الرساله كتبت قبل ١٠٠ سنه، من مغترب الى أهله في نجد..تعطينا صوره لذلك الزمن وأحواله وأخلاق أهله ومشاعرهم الانسانيه تجاه بعضهم في وصيته بجيرانه وذوي قرباه. هذا هوالفارق بيننا وبينهم لقداوجز الأعرابي وانجز في الوصف واخلص في النصيحه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته.
مشينا من عندكم خبركم حادرين مع الربع، نمشي في البراد ونقيّل وقفة الشمس، ونمشي اذابرّدنا، ونسري أول الليل، ثم نمرح، وإلى افطرنا عقب الفجر سرحنا وما وصلنا الاعقب عشرين يوم مَشْين على رجلينا حيث الرحايل ضعيفة يالله تشيل الزهاب ماتنطح نركبها، والمرعى قليل ولقينا ديرة عجيبة عندهم شي يسمونه خبز لا هو قرصان ولامراصيع، ولاتزينه الحريم في البيوت يزينه رجال بعضهم عجم في دكاكين فيها تنور كبير ويبيعونه على الناس - زين ياكلونه يغطِّونه اما على بلول والاعلى حليّبه والاعلى حلو يسمونه شاهي والطبيخ رز - اسامي عجيبه - والي اعجب ويهوّل سرج تشب بليّا قاز، وحديد في الجدار يصب ماء، وحديد في السقف يهب هواء، ونشدنا مطوعهم عسى مهوب هذا سحر؟ وقال لا هذا كرهب، وفي ذمته. واشتغلنا من يوم وصلنا، وعندهم نعم كثيره ، عندهم تمر يتصارخ من زينه، والحمدلله ماقاصرنا الاشوفتكم والجماعة والديره. الله الله من يوم تسيلون وتردّ الرّكايا تكزّون تخبرونا نسندلكم، واحرصوا على ملاقط الجمّه، وبدّو النخل الصغار الي ماأخذ على الهمال لايموت، واجمعوا الجمّه في اللّزّ ثم افجروا المطلاع ونقذوا النخل لاتنقز قلوبه، واشذبوا العسبان اليابسه اخف له، والمعز والشياه الي مافيها مناح طلعوها للبر مع عميلنا لاتهلك من الجوع، والفصلان ان كان خلص العلف الي في الصّفه بيعوها على القصّاب مادام انها مرغوبة، واحرصوا على ابوي وامي واخوي وعمي خصوهم بالأكل الزين، ودحوم يودي ابوي كل وقت للمسجد قبل الأذان، والعبدي يودي عمي، وعثيمين يودي اخوي يقضبون يديهم لايروحون لحالهم ابد خطر عليهم يطيحون، وقهوتهم وقدوعهم هم وامي تزهبونها لهم تالي الليل قبل الفجر، وفطورهم عقب الصلاة، وغديّهم عقب الظهر، وعشاهم قبل المغرب، ولا يخلى من سمينه وقريعات ومايتيسر وياصلكم مع الجمّال ابوعلي اربع وزان قهوه ووزنة هيل ووزنة مسمار عويدي وخمس وزان سكر وكريتين شاهي وابوعلي يعرف الشاهي ، يعلمكم تصليحه وايضا قطيمة طبيخ تحطون منه ذواقه في العيد، والقادم في هذا الزاد كله الوالدين والعم والاخ الله يحسن خاتمتهم، وايضا طاقة قماش مريكان وململ وبفته وجلال وغطوة وشيله لأمي ولك ولجارتنا العجيز ولاتنسون تذوقون جيرانا يا مطبوخ او ني، وحليب المنايح القادم فيها ابيي وامي وعمي واخيي والفاضل لكم.
وعباتي علقوها في الوتد لاتحرق - ومن احتاج لها منكم اوالجيران فيلبسها، وبشتي الوبر حطوه على المسطاح ويصير لبوي وعمي واخوي اذا احتاجوا له يلبسونه، وانتِ يا ام سعد تحتسبين الأجر في خدمتهم وابشري بالأجر والدعاء مني ومنهم وبرّ عيالك وبناتك.
واحرصوا اذاجاء مطر لاحظوا المثاعب عن السدد وخوش الجدران، والبقرة الدبساء اذا ولدت احرصوا لاتروم ولدها وان بغت ترضّع روحها فحطوا فيها سواجير عن الرضاع، وزبدها اجمعوه للحنيني في الشتاء، ولازم تروّحون لي خط تخبروني عن احوالكم واخباركم مع اول واحد يحدر يمّنا - و يكتبه واحد ينعرف خطه ترى الخط الي روحتوا مالقيت احد يعرف يقراه يقولون هذا جرة نمل مهوب كتابه، وتراي موزي ريال فرانسي في فاغرة الرّوشن وريال عربي في سقف بيت الدرجه - لا تاخذونها الا عند الحاجة الكايده - مثل مشترى ناقة للسقي او بقرة للدواس بعد ما تشاورون الوالدين والعم واخوي فهم ابخص، والمحال لاتغفلون عن دهنها والغروب ربصوها قبل السقي افطنوا لها لاتشنن وتكسر، والعراص من يوم تشوفون الحيا مقبل افتحوها ونظفوها هي والوظايم ولاتقطع الحبوس يطلع السيل من النخل، والخدمه اجمعوها من كل الحوشه وطلعوها وكودوها واسقوها كل يوم حتى يستوي اطيب له وانفع للنخل، والا احتاج جارنا للحمار فلاتردونه عطوه يقضي لزومه وان احتاج فزعه فلا يخلونه العيال يفزعون له ليل او نهار مثل ما انتوا خابرين حاله وحيد يرحم وجار له حق علينا كبير - هذا ولا ودي اطول عليكم وعلى الكيتب - سلموا على كل اهل الدار خصوص الوالدين والعم والاخ والجيران والجماعه من عندي الربع ومعزبنا يسلمون وانتم سالمين والسلام.