رثاء في العلامة الأديب المؤرخ اللغوي الشاعر الشيخ حسن بن إبراهيم الفقيه يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته آمييين

( ما مات الندى )


أأساتذنا إن مت ما مات ذكركم

وما ماتت الآثار كلا ولا الندى

فموتك قد هز الفؤاد وقد جرت

دموعي وقد جار الزمان وفندا

فما بي إي والله فوق الذي بهم

فقد كنت فينا صاحب الرأي سيدا

وقد كنت أستاذا وشيخا وعالما

أديبا أريبا ملهم الفكر موردا

وقد كنت للتاريخ نهرا إذا جرى

تحول شهدا أو تحول مشهدا

وكم كنت للآثار شيخا ومرجعا

وفي كل ميدان لك الصوت والصدى

وكم كنت للإيثار والبذل منبعا

وكم كنت للتعليم والعلم موفدا

فلا لجنة وفت ولا غير لجنة

ولا عجبا أن تجهل الشمس فرقدا

ولا عجبا أن ينكر الناس بدرهم

ولا عجبا أن يرخص الناس عسجدا

لقد غاب عنك الناس لما تكالبت

عليك صروف الدهر والشيب قد بدا

فلا القنفذا أعطت ولاجاد أهلها

ولا سلم الوافون في الناس حسدا

فياسيدي المحبوب هذا عزاؤنا

يموت أديب القوم ظمآن منشدا

ويحيا حمار القوم في ظل أيكة

وكم قد علا جحش وآخر شيدا

وكم صار للجهال قدر ومنزل

وبات لبيب الناس كالسيف مغمدا

فلا عجبا إن لم تجد قط موضعا

فأنت وإن جار الحسودون مبتدا

إلى جنة الفردوس نرجو إلهنا

تكون لكم بيتا وعزا ومرقدا

فيا شيخنا هذي لحانا تخضبت

دموعا وماندري الردى اليوم أو غدا

فكل إلى الرحمان لاشك أمره

ولو سكن البرج العظيم المشيدا

فحمدا لربي ثم شكرا لفضله

فكم قد فقدنا سيدا ثم سيدا

فعش يا فؤادي في كفاف وعفة

فما لامرئ في الموت أمر ولا مدى

شعر متنبي العصر
الروائي والقاص والشاعر
أحمد محمد حلواني
منطقة مكة المكرمة
محافظة القنفذة
الثلاثاء 1436/10/ 26
--------------------------

محافظة القنفذة تودع المؤرخ حسن الفقيه - http://sabq.org/4WDgde