رسالة الى المعلمين والمعلمات . !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فيقول الله تعالى : ( يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ )
ويقول الله تعالى )قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب (
وقال صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة ، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ ، وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ ، وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً ، وَإنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِر
فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة خصوصا في مايزول به جهل العبد فيما بينه وبين ربه في العبادات وفيما بينه وبين العباد في المعاملات
قال صلى الله عليه وسلم : وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ
وفي هذه الايام يعيش مجتمعنا بداية عام دراسي جديد نسال الله ان يكون عام خير وبركة وعلم نافع
فللمعلمين والمعلمات نقول : ان الله قد منَّ عليكم باجر في الدنيا والأخرة أن جعل بين ايديكما ابناء المسلمين تعلمونهم امور دينهم ودنياهم وبذلك رفع قدركم وفضلكم على سائر الناس في قوله تعالى( يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ )
وقال صلى الله عليه وسلم (وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاء )
فكل طالب اجتهدتم واحسنتم تعليمه وتربيته ماينفعه فلكم مثلما مايعمل ذلك الطالب من الأعمال الصالحة التي دللتموه عليها
سواء كان وضوء اوصلاة اوصيام او زكاة او تعليم للأخلاق الحسنة أو للآداب الاسلامية الحميدة اوغير ذلك من العلوم الدنيوية الأخرى مما يُنتَفع بها اذا احتسبتم في ذلك رفع الجهل وتعليم المسلمين وبناء مجتمع صالح
واعلموا ايها المعلمون والمعلمات ان تربية ابناء المسلمين امانة عظمى وانتم اهل لهذه الامانة ان شاء الله فلا يكن احدكم ظلوما جهولا ، فتسلحوا بالمعرفة التي ترفع عنكم حرج الاجابة الخاطئة او المعلومة الناقصة وتحروا العدل بين الطلاب في تقديرات النجاح فاأعطوا كل ذي حق حقه
وكونوا لابناء المسلمين قدوة في المدرسة والأماكن العامةكما كان صلى الله عليه وسلم قدوة في سلوكه وكل تصرفاته
ولاتكونوا من الذين يقولون مالا يفعلون فاجعلوا من افعالكم دلالات على اقوالكم فإن النفوس لا تقبل بكلام من لا يعمل بعلمه ولا يوافق فعله قوله
ولهذا حذرنا الله عن ذلك بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (
وأحذروا من الإطلاع على اسرار البيوت والأسر من خلال براءة الأطفال ممابين ايديكم من الطلاب والطالبات فإن ذلك من تتبع عوارات المسلمين التي نهى عنها ديننا الحنيف
وابتعدوا عن الاسئلة الجارحة للطلاب فيما ليس من اساسيات التعليم كالسؤال عن قضاء الاجازة او غيره مما قد يحدث تباين بين الطلاب ويخلق الغيرة او الحقد او تكليف الاباء مالا يطيقون حتى يقلدوا الاخرين فيما لايستطيعون
واسلكوا مع الطلاب الطرق التربوية الناجعة بوسائلها المختلفة مابين قصة ووعظ وتوجيه ، وعقاب غير قاسٍ وتشجيع وترفيه
وكما تكونوا لأبنائكم كونوا لابناء المسلمين خير مربي وموجه ومعلم
زادكم الله ايه المعلمون علماً وتقىً وهدىً
ثم اما بعد : ايه الطلاب والطالبات فإني اوصيكم في الجدية في تحصيل العلم وعدم اليأس فالمستقبل علمه عند الله
فقلة فرص العمل اوعقبة الدرجات والقياسات وماماثلها لاتجعلوا منها عوائق امام طموحاتكم
بل عليكم الصبر فيطلب العلم والمثابرة واجعلوا من تلك العقبات سلما ترتقون عليها الى عُلا المجد
وعلى الآباء : حسن الرعاية والمتابعة ورفع المعنويات والمشاركة الفعلية في تهيئة الأجواء المناسبة وحسن اختيار الجليس واشعار الابناء أنكم معهم قلباً وقالباً مع ربطهم بالخالق القادر المتصرف والتوكل عليه في كل شئ مع بذل الأسباب فقد جعل الله لكل شئ سببا
نسال الله ان يعلمنا ماينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور التواب الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الجمعة 15/12/1437هـ
الجامع القديم بدخنة

منقول