محمد أحمد الناشري
الخميس 06/10/2016
يعاني سكان القنفذة من تردِّي الأوضاع في المستشفى العام، ومستشفى جنوب القنفذة، حيث لا ترقى الخدمات المقدمة في هذين المستشفيين إلى خدمة مركز صحي، وتعاني من نقص كبير في الكوادر الصحيَّة المتخصِّصة، وتكثر الأخطاء الطبيَّة فيهما، وكذلك نقص الأدوية الأساسيَّة في الصيدليَّات، كما أن المستشفيات التخصّصية والكبرى خارج المحافظة تعتذر عن قبول المرضى القادمين من المحافظة إلاَّ بأمر علاج، ومواعيد بعيدة، وحتَّى يتحصَّل المريض على هذا الأمر يكون لقي وجه ربه، والحسرة والندامة في نفوس أهله.
والكل يعلم ما تصرفه الدولة من أموال طائلة لميزانيَّة الصحة، والخدمات -للأسف- لا تليق، فأين يكمن الخلل؟
قبل أيام أُصيبت مواطنة بمرض مفاجئ، نقلها زوجها وأولادها لمستشفى القنفذة العام، واعتذروا عن قبولها لعدم وجود التخصص، وأخذها زوجها المسكين في سيارته الهايلكس، واتجه بها لمستشفى خاص بجدة، وقطع مسافة أربعمئة كيلومتر، ووجد التكاليف الباهظة، وهو لا يملك إلاّ راتبًا تقاعديًّا «ثلاثة آلاف ريال»، وذهب لمستشفى حكومي في جدَّة، واعتذروا عن قبول الحالة لوجود الدكتور المتخصص في إجازة عيد الأضحى، وذهبوا لمستشفى تخصصي مكة المكرمة، واعتذر عن قبولها، وبين القنفذة، وجدَّة، ومكة أرهقهم السفر، وظلت تصارع المرض طيلة إجازة عيد الأضحى، وهذا نموذج من عشرات المرضى الذين لم تمكنهم ظروفهم الماديَّة من العلاج في مستشفيات خاصَّة.
إلى متى هذه المعاناة؟ فبلادنا بذلت الغالي والنفيس في سبيل سعادة المواطن، وأوصت المسؤول عن هذه الخدمات بالمواطن خيرًا، ولكن لا حياة لمن تنادي.!

http://www.al-madina.com/node/700854/