رمضان بين اﻷمس واليوم
مرحبا بكم أحبتي الغالين
مع صياح الديوك إذانا بقرب وقت السحور وصلاة الفجر لعدم وجود ساعات لضبط الوقت في ذلك الزمان الجميل
نتكلم اليوم عن ما قبل أكثر من نصف قرن تقريبا حين كان لرمضان وصيامه طعم خاص بالرغم من صعوبة صيامه في ظل عدم وجود مكيفات او مراوح
منذ دخول شهر شعبان يبداء اﻹستعداد والتحضير ﻹستقبال شهر رمضان و ﻹن ادوات المائده مبسطه لاتتعدى الخمير والثريد بالحليب الطازج والتمر اتكلم هنا عن القوز وما جاورها حيث العادات متقاربه وقد كانت أول اﻹستعدادات شراء البقره الحلوب او الماعز او الضان وتحضير حب الذره والزير او الجره من الفخار يجلبون الماء من ابار مكشوفه في عمليه معقده في تحضيره تعمل حفره في الارض داخل المنزل عميقه حتى يرى الثراء ثم يوضع الزير ويوضع فيه الماء ويعاد التراب من حوله وهي (عملية تبريد الماء ) وكذلك تحضير ادوات الشغل وهي المطاحن والهوند والبن والهيل والحلبه تسحق على المطحنه
هذه الوجبات كنا ونحن صغار في السن نتناولها في المساجد والتي كانت تجلب من البيوت المجاورة للمساجد كلا بما تجود به نفسه من الوجبات وهي خمير مفتوت يوضع في صحفه صنع محلي من الخشب المحلي في اوسطها الحلبه بعد طحنها ووضع الفلفل المطحون وتناول القهوه من شربه من الفخار تحل محل المشروبات الحاليه ثم انضم إلى مائدة اﻹفطار المقليه من الدقيق اﻷسترالي
اما السحور يبداء التحضير له من قبل منتصف الليل يحضرن النساء المطاحن من الحجر ويتجمعن في منزل واحد واحيانا يحضرن الذره حسب موجود كل بيت فيبدئنا النساء بتحضير حب الذره بعد ان يوضع في إناء فيه ماء لبضع دقائق حتى يسهل طحن الحب في عمليه صعبه يوضع الحب على سطح المطحنه من الحجر ثم يوضع مايسمى بالودي (وهو مصنوع من الحجر متين في الوسط مدبب ) في اطرافه وزنه ثقيل تمسك المراءه الودي من اطرافه المدببه وتبداء بتمريره في وسط المطحنه في عمليه شاقه مع ثقل الودي حيث يتطلب طحن هذا الحب في اربع او خمس مراحل لها من الطحن ولها مسميات حتى يصبح جاهز لوضعه في (الميفى) وهناك اهازيج كانت تصاحب مراحل الطحن
أذكر منها (يانخلتي يامداجيه ايش اجابك من اليمن
قالت جابوني المخاضره وحملوني على جمل )
وبعد اﻹنتهاء من طحن الحب يوضع
في التنور في لغة الحاضر عباره عن قرصان ثم يأتي دور الرجل في جلب الحليب من البقره او الماعز او الضان ثم يوضع في صحفه صنع محلي من الخشب ثم تقوم راعية البيت بهرس القرصان ووضع الحليب عليها ثم يتناولونه وتأخذ عملية تحضير السحور اكثر من ساعتين
(ثم انضم إلى بقية الوجبات
الرز البلم ورز البكه )

هكذا كانت تسير الحياة في رمضان زمان ولاتخلوا من العمل في النهار الرجل والمراءه لا مكيف ولا مروحه ولا عامله منزليه الكل يعمل يد بيد الزوج والزوجه والشباب والشابات يدا بيد
ناس زمان طوال شهر رمضان في تزاور من بعد اﻹفطار وكانوا يتسامرون ﻹحياء اﻷذكار والصلوات جماعه وكذلك الترفيه على النفس من خلال اهازيج تخص هذا الشهر الفضيل وقصص وحكايات


اليوم ولله الحمد توفر الكثير من وسائل تحضير المائده وتنويع المؤكلات ووسائل
التكييف والتبريد وسعة المطابخ وتوفر الثلاجات وأدوات التبريد لكن اكلات زمان لازالت محافظه على مكانتها في حاضرنا

ونحن على مقربه من شهر رمضان
اﻹستعدادات على قدم وساق من قيادتنا ﻹستقبال المعتمرين والزوار لبيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الجانب اﻵخر المواطنين اهل الخير وتكثر في شهر رمضان الصدقات
فكل عام ووطننا بخير وهو الذي تشرف بانه قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يستقبل الزائرين والمعتمرين وهو حاضن لبيت الحرام ومسجد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هنا يأتي السباق من أبناء هذا الوطن من أهل الخير لتقديم المساعده من إفطار صايم وخلافه في مائدة تمتد إلى مسافات حول ساحات الحرمين الشريفين بل في كل أرجاء هذا الوطن يقدمون الخدمات والوجبات
ونحن على مقربه من شهر الخير والبركه تتبادل الأسر فيه التبريكات بقدومه بقلوب نظيفه بصفاء النفوس من الضغائن بالمحبه الصادقه والتهنه الصادقه

حاموا على جبر القلوب فإنها
مثل الزجاجة كسرها لايجبروا الكلمة الطيبة كشجرة طيبة فلنتعامل مع بعضنا بصدق القول وصفاء الضمائر وحسن النيه
وعلينا أن نستقبله بصلة الرحم وباﻹبتسامه والتسامح واﻹستعداد الصادق لصلاة التروايح والقيام لمن يكتب الله له العمر الطويل فيه ليله خير من الف شهر هي ليلة القدر
وفيه مايكفل للفقراء والمساكين سد حاجاتهم من خلال الزكوات وكل عام وانتم بخير مع تحياتي
الناشري محمد احمد
العبد الفقير إلى الله