يا صديقي اصالة الماضي ستبقى
مع قهوة الصباح هذا معدالي وابشربالحق
(سلسلة2) عندما نتطرق للماضي هو لمن لم يشهد ذلك الوقت من شبان وشابات الحاضر ليروا المفارقات بين الماضي والحاضر
بعاداته وتقاليده التي انقرضت أو تكاد ان تنقرض نحن بحاجه للكثير منها في زمننا هذا ومهما حاولنا أن نصف الماضي الجميل ونبرز له ولرجاله ونسائه الوجه الجميل لانستطيع لأنه يحمل سلسلة من الصفات الجميله أصالة الماضي ستبقى لأن الذي ماله ماضي ما له حاضر وتأكيد مقولتي هو مانشاهده في المحلات والمطاعم والمقاهي ومداخل المنازل والمجالس برونق الماضي وأدوات الحاضر ومنها عروق الشجر والطين وخلافها وهي لمسات صناع الجبس في الوقت الحاضر حيث سهل التشكيل كان لايخلوا الماضي من المنغصات والخصومات وهناك التألف والتقارب الاسري والشيم والقيم النبيله وهناك ثوابت تحفظ الأمن واﻹستقرار بعدالله وهي (النقى****والمعدال********والنقف وإصلاح ذات البين من قبل المحكمين والصلح يرضي الطرفين الخلافات تنتهي في حينها لاتحتاج لمواعيد بالشهور حتى يتطور الخلاف إلى مالا يحمدوعقباه) أما النقف فهو آمر اﻹحضار للمدعى عليه في قلةالتعليم في ذلك الزمان عبارة عن عود من الخشب سميك يعمل فيه شيخ القبيله ثلاث إشارات في رأس العود وفي الوسط وفي الآخر يسلم********للمدعي لتسليمه للمدعى عليه وتحدد الجلسه بيوم السوق حيث كانت الأسواق الشعبيه ملتقى القبائل وسوف نتطرق لها ان شاء الله في مقال آخر وأنا شاهد عيان في ذلك الوقت الذي ليس بالبعيد كان حضور لشيخ القبيله وأمير المركز حيث كان يُكنى بذلك وهناك محكمين********في قضايا الخلافات والمضاربات والصلح هم من العقلاء يقومون مقام القاضي وأحكامهم نافذة يعملون لوجه الله وبدون مقابل يتنقلون بين القبائل ) واحينا يحكمون باليمين المغلظه تعمل دائره على الارض يدخل في هذه الدئره ويحلف اليمين المدعى عليه مع قاعدة على المدعي البينه وعلى المنكر اليمين وتنتهي الخصومة كلمة********(المعدال )**** في الماضي ****عندما يعتدي********الجار على جاره أو على أي شخص آخر يسارع أهل هذا الرجل إلى منزل المُعتدى عليه ويقدمون له********المعدال أغلى المقتنيات إما سيف أو جنبيه حتى يعطونه الحق ثم يأتي دور ( النقى)******** يأخذون المُعتدي ومعهم من الوجهاء يتجهون إلى منزل المُعتدى عليه وينادونه حتى يسمع ندائهم ويبدؤن في ضرب المُعتدي أمام منزل المُعتدى عليه ثم يتدخل ويقول لهم عفوت عنه********هكذا كانت تسير الحياة********الفارق بين ما كان وما هو كائن الآن هو أننا كنا نعرف تفاصيل القرية وكل الأخبار، ونبذل كل ما بإستطاعتنا لمساعدة الآخرين ما كان تحرش جنسي بالرغم من الإختلاط********المشرف لاتستطيع أن تناظر المرأة************بسوء ويفتضح آمرك بين الشبان وتصبح وصمة عار عليك الحياء وهو شعبة من شعب الإيمان كان يتمثل في شباب وشابات ذلك الزمان المنازل بدون أحواش أو ساتر السرقه أو إلاختلاس بالرغم من الحاجه كانت قليله جداً بسبب الحياء. أما الآن فلا نعلم ما يجري في غرفة النوم إذا كنا في غرفة الجلوس، ولا نعلم ما يجري في الصالون إذا كنا في المطبخ، ولا نعلم ما يجري في الشقة المجاورة والبناية المجاورة. وأصبحنا نتفاخر بالتوافه، وكأننا في آخر الزمان الذي وُعدنا به على لسان من سبقونا بكثير، حيث الخجل يخجل من الظهور والوقاحة مستلقية على قارعة الوجوه.. القناعة مقنّعة برداء الخوف والجشع يركض أمامنا ونحن نسابقه منذ لحظة الاستيقاظ، وأصبحنا نصفق للسارق الذي استثمر كرسيّه ووظيفته وخان الأمانة، ونحتقر الشريف الذي لم (يدبّر نفسه) وبقي محافظاً على الأمانة.. كل ذلك كي نملك عمارات وسيارات وأرصدة و(مصاغ) ذهبي********ونتابع الركض في هذا الاتجاه المخالف للحضارة والأخلاق والشرف دون أن نعي ونفكر أين هي نقطة النهاية!في تلك البيوت القديمه والقلوب النظيفه وقلت العيش والمال****كنا نجلس جميعاً، أمي وأبي وأختي وأخي وأنا وصديقي وصديق أخي وصاحب والدي القديم ، وجارتنا على فانوس الكاز وبجواره جرة الماء والزير من الفخار، وطاقة في الجدار تضع********فيها كتبنا، وصندوق خشبي ، وراديو على البطارية لا يعمل إلا بعد عدة صفعات ولكمات********نستمع إلى
عبد الباسط صباحاً وهو يرتل آيات القرآن الكريم، ثم إلى أم كلثوم، وبعدئذ إلى إذاعة هنا لندن وهنا القاهره، قبل اختراع الفبركات والقصص المزيفة. إفطارنا من الذره أو الدخن الفاتر أي يعمل من الليل .واللحم لا نراه إلا في المناسبات، ومرقه الفرنوج علاج للزكام********وشجر الغشو في الصباح لتخفيف السخونة والصعوط بزيت السمسم في الأنف المسدود والمٌر واللبان يطحن ويوضع على رأس المولود********من يباشر الولاده إمراءه لا تقرأ********ولا تكتب ولا تعلمت في مدرسه********كانت من البلد وهي لم تلتحق بأي مدرسه تعليميه وميسر الولادة هو الله والطفل ينام على صوت الأم وهي تكيل عليه من المديح

****(هوى يا هواني وأبني ما يخشى الظلامي****فارس الفرساني ) إلخ غذاؤه في (مووجر) يوجد على شاطىء البحر مجوف من الداخل وسميك في اوله تضع فيه الأم السمن وحليب المواشي الطازج التي تتغذى من ورق الشجر في وقت لاوجود للشعير (والمووجر ) هي الرضاعه في لغة الحاضر وكان أولاد وبنات زمان يعملون يد بيد مع أهليهم بالرغم من شظف العيش لاخادمه ولا خادم ونحن اليوم في نعمه وفي خير يجب الحمد والشكر لله على هذه النعم ولكل زمان رجاله وهذه المفارقات ضريبة الحضارة. كتبت هذه الأسطر وانا في الطياره على ارتفاع خمسه وثلاثون الف قدم قادما من الخارج بعد ان تخيلت قطع مسافات الأشهر على ظهور الإبل اليوم تقطع في ساعات محدوده محدوده ودارت ذكرى الماضي الجميل ومانحن عليه في الحاضر سطرت هذه الأسطر من معلوماتي المتواضعه فأعذروني في الوصف او اللغه ان أصابها شيء من الأخطاء اللغويه

طاب يومكم بالمسرات

الناشري محمد احمد
العبد الفقير إلى الله