسَمْنَا عَلى
جُدْرَانِ أَوْجَاعِنَا ذِكْرَيَاتِهِمْ .. }}} ..
بَكَيْنَا ..
بَكَيْنَا ..
بَكَيْنَا ..
بَحَثْنَا
عَنْ مَخرَجٍ لِأَحْزَانِنَا وَلْم نَجِدُ غَيرَ الصَبرِ
مُعِينٌ لِقُلُوبِنَا المُحطَمَةُ فَقدَاً وَضَيَاع ..
تسيرُ قَوافلَ أَحْزَانِنَا فِي صَحْرَاءِ التَمَنِي بِعَوْدَتِهِمْ ..

وَرِيَاحُ الأُمْنِيَاتِ تَخْنُقُ آمَالُنَا بِلِقَائِهِم ..
نَقْتَاتُ مِن خُبْزِ الصَبْرِ فُتَاتاً تُقَوِينَا عَلَى
تَحَمُلِ غِيَابِهِم عَنْ حيَاةِ الفَنَاءِ لِنَلْتَقِيهم فِي الدارِ
الآخِرَه .. فَكَم كنا نَحْتَمِي بِهِم مِن مَجهُولاَتِ
الحَيَاةِ المُوحِشَةُ التِي تَقْذِفُ بِنَا فِي
سَمَاوَاتِ الوَحَدَةُ وَالجَزَعُ وَتَلسَعُ جُلودُنَا
رُعُودِ الشَقَاءِ وَالإنْكِسَارْ .